لا يخفي علي أحد دور إيران وميليشياتها في الحروب الدائرة حاليا في العديد من الدول العربية كسوريا والعراق واليمن ولبنان وما تبذله لفرض سيطرتها علي الأرض من خلال قواتها أو سياسيا من خلال عملائها. في سوريا علي وجه الخصوص تمكنت إيران من بناء شبكة من الميليشيات تتألف من عناصر شيعية من مختلف أرجاء المنطقة واستقدمت آلاف المقاتلين الشيعة المولين لها من البلدان المجاورة مثل أفغانستان وباكستان وغيرهما من الدول الأسيوية. إضافة إلي ذلك جندت طهران المهاجرين الذين يُعدون من الطبقة الفقيرة في إيران وينتمون إلي عشيرة الهزارة العراقية. للانضمام إلي ميليشيا شيعية متعددة الجنسيات مهمتها فرض سيطرتها علي سوريا. يوجد في إيران نحو ثلاثة ملايين أفغاني يعدون من الفئة الثانية فهم لا يمتكلون أوراقاً ثبوتية ولا يستطيعون ممارسة حياتهم أسوة ببقية السكان المحليين. ويجدون صعوبة في الحصول علي التعليم أو إيجاد وظيفة. كما يواجهون يومياً خطر الاعتقال أو الترحيل. استغل الحرس الثوري الإيراني هذا الأمر وعمل علي تجنيد مقاتلين منهم بحجة الذهاب إلي سوريا والدفاع عن الأضرحة والمقدسات الشيعية من هجمات تنظيم داعش الإرهابي. مقابل الحصول علي جواز سفر وحياة رغيدة كأي مواطن إيراني. السؤال الأهم.. ما الذي ستفعله طهران مع تلك القوات المدربة تدريباً جيداً والمسلحة بشكل جيد بعد 8 سنوات من الحرب؟ بدأ المقاتلون الأفغان العودة إلي بلدانهم وسط مشاعر شك وريبة تجاههم. ويعتقد مسئولون أمنيون أفغان أن إيران لا تزال تتولي تنظيم هذه العناصر. لكن هذه المرة "كجيش سري" لنشر نفوذ طهران في قلب الصراعات الأفغانية التي تبدو دون نهاية. بعدما قاتلوا في سوريا ضمن ميليشيات "فاطميون". تعتقد الحكومة الأفغانية وكثير من الخبراء. أن إيران بإمكانها تعبئة هؤلاء المقاتلين السابقين من جديد. خصوصاً إذا انقلبت الفرق الكثيرة الأفغانية المسلحة بعضها ضد بعض في حرب جديدة بعد انسحاب قوات الولاياتالمتحدة وحلف الناتو. قد تستغل إيران تلك الفوضي في نشر هذه العناصر. بذريعة أن "الأقلية الشيعية بحاجة إلي حماية". أوضحت وكالة "اسوشيتد برس" أن المقاتلين الأفغان العائدين من سوريا مهددون من جهات متعددة. ويواجهون الاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية التي تعتبرهم خائنين. ويواجهون العنف من جانب تنظيم داعش الوحشي التابع لأفغانستان. والذي يعتبر الشيعة زنادقة ويتعهدون بقتلهم. في مايو الماضي اقتحم مسلحون من داعش مسجد الجوادية الشيعي في هيرات بافغانستان. وأطلقوا النار وفجر انتحاري نفسه بين المصلين ما تسبب في مقتل 38 شخصاً. عاد بالفعل نحو 10 آلاف مقاتل من هذا اللواء إلي أفغانستان. حسبما أفاد مسئول رفيع المستوي بوزارة الداخلية الأفغانية. قال بيل روجيو رئيس تحرير "ذي لونج وور جورنال" وهو موقع إلكتروني أمريكي متخصص في تغطية الحرب الأمريكية ضد الإرهاب أن النظام الإيراني قادر علي إعادة بناء ميليشياتهم داخل أفغانستان في أي لحظة وذلك لأن طهران تتبع سياسة عدم التخلي عن الأصول التي تستثمر فيها وقتاً ومالاً وخبرة.