مازال سلوك الكثيرين علي حاله من الانا والنرجسية.. ويعيبه الاصرار علي خرق اللوائح وانتهاك القواعد والاصول.. ولم يرتق ليواكب النهضة الشاملة وغير المسبوقة التي حققتها مصر في غضون سنوات خمس. أبداً.. لم يحدث التطور الاخلاقي بالصورة المنشودة. ولم تتسع دائرة الالتزام والاحترام إلي المساحة المأمولة.. وإنما سيطرت العشوائية علي النهج والمسلك.. دون أن يهتم أي منهم بدوره الايجابي. ومساهمته الفعالة. واداء الواجب مثلما نال الحقوق..!! مثلاً.. اقامت الدولة مدنا سكنية كاملة المرافق والخدمات.. تنتشل البسطاء من المناطق العشوائية عديمة الأمن والامان.. بينما يصر "المتجاوز" علي العبث بمنشآتها. واهمال صيانتها. وافساد طرقها..!! كما شقت طرق عملاقة باستراحات حديثة. وأماكن انتظار متطورة.. لكنه يصمم علي الوقوف في عرض الطريق. وخرق الاشارات. والسير عكس الاتجاه..!! ووضعت "منظومة" لجمع القمامة.. وفي المقابل يندفع "المهمل" لالقاء المهملات في عرض الطريق..!! وفرت الدولة كل الخدمات الاجتماعية. والتعليمية والصحية.. في حين انشغل "المقصر" في كيفية التهرب من دفع الضرائب. وسرقة التيار الكهربائي. والافراط في استخدام المياه في غير أغراضها..!! اقامت شبكة حماية اجتماعية شملت كل الفئات. ووضعت منظومة تعليمية علي أحدث ما وصل إليه الفكر الراقي. ورصدت المليارات من اجل "صحة 100 مليون".. ومع هذا تفرغ البعض من اصحاب المصالح الخاصة. وملاك السناتر. والمستشفيات الاستثمارية. وتجار الهدم والتخريب لافساد خطط التحديث والتطوير.. وتشويه وتسفيه الانجازات والنجاحات.. والنيل من الوسائل والأدوات التي تعين علي تحقيق تطلعات أجيال الحاضر والمستقبل. توضح دور العبادة والمؤسسات الدينية أهمية التراحم والتكافل وتدعو إلي التسامح والترابط لما يحدثه من صفاء وتقارب.. وتطالب برقي الحوار والعبارات والألفاظ.. لكن البعض يصم الآذان.. ويمارس العدوانية وسلوك البلطجية. وينهي خلافاته بالسب والقذف.. ويفرض سطوته علي المسالمين.. ضارباً بالأداب والتقاليد عرض الحائط..!! ما أكثر السلوكيات الهدامة التي يصعب حصرها في سطور.. وما أبشع ما يقوم عليه البعض من انتهاك للحرمات. وتحايل علي القانون. وتهرب من المسئولية.. وتنصل من أداء الواجب.. الأمر الذي يستوجب معه "وقفة حاسمة" خاصة وان من آمن العقوبة أساء الأدب..!! "الثواب والعقاب".. آن لهذا المبدأ أن يري النور فعلاً وتطبيقاً.. ليقضي علي كثير من تلك العشوائيات التي يرفضها الضمير الحي. والذمة السليمة.. وقبلهما الدين والشرع.. فمن يجد ويلتزم.. له الأجر والشكر والتقدير.. ومن يخرج عن المألوف ويصر علي الوقوع في المحظور.. له العقاب الصارم والجزاء الرادع.. حتي تتحقق العدالة. وتتجسد المساواة. ويعرف الجميع ان هناك فارقًا كبيرًا في المكانة والاحترام بين "صناع النهضة" وهواة "العشوائية".. بين المواطن "الصالح".. والمتجاوز "الطالح"..!!