سمر إبراهيم بنت كفر الزيات نموذج للفتاة المصرية التي لا تلين أمام تحديات الحياة درست الأدب الإنجليزي وحصلت علي المؤهل العالي لكنها اختارت أن تعمل "كهربائي سيارات" تلك المهنة التي أحبتها بشغف منذ صغرها. سمر عمرها 25 عاماً من أسرة بسيطة لها أخ يصغرها بعامين وكانت متفوقة في دراستها.. والدها يعمل سائق سيارة نقل بإحدي الشركات وكان يسافر أثناء العمل ويعود للمنزل بعد 13 يوماً أو أسبوعين وكانت تشعر بالسعادة لمجيئه وتذهب معه أثناء تصليحه لأعطال الكهرباء بسيارته وصيانتها أثناء فترة الراحة لاحظ والدها مدي شغفها بالمهنة منذ صغرها وعندما حصلت علي ليسانس آداب إنجليزي لم تستسلم للانتظار في طابور البطالة. عملت في البداية سكرتيرة بإحدي الشركات ثم عملت مدرسة بإحدي المدارس الخاصة لكن لم تشعر بالارتياح وشعر والدها بعدم قبولها للمهن التي تمتهنها وشجعها علي النزول للتدريب بإحدي الورش لتعلم مهنة كهربائي سيارات واندهشت لرغبتها في ممارسة ما تحبه وبالفعل نزلت وسط الرجال وتدربت وتعلمت في ورش إصلاح السيارات وقامت بشراء مجموعة كتب خاصة بتنمية المهنة وتعلم مهاراتها بمبلغ خمسة آلاف جنيه طلبتهم من والدها ولم يبخل عليها بشيء ثم توجها للحصول علي دورات تدريبية وكانت تشعر بالسعادة أثناء عملها بالورش وتقول إن أصدقاءها في الورشة كانوا أحياناً يقومون بإخفائها داخل الورشة خوفاً من انتقادات الزبائن المارين بالورشة وكانت تنتقل من ورشة لأخري لرفضهم لها لأنها فتاة وكان يجرحها من يقول لها "لما انت تشتغلي كهربائي سيارات إحنا نقعد في البيت". لكن شجعها أهلها علي الاستمرار في العمل وقامت بإنشاء صفحة علي مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بها لتعريف الزبائن بها وطلبها عند الحاجة في حالة وجود عطل كهربائي. وكان أكثر زبائنها من أصدقاء والدها وأقاربها وبدأ ينهال عليها الزبائن عندما جربوا عملها وأداءها في تصليح سياراتهم. لكن الانتقادات كانت تطاردها في كفر الزيات فكيف تعمل البنت مثل الرجل كهربائي وتقف وتتعامل مع الرجال مما دفعها وأسرتها للانتقال للإقامة بمدينة المنصورة حيث وجدت الراحة والأمانة والعلم بطمأنينة وسط سكانها وجيرانها بل وشجعوها علي عملها وتطورت سمر في مستوي أدائها في تصليح السيارات من سيارات ملاكي لتصليح سيارات نقل ثقيل وتشعر بالارتياح الان لأنها تمارس المهنة التي أحبتها منذ الصغر وتتمني سمر أن تفتح مركزاً لتدريب الفتيات مهنة "كهربائي سيارات" ليصبحوا مثلها ويتحدوا نظرة المجتمع لها. وفي شهر رمضان توازن "سمر" عملها ككهربائي سيارات وبين واجبات المنزل والأسرة.. لتساعد والدتها في إعداد طعام الإفطار والسحور.. وكما أنها تجيد المهنة بامتياز فهي أيضاً تتميز بأطباق رمضانية شهية في مقدمتها صينية اللحم بالبطاطس والمكرونة الباشمل وفي الحلو تخصص "قطايف".