* فاتك نصف عمرك كما يقول المثل.. يا من لم تتابع وتشاهد ليلة الأبطال والسحر والجمال الكروي والإثارة الكاملة في دوري أبطال أوروبا!! كانت السهرة رباعية لأنها تضم أربعة عمالقة في مواجهتين وكان من الصعب علي الجميع متابعة إحداهما وترك الأخري. ليفربول وبورتو وسحر وإبداع محمد صلاح وشغف الجماهير بالولد الشقي مالك قلوب أبناء الشرق الأوسط بالكامل. علي الجانب الآخر.. كان في نفس التوقيت لقاء الأشقاء توتنهام ومانشستر سيتي. أو قل لقاء الأخوة الأعداء.. الأجمل أن خلال تسعين دقيقة سجلت الفرق الأربع عدداً من الأهداف.. قد لا تسجلها كل فرق الدوري المحلي في أي بلد خلال جولة كاملة.. كانت حصيلة المباراتين إثني عشر هدفاً.. أي بمعدل كل سبع دقائق تستقبل الشباك هدفاً.. ما هذه المتعة الكروية التي أجبرت الجميع علي تغيير القناة هنا وهناك للجري وراء المهاجمين ومتابعة الأهداف الجميلة؟!! حقاً كانت ليلة.. أجمل من ألف ليلة وليلة لأنها كانت عامرة بالإبداع والفن الراقي. والمهارة العالية كان من الصعب أن تشاهد لقاء منهما وتترك الآخر.. لأن الأهداف وهي قمة المتعة في كرة القدم كانت بغزارة. ومرسومة بدقة الفنان. والإثارة كانت في ذروتها حتي في المدرجات.. فمنذ اللحظات الأولي.. والدقيقة الرابعة كان السيتي علي موعد مع التهديف ليرد عليه توتنهام وراح الاثنان يتنافسان في فن تسجيل الأهداف. وبأعصاب الجماهير التي تفرح ثم سرعان أن تحزن لتقدم الآخر. واستمر الصراع بين أبناء العم حتي الوقت بدل الضائع ليسجل السيتي هدف التصعيد ويلغيه الحكم بعد التأكد من تقنية الفيديو أو الفار لينزل القرار كالسيف القاتل علي جوارديولا ورفاقه وجماهيره.. حتي مباراة ليفربول وبورتو لم تكن أقل إثارة بعد أن كشر بورتو عن أنيابه وهاجم بشراسة وكاد يسجل ليعوض هدفي الذهاب.. لكن سرعان أن حسم ماني وصلاح ورفاقهما اللقاء برباعية لا ترحم وبأهداف اللحظات الأخيرة وهي الأجمل والأكثر إثارة.. ليصعد ليفربول صلاح لمواجهة برشلونة ميسي وهو اللقاء الذي يترقبه كل المصريين في المقام الأول لمتابعة النجمين صلاح وميسي وجهاً لوجه.. بينما خرج يوفنتوس ومعه رونالدو من الصراع الأوروبي ليضيع أمل رونالدو في تحقيق اللقب السادس كأفضل لاعب في العالم ويتركه لمنافسه اللدود ميسي إذا أكمل المشوار.. ولربما يكون لصلاح لو أكمل ليفربول مسيرته وحقق لقب أوروبا!! كانت في الحقيقة ليلة أجمل من كل ليالي العمر.. فأيضا فيها قمم كرة القدم.. كفرق وأندية عالمية وكلاعبين هم الأبرز عالمياً حتي أن الجميع تشكك في الأمر وفيمن سيفوز سواء بلقب بطل دوري أبطال أوروبا.. أو كأفضل لاعب في العالم!! هي ليلة الأبطال بحق. وكل مباراة تستحق أن تكون نهائياً حقيقياً. وكل لاعب كان نجماً.. لكن المتعة الحقيقية كانت لنا ونحن نتابع وننفعل ونغير مؤشر القناة.. تارة هنا.. وأخري هناك!! كرة القدم التي شاهدناها هي قمة المتعة أما ما يحدث هنا فهو أي شيء غير كرة القدم!!