من يوم لآخر تفاجئنا صفحات مشبوهة علي مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار وأكاذيب لا تمت للواقع بصلة وتستحوذ هذه الأخبار المغلوطة علي عقول بعض متابعي هذه الصفحات خاصة أنهم لم يقوموا بالبحث أو التقصي عن مصدر هذه الأخبار أو مقاطع الفيديو المفبركة التي يصممها محترفون مهمتهم قلب الحقائق وتغيير المضمون بشكل يخدم توجهاتهم ويثير الجدل في الرأي العام.. ليس هذا فقط بل تقوم هذه الصفحات الوهمية باستغلال أي حادث أو واقعة يمكن أن تحدث في أي مكان بالعالم لبث سمومها ونشر الإحباط واليأس في النفوس. لاشك أن كل هذه المحاولات البائسة تقوم بها كتائب إلكترونية متخصصة تستخدم برامج متطورة تفبرك الصور ومقاطع الفيديو وحتي الأصوات لتضليل الرأي العام والتأثير علي الشباب ونشر الفرقة بين فئات المجتمع أملاً في عرقلة مسيرة التنمية والتقدم إلا أن كل هذه المحاولات ستتحطم علي صخرة الوعي والإلمام بكل الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تستخدم في الترويج لهذه الأفكار المسمومة.. فعلي سبيل المثال تقوم بعض الصفحات المشبوهة باختراع "هشتاج" عن موضوع معين وتقوم بتمويله وبنشره علي معظم الصفحات الأخري لكي يظن الجميع بأنه يشغل قطاعاً كبيراً من المواطنين في حين أنه تم ابتكار برامج حديثة مؤخراً تقوم بكتابة هذا الهاشتاج والتعليق بطريقة أتوماتيكية لا تمت للواقع بصلة.. ليس هذا فقط بل تم اختراع الآلاف من هذه البرامج الإلكترونية التي تشوه الحقائق وتجتزئ مقاطع من تصريحات المسئولين لخدمة التوجهات والآراء الهدامة والأفكار المغلوطة. ولا سبيل أمام كل هذه المحاولات والطرق الملتوية إلا العمل علي بناء الوعي وكشف هذه المخططات التدميرية بالاعتماد علي السوشيال ميديا وصفحات التواصل الاجتماعي التي باتت مستنقعاً حقيقياً للأفكار المشبوهة وقلب الحقائق خاصة أن تلك الصفحات تقوم في معظم الأحيان بنقل هذه الأخبار نقلاً عن وسائل إعلام خارجية وعندما تعود لهذه الوسائل الإعلامية لمعرفة المصدر والتأكد منه تجد الحقيقة وتري إلي أي مدي تم تغيير السياق والمعني لخدمة مصالح أعداء الوطن ونشر أفكارهم.. أمام كل هذه الوسائل يجب أن تقوم جميع المؤسسات الإعلامية الوطنية بكشف هذه المؤامرات الإلكترونية الخبيثة التي تسعي للهدم وبث الإحباط ولن يتم ذلك إلا بالعمل المستمر علي بناء الوعي الحقيقي للمواطنين بكشف هذه الألاعيب والطرق التكنولوجية المشبوهة التي تستخدم الصور ومقاطع الفيديو أملاً في إقناع المتابعين والسيطرة عليهم خاصة أن أغلبهم يعاني من جهل تكنولوجي كبير.. علينا جميعاً أن نقف بالمرصاد أمام كل هذه المحاولات ونستمر في توعية الشباب من مخاطر السوشيال ميديا التي يستخدمها أعداء الوطن لتزييف الحقائق وفبركة الأخبار الكاذبة من أجل هدم الدولة وبث الفرقة بين مختلف فئات المجتمع.