بدا منذ البداية كأنه صاروخ قد انطلق. أو طائر يضرب بجناحيه في الفضاء ويحلق ومضي علي طريق النجاح يشرق ويتألق. ولم يخطر علي البال أنه شمعة تحترق. وشمس مالت نحو الغروب في الأفق. تنقل بين كبريات الصحف المصرية.. يستكمل أدواته المهنية. ونحن في حاجة ماسة إلي أمثاله لمواجهة أزمة الصحافة الورقية. يوافق العام الحالي 2019 مرور 94 عاماً علي ميلاده. و58 عاماً علي رحيله. * اسماعيل الحبروك 25 1961. نجم الصحافة اللامع. إسماعيل حسين الحبروك من مواليد أبوحمص بحيرة. في 5 يناير. توفي 16 مارس. ليسانس الحقوق جامعة الإسكندرية 1948. كان متفوقاً في دراسته. متعدداً في مواهبه وملكاته : كتب في المرحلة الثانوية مسرحية بعنوان "البخيل".. وكتب القصائد الوطنية. والأغاني العاطفية والقصة والرواية والمقال والخواطر الأدبية".. تردد علي مقهي المسيري بدمنهور "ملتقي أدباء البحيرة" كانت قصته الأولي "قلبها الجديد" والأخيرة "بقايا عذراء". وتحولت إلي فيلم 1955. كتب أكثر من 300 أغنية. لنجوم الطرب من المصريين والعرب. والده صاحب مضرب أرز. ووالد حسين الصحفي بالأهرام. والشهيد طيار محمد.. بدأ رحلته الصحفية. أثناء دراسته الجامعية. كتب المقالات والقصص. ترددت أخبار عن خطبة الأميرة اليزابيث ولية عهد بريطانيا "الملكة اليزابيث الثانية 1952 الآن". كتب يقول "لماذا لا يتقدم شاب مصري لخطبتها. ليكون هذا الزواج طريقاً لحل القضية الوطنية وجلاء الاحتلال البريطاني عن مصر". كانت أحلامه في صباه. أن يصبح أديباً وصحفياً وشاعراً. وكاتباً ورئيساً للتحرير. وحقق كل ذلك قبل الثلاثين. عمل في روز اليوسف ودار الهلال والزمان والأهرام "حرر صفحة المرأة. وأشرف علي قسم التحقيقات الصحفية" في أخبار اليوم ورئيساً لتحرير مجلة الجيل الجديد التي صدرت 1951. ثم رئيساً لتحرير جريدة الشعب.. "صدرت 56 1959" ورئيساً لتحرير جريدة الجمهورية 59 1961 وظهر اسمه مع طه حسين وصلاح سالم وكامل الشناوي وإبراهيم نوار وموسي صبري وناصر الدين النشاشيبي. كتب الأخبار والتحقيقات والمقالات والحوارات والافتتاحات واليوميات "مع الأيام.. يوميات" شارك في كتابة عمود هذا رأيي. وصفحة أحاديث الأسبوع "عدد السبت الاسبوعي". وكتب المقال السياسي علي الصفحة الأولي. وحملت افتتاحية الجريدة اسمه في أكتوبر 1959 حصل علي العديد من الجوائز والأوسمة. جائزة هيئة الإذاعة البريطانية في القصة القصيرة 1949. جائزة الدولة عن أفضل مجموعة أغاني 1956. جائزة أفضل مقال صحفي 1957. وسام النجمة المغربي من الملك محمد الخامس. أحب الشعر لأنه يعبر من خلاله عن مشاعره والقصة لأنه يعبر من خلالها عن تجاربه والمقال لأنه يعبر من خلاله عن رأيه. توفي إسماعيل الحبروك وعمره 36 عاماً. أصيب بنزيف في المخ. ودخل المستشفي وأسلم الروح بعد ثلاثة أيام. شيعت جنازته في آخر أيام شهر رمضان "الموافق 16 مارس 1961. ظهرت الجمهورية باللون الأسود حداداً علي فتاها النجيب. كان شعاره في الحياة "مزيد من الحب لمن يكرهك. ومزيداً من الاخلاص لمن يغدر بك. ومزيد من الوفاء لمن يتآمر عليك". أطلق اسمه علي مدرسة دمنهور التجريبية للغات.. من أشهر أغانيه الوطنية. يا أغلي اسم في الوجود يا مصر. نجاح سلام "حصلت علي الجنسية المصرية من جمال عبدالناصر بعدها". أمانة عليك أمانة يا مسافر بورسعيد. شادية. يا جمال يا حبيب الملايين. عبدالحليم حافظ. ومن أغانيه العاطفية. وحياة عينيكي. فريد الأطرش. بتسأل ليه عليه. فايزة أحمد. أما غريبة. نجاة الصغيرة. أوعي تكون بتحب يا قلبي. محرم فؤاد. أمانة يا بكرة. شريفة فاضل. جوه قلبي جوه. صباح. ما تقولش كنا وكان. نازك. يا واد يا سمارة. فايدة كامل. يا فايتني في حيرة. كارم محمود. من مؤلفات إسماعيل الحبروك. رواية وأربع مجموعات قصصية. ومسرحية شعرية "التلميذ النجيب". وترجم مجموعة قصصية للأطفال "البطل الصغير" وفيلم ليالي الحب قصة وسيناريو إسماعيل الحبروك حوار أبوالسعود الإبياري إخراج حلمي رفلة. بطولة عبدالحليم حافظ. آمال فريد. وعبدالسلام النابلسي وسراج منير. يقول إسماعيل الحبروك في قصيدته التي كتبها عن حريق القاهرة 1952/1/26 "كان عمره 27 سنة". سأنام قبل العاشرة وتنام قبلي القاهرة وضعوا النعوش وجهزوا نعشا لمصر الثائرة سأنام حتي لا أري وطني يباع ويشتري ولمن يباع ومن يبيع. انجلترا لانجلترا سأنام : كلا لن أنام وكل من حولي ينام سأسير أصرخ في الدجي لن أخشي : سأمضي للأمام