تدخين السيجارة ناسيا يوجب القضاء. والقرآن الكريم نزل في ليلة القدر جملة واحدة. وإخراج الفدية لموائد الرحمن لها ضوابط يجب مراعاتها. كانت هذه أسئلة القرآن نقدمها مع إجابات العلماء عنها. يسأل القارئ حسن إبراهيم فؤاد من الإسماعيلية. قائلاً: قمت بتدخين سيجارة ناسياً في نهار رمضان فما حكم الدين في صيامي؟ يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر يقول: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من أكل أو شرب ناسيا فليتم صومه فأنما أطعمه الله وسقاه" وهذا الحديث النبوي الشريف حديث عام يشمل الصوم في رمضان وغيره طبقاً للقاعدة الفقهية "العام يبقي علي عمومه إلي أن يرد دليل الخصوص". ولما كان هذا الحديث عاماً يشمل من أكل أو شرب ناسيا فإن صومه يقع صحيحاً لنص الحديث الشريف علي ذلك. وبالنسبة لما ورد في السؤال فيمن قام ودخن سيجارة أثناء صومه ناسياً فإن قوله لا يعتد به لأن التدخين مضر بالصحة والمسلم منهي عن الإضرار بصحته ومن المعلوم أن التدخين من الأمراض المهلكة قال الله تعالي: "ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة" وكل إنسان يدخن أثناء صومه وتهيأ للسيجارة لتناولها ويأخذ منها نفساً بعد نفس وهو يظن أنه في نشوة وسعادة فهل من الممكن أن يتحقق ذلك أثناء صوم الإنسان وسداً للذرائع يجب قضاء الصيام علي من دخن أثناء صومه حتي ولو كان ناسياً معاملة له بنقيض قصده. "والله أعلم" "نزول القرآن" * تسأل القارئة وفاء عبدالرحمن محمد من الجيزة قائلة: هل القرآن الكريم نزل كله في ليلة القدر؟ ** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الشيخ علي عبدالباقي الأمين الأسبق العام لمجمع البحوث الإسلامية يقول: من المعروف أن القرآن الكريم قد نزل علي النبي صلي الله عليه وسلم منجماً في مدة ثلاث وعشرين سنة تقريباً. وقد قال الإمام ابن كثير قال ابن عباس وغيره: أنزل الله تعالي القرآن الكريم جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلي بيت العزة من السماء الدنيا ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة علي رسول الله ومن العلماء من قال إن القرآن أنزل جميعه في ليلة القدر إلي بيت العزة في السماء الدنيا فقد روي عن ابن عباس قوله: "فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة في السماء الدنيا ثم جعل جبريل ينزل علي النبي بقدر من القرآن كلما دعا الداعي إلي ذلك وبأمر من الله تعالي ولبعض العلماء رأي آخر أن معني انزاله في ليلة القدر أي بدأ إنزاله في ليلة القدر وهو من سورة العلق إلي قوله: "علم الإنسان ما لم يعلم". والمتفق عليه أن القرآن الكريم أنزل علي الرسول مفرقاً في مدة الرسالة لقوله تعالي: "وقرآنا فرقناه لتقرأه علي الناس علي مكث ونزلنا تنزيلا". وقوله تعالي: "وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا". والمهم مع هذه المعرفة ألا نختلف عليها وإنما نعمل بما جاء به في القرآن الكريم في حياتنا. والله أعلم الفدية للموائد يسأل القارئ م.م.ح من بورسعيد قائلاً: تلزمني فدية عن إفطار رمضان لعدم قدرتي علي الصيام فهل يجوز إخراج هذه الفدية إلي "موائد الرحمن"؟ يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عبداللطيف محمد عامر أستاذ الشريعة بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق يقول: اتفق الفقهاء علي أن للشيخ الكبير الذي يجهده الصوم أن يفطر في رمضان. فإذا أفطر فعليه فدية وجوبا لقوله الله تعالي: "وما جعل عليكم في الدين من حرج" وقد نزلت هذه الآية رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة وهما يطبقان الصيام أن يفطرا ويطعما مكان كل يوم مسكينا.. ومن أدركه الكبر فلم يستطع صيام رمضان فعليه لكل يوم إطعام مسكين وقد قدر الفقهاء مقدار هذا الطعام بالتمر أو الشعير أو القمح ويغني عن ذلك طعام من سائر ما يقتات به الناس. وقد أجاز الحنفية دفع الفدية أول الشهر كما يجوز دفعها آخره ويجوز بعد طلوع فجر كل يوم ونحسب أن الحكمة من جعل الفدية طعاما أنها تعويض عن إفطار المفطر بعذر في نهار رمضان.. فقد أكل الطعام في الوقت الذي امتنع عنه الصائمون ولكن من المناسب أن يقدم طعاما ولكن طعام. ولقد نشأت في العصر الحديث ما يسمي بموائد الرحمن حيث كان الهدف من وراء نشأتها نبيلاً وهو إطعام الفقراء الصائمين ويقوم تمويلها علي تبرعات المتبرعين من أهل الخير والراغبين في ثواب الله ورضاه دون تظاهر أو من أورياء فإذا تحققت في هذه الموائد هذه الصفات من تحري المحتاجين إلي الطعام ومن تحري الحلال في التمويل ومن البعد عن الربا ذو المظهرية جاز تقديم الفدية إليها إسهاما في عمل الخير وهو يد المعونة إلي المحتاجين. ووفاء بالواجب الشرعي في أداء الفدية الواجبة علي المفطرين بعذر والعاجزين عن القضاء وقد يكون هذا في وسط اجتماعي متكامل خيرا من انكفاء كل مسلم علي نفسه حيث يصير عمل البر قدوة يتنافس فيها المتنافسون. وصدق الله العظيم حيث يقول: "إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير". "والله أعلم" مع المفتي: من أفطر ناسيا.. فلا قضاء عليه ولا كفارة من أكل أو شرب ناسياً أنه صائم فإنه لا يفسد صومه كما ذهب إلي ذلك جمهور الفقهاء لقول النبي صلي الله عليه وآله وسلم: "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه. فإنما أطعمه الله وسقاه". وهذا حكم عام في الفرض والنفل خلافاً للإمام مالك الذي يري قصر هذا الحكم علي صيام النافلة. أما الأكل أو الشرب نسياناً في صيام رمضان فهو عنده موجب للقضاء. والجمهور يستدلون بالرواية الأخري للحديث عند الطبراني والدارقطني والحاكم والبيهقي: "من أفطر في شهر رمضان ناسياً فلا قضاء عليه ولا كفارة".