حزمة من الأعياد عاشها المصريون الاسبوع الماضي في امان وسلام واطمئنان دون أن ينغص علينا فرحتنا حادث إرهابي هنا او هناك مثلما اعتدنا عليه في السنوات الأخيرة لاسيما في أعقاب ثورة يونيو المجيدة.. الاخوة الأقباط احتفلوا بأعيادهم الجمعة والسبت والأحد .. امتلأت الكنائس في أنحاء مصر بالمصلين يؤدون مناسكهم ويرتلون ترانيمهم وعلت اصوات الاجراس فرحة وبهجة بالأعياد وسط حراسة أمنية مشددة من جانب حماة الوطن وحراس العدالة الذين واصلوا العمل ليلا ونهارا وقضوا أياما طوالا في الشارع بعيدا عن أسرهم واولادهم يحرسون الكنائس ويؤمنون المصلين في الداخل وايضا وفود المهنئين والمباركين من المسلمين الذين تدفقوا علي الكنائس والأديرة ليقدموا التهنئة لشركاء الوطن والمصير والمستقبل. ويوم الاثنين خرج ملايين المصريين - مسلمين ومسيحيين- الي الحدائق والمتنزهات واحتفلوا بعيد الربيع وشم النسيم في مناخ يحيطه ويسوده الأمن والأمان ويغلفه السلام والسكينة والفرحة الطاغية.. احتفل المصريون بشم النسيم علي طريقتهم الخاصة فتناولوا الرنجة والفسيخ والملوحة والسردين وغيرها من ألوان الاسماك المملحة والمدخنة ولم نسمع عن حالة تسمم واحدة من اسوان للاسكندرية ولم يقع حادث واحد يعكر صفو الناس أو ينغص عليهم فرحتهم فما السر وراء هذه الحالة الرائعة.. أي قوة خارقة وفرت كل هذا الهدوء ودرجات السكينة والطمأنينة في قلوب ملايين المصريين وجعلتهم يستمتعون بأعيادهم ومناسباتهم دون طلقة رصاص غادرة تخترق جسد مدني أو عسكري مسلم أو مسيحي.. أو إرهابي يفجر نفسه في كنيسة أو كمين شرطة فيخلف وراءه عشرات القتلي والجرحي والمعاقين.. انها عبقرية الامن المصري المحترف الذي بلغ أقصي درجات الاحترافية العالمية .. هزم رجال الأمن البواسل الإرهاب اللعين بالضربة القاضية ونجحوا في تأمين احتفالات المصريين بأعيادهم وقبلها بأيام معدودة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية لمدة ثلاثة أيام متتالية والذي شارك فيه ملايين المصريين في مختلف ربوع مصر في مشهد تاريخي رائع ابهر العالم أجمع.. تحية اعزاز وتقدير لرجال الشرطة المصرية وفي القلب منها رجال الأمن الوطني الذين يقدمون كل يوم دروسا في التفاني والإخلاص في خدمة الوطن وحماية سلامة الشعب ومواجهة الإرهاب وفلوله والقضاء عليهم بما يتمتعون به من يقظة ونشاط وحيوية ولياقة نفسية وذهنية وبدنية فائقة.. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فوفقهم الله وسدد خطاهم ورعاهم وحفظهم من مؤامرات ودسائس ومكائد أهل الشر والاثم والطغيان. نجح رجال الأمن في مهمتهم بدرجة فاقت كل توقعاتنا وتجاوزت كل حساباتنا.. وإذا اعتدنا علي توجيه النقد لمنظومة الأمن في السنوات الماضية مع وقوع أحداث وكوارث وسقوط ضحايا ودماء فإننا اليوم يجدر بنا وقد أدي الرجال الشجعان مهمتهم باقتدار وإتقان وبدرجة العلامة الكاملة أن نوجه لهم التحية والتقدير جزاء وفاقا لكل ما قدموه من اجلنا واجل راحتنا وسلامتنا وحتي نحتفل بأعيادنا بكل هدوء وأمان .. تعظيم سلام لكل ضابط وصف ضابط وجندي وفرد في منظومة الأمن المصرية والذين أثبتوا للعالم كله احترافيتهم ودقة عملهم ومدي اخلاصهم وتفانيهم في أداء واجبهم الوطني.. الوزير محمود توفيق يقود المنظومة بجدارة واستحقاق وفي صمت شديد .. لا يتكلم كثيرا ولا يهوي الاضواء والشهرة ويفضل أن يكرس وقته وجهده وفكره ويوظف خبراته لخدمة الوطن وحماية المواطنين وصدق الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما قال في خطابه التاريخي في عيد العمال أنه لولا الأمن والأمان والاستقرار الذي نعيش في رحابه ماكنا حققنا كل هذه الانجازات في وقت قياسي وما كنا أقمنا كل هذه المشروعات القومية العملاقة .. وبدون أمن واستقرار ما كان لمستثمر اجنبي أو عربي أو حتي مصري أن يضخ جنيها أو دولارا واحدا في السوق المصري.. تحية لرجال الشرطة المصرية الذين يثبتون كل يوم أنهم مع ابطال قواتنا المسلحة سيف ودرع للوطن.. حفظكم الله ورعاكم وأيدكم بنصره وتحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.