علي خطي مراكز التحاليل تسير مراكز الأشعة يمتلكها رجال أعمال ويديرها غير المتخصصين ويكتب تقاريرها خريجو كليات التربية والعلوم والزراعة ليفاجأ الأطباء والجراحون أثناء مراحل العلاج أو إجراء الجراحات بكوارث ما أنزل الله بها من سلطان وحيث يتورط الأطباء في مشاكل رسمت خرائطها تقارير غير دقيقة. "الجمهورية" رصدت علي أرض الواقع عشرات المآسي لضحايا مراكز الأشعة: تقول زينب حسن موظفة طلب مني طبيب الأوعية الدموية إجراء أشعة دوبلكس علي الساق والأوردة وذهبت لأحد المراكز الخاصة لإجراء الأشعة وبعد إجرائها وكتابة التقرير ذهبت للطبيب مرة أخري والذي تشكك في تقرير الأشعة وطلب مني إعادتها في مركز موثوق فيه وخاصة أن تشخيص الحالة والعلاج متوقف علي تقرير الأشعة واتضح بالفعل خطأ التقرير الأول. يوضح سليم حامد صيدلي أن الأشعة عين الطبيب في كشف الأمراض التي يصعب تشخيصها بالكشف الظاهري ولذلك يجب كتابة التقرير التشخيصي بمنتهي الدقة لأن عليه سيتم تحديد العلاج المناسب للحالة ولكن ما نشهده من عشوائية في مراكز الإشعة أمر خطير يتسبب في ازهاق عشرات الأرواح يومياً. يحكي أحمد علي معاش مريض فيروس سي اتناول علاج السوفالدي للكبد وفوجئت بعدم وجود أي تقدم في الحالة وذهبت للطبيب فطلب أشعة رنين علي الكبد ومسح ذكري وبعد قراءة التقرير الطبي لم يتبين وجود أي شيء بالأشعة وذهبت لطبيب آخر وأتضح وجود ورم سرطاني علي الكبد مما تسبب في سوء حالة الكبد بدرجة كبيرة وتأخرت الخطة العلاجية وأصبحت نسبة الشفاء ضئيلة للغاية. وتروي سلمي محمد موظفة ومصابة بالغدة الدرقية طلب مني الطبيب المعالج إجراء أشعة علي الغدة وأفادني فني الأشعة بوجود ورم عليها وعندما ذهبت للطبيب ونظر في الفيلم الخاص أكد عدم وجود أورام والحمد لله ولكن ما توضحه الأشعة مجرد كيس دهني وأن الموضوع بسيط للغاية. يتساءل عبدالرحمن سليم تاجر عن دور الرقابة علي مراكز الأشعة التي انتشرت في السنوات الأخيرة ويوجد تباين كبير في الأسعار بينها فمن الممكن عمل أشعة بمبلغ 600 جنيه وتجدها في مكان آخر ب 300 فقط مما يجعل المريض في حالة حيرة وقلق وتشكك في التقارير الخاصة بها. يؤكد سالم حسن محاسب أن مشكلة مراكز بير السلم أن معظم العاملين بها غير مؤهلين ويقوم بكتابة التقارير بها غير متخصص ولذلك نجد مهازل في التقارير والذي يكتشفها الطبيب المتخصص. يؤكد الدكتور السيد محمد طايع طبيب باطني أن منظومة مراكز الأشعة تحتاج لوقفة وإعادة النظر فيها من وزارة الصحة فهي الجهة المسئولة عن استخراج التراخيص لهذه المراكز ولذلك يجب قيامها بواجبها بمراقبة هذه المراكز لأن الأمر يتعلق بصحة المواطنين فمعظم هذه المراكز يعمل بها غير المختصين أو من أصحاب الخبرات الضعيفة الذين لم يحصلوا علي درجة الماجستير في كتابة التقارير الطبية. يضيف طايع لابد أن يكون الطبيب لديه خبرة بمعرفة وقراءة الأشعة دون النظر للتقرير المكتوب ولذلك لابد من قيام وزارة الصحة بعمل تدريب للتعليم الطبي المستمر لعدم الاكتفاء بالشهادة فقط ولكن عمل دورات مستمرة لمعرفة ما هو الجديد بمراكز الأشعة وغيرها. الدكتور هشام عبدالموجود استشاري الكلي تقارير الأشعة ذات أهمية كبيرة جداً خاصة في الحالات التي يتشكك فيها الطبيب فهي تساعد الطبيب علي تشخيص الحالة بطريقة صحيحة ووضع خطة العلاج وأي خطأ في الأشعة أو التقرير يتسبب في مشكلة كبيرة للطبيب. ولذلك يجب أن يكون العاملون في هذه المراكز من المتخصصين فاستشاري الأشعة هو المختص والمسئول وحده فقط لكتابة تقرير الأشعة ومراكز الأشعة تتحمل المسئولية كاملة بعدم تنفيذ هذه التعليمات ويحق للمريض التقدم بشكوي للجهات المسئولة. يطالب الأطباء بمقارنتها بالحالة علي أمر الواقع والحالة الصحية للمريض ولكن للأسف معظم المراكز من يقوم بكتابة تقرير الأشعة هو فني الأشعة وليس الطبيب المختص وحالة حدوث أي خطأ بسبب التقارير يكون المسئول عنه قانوناً هو مركز الأشعة.