الجوانب الانسانية في الاسلام هو ما يميز العقيدة الاسلامية حيث ينطلق الاسلام أو الشريعة من مصلحة الانسان والتيسير عليه ورفع الحرج عنه لذا كلما كانت هناك مشقة فعلي الانسان أن يبحث عن الصواب لان الدين لا يأتي بمشقة ابدا لكن الافراد قد يملون انفسهم ما يطيقون بداعي الاجتهاد في العبادة لذا كان موضع ملتقي الفكر الاسلامي امس الذي تقيمه وزارة الاوقاف طوال رمضان بميدان سيدنا الحسين بن علي رضوان الله عليهما عن الجانب الانساني في الاسلام. في كلمته أكد الدكتور عبدالله النجار أن الله "عز وجل" اختص رسالة الإسلام وجعلها مبنية علي الرحمة. قال تعالي: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" موضحاً أن الله "عز وجل" جعل رسالة النبي "صلي الله عليه وسلم" شاملة للإنسانية كلها ورحمته "صلي الله عليه وسلم" تعم الإنسانية كلها. وتشمل كل الناس بغض النظر عن الدين والجنس والعرق فقضيتها الانسان ايا كان لونه أو عرقه أو دينه لذا نجد سيدنا عمر بن الخطاب يحاسب واليه عمرو بن العاص حين جار علي أحد رعاياه غير المسلمين ويقول عمر له قولته المشهورة: "متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا" فلم يشغله دين الرجل أو عرقه أو مستواه الاجتماعي وإنما كانت القضية هي الانسانية فقط. وقال الدكتور عبدالله إن رسالة الإسلام تبعد بالإنسان عن العنف والظلم والتفرقة بين إنسان وآخر. فهم أمام الله "عز وجل" سواء. لا فضل لعربي علي أعجمي. ولا لأبيض علي أسود إلا بالتقوي. قال تعالي: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير". ويقول صلي الله عليه وسلم "الرفق ما كان في شيء إلا زانه ولا ينزع من شئ الا شانه" وفي حديث آخر يقول: إن الله رفيق يحب الرفق. ويعطي علي الرفق ما لا يعطي علي العنف. وما لا يعطي علي ما سوا". وأشار الدكتور النجار إلي أن وثيقة المدينة والتي حررها النبي "صلي الله عليه وسلم" بعد الهجرة إلي المدينة كدستور للتعايش ترسخ لمبدأ التواصل الإنساني بين بني البشر جميعاً. بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية. فقد جعلهم الرسول كل أهل المدينة من مسلمين ويهود غيرهم أمة واحدة يدافعون عن المدينة وقت الخطر. وفي ختام كلمته أكد الدكتور النجار: أن مقاصد العبادات ذات طابع إنساني يشمل الإنسانية كلها. ولا يقتصر علي المسلمين فقط. فالصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر قال تعالي: "إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون". مشيراً إلي أن المستفيد من نظافة المجتمع من الفحش والمنكر الناس جميعاً وهو المقصد من الصلاة. وكذلك الحج وسائر العبادات. وفي كلمته أكد الدكتور. السيد حسين عبدالباري رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة أن رسالة الإسلام تمتاز بالنزعة الإنسانية. وتسعي لسمو ورقي ومصلحة الإنسان في العاجل والآجل. مشيراً إلي أنها رسالة ربانية من حيث المصدر والغاية. وإنسانية من حيث طبيعتها. مبينا أن الخمس آيات الأول من سورة العلق ذكر فيها الإنسان مرتين قال تعالي: "اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم". كما أوضح فضيلته أن الفقه الإسلامي قد تحدث في ربعه عن العبادات ليكون بمثابة العون والمدد للإنسانية في مواجهة أعباء الحياة. قال تعالي: "واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلي علي الخاشعين". وفي ثلاثة أرباعه عن المعاملات والجنايات. وكل ما يخص الإنسان. كما أشار فضيلته إلي أن الحلال في الشريعة حلال علي الجميع. والحرام حرام علي الجميع وهو ما ينتج ثمرة المساواة.