دائما أحاول إبعاد عنصر التحكيم عن أسباب وتبريرات الهزائم في كرة القدم لأنه الشماعة التي يعلق عليها أي فريق فشله في لقاء أو بطولة لأن التحكيم في رأيي قد يلعب دورا في مباراة. ولكنه بالتأكيد لن يستطيع لعب نفس الدور في بطولة كاملة مثل بطولة الدوري مثلا التي يلعب فيها الفريق 34 مباراة علي مدي موسم طويل وشاق. وطوال السنوات الماضية كنت أقنع مشجعي نادي الزمالك خطأ نظريتهم المزمنة بإلصاق التهم بالتحكيم لخسارتهم البطولات أو لانتصارات منافسيهم. لأن الفريق لم يكن في كل الأوقات التي صبت فيها الجماهير أسباب الخسارة علي التحكيم. يستحق الفوز بالبطولات... وأجدني الآن بنفس المعايير أوجه نفس الرسالة للجماهير الأهلاوية وبنفس الحياد . في الفترة الأخيرة التي لا يختلف اثنان فيها علي تذبذب مستوي الأهلي بشدة بعيدا عن العنصر التحكيمي الذي أصبح الجمهور يرمي عليه كل أسباب الهزيمة ويبتعد عن الأسباب الحقيقية للتراجع. في مباراة الأهلي وصنداونز التي حاول الأهلاوية إلصاق الخسارة الثقيلة بالتحكيم وعلي وجه الخصوص الحكم الجامبي بكاري جاساما الذي أدار لقاء العودة في برج العرب ولم يستطع فيها الأهلي تعويض سوي هدف واحد من الأهداف الخمسة التي خسر بها مباراة الذهاب في بريتوريا. أتفق مع كل خبراء التحكيم في ان الحكم الجامبي لم يكن موفقا في المباراة بالشكل الذي يضعه في السنوات الأخيرة ضمن حكام النخبة في أفريقيا. ولكنني في نفس الوقت لا أراه سببا مباشرا في خروج الأهلي من المعترك الأفريقي من دور الثمانية. نفس الحال ينطبق علي الحكم الكرواتي إيفان بيبيتش الذي أدار مؤخرا لقاء الأهلي وبيراميدز في الدوري والذي حوله جمهور الأهلي ايضا إلي سبب الخسارة التي أبعدت فريقهم عن الصدارة وجعلتهم يتراجعون الي المركز الثالث في جدول المسابقة. في المباراة الأولي أمام صنداونز كان من الممكن أن يتغير السيناريو بالكامل لو سجل وليد أزارو من الفرصة المحققة من انفراد تام في الدقيقة الأولي. ثم بعدها تسديدة السولية التي ارتدت من القائم قبل أن يكتمل ربع الساعة من المباراة. ولو جاء الهدفان لما استطاع حكم المباراة القيام بأي تأثير علي مجرياتها. ثم أهدر الأهلي بعدها 7 فرص أخري محققة كان من الممكن أن تعيد ذكري ريمونتادا برشلونة أمام باريس سان جيرمان منذ عامين. فضاعت فرصة لم تكن سهلة بالأساس للريمونتادا . ولم يكن جاساما كل أسباب الخروج. وفي مباراة بيراميدز يقول التحليل الفني لها إن الأهلي واتته 8 فرص محققة للتهديف لم يسجل منها أي أهداف. فيما سنحت لبيراميدز فرصتان فقط سجل من إحداهما كينو هدف الفوز وفي الثانية خرجت كرة نفس اللاعب إلي جوار القائم بعد كرة مرتدة من القائم. ورغم وضوح تلك المعادلة الفنية. كان التحكيم كالعادة هو الشماعة من جانب الكثير من الجماهير والمسئولين.