في خطوة جريئة ومتهورة قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان حالة الطوارئ الوطنية في البلاد, وهو إجراء استثنائي لتمويل الجدار علي الحدود المكسيكية كما وعد سابقا. مما فتح النار علي ترامب من جوانب عدة وصل احدها الي التلويح باللجوء الي القضاء . رغم ان الولاياتالمتحدة شهدت اعلان حالة الطوائ ل 31 مرة سابقة إلا ان هذه المرة اعتبرها الكثيرون انقلابا علي الدستور الأمريكي, حيث ان القانون يسمح للرئيس من خلال اعلان حالة الطوارئ الحصول علي صلاحيات معينة لفترة معينة. منها الاستيلاء علي الممتلكات. نشر القوات العسكرية خارج البلاد. إعلان الأحكام العرفية. الاستيلاء علي وسائل النقل والاتصالات وغيرها من قائمة طويلة بالسلطات المؤقتة. لكن الرؤساء. في إعلانهم لحالات طوارئ في السابق. لم يمارسوا جميع هذه الصلاحيات. أما ترامب فقد فعل مالم يفعله احد من قبل, فإعلان الطوارئ لتمويل مشروع رئاسي هو امر غير مسبوق, خاصة انه سيقوم بالاستيلاء علي اموال مخصصة لمشروعات اخري, فبحسب تسريبات بعض العاملين في الكونجرس فإن هناك 21 مليار دولار مخصصة لمشاريع بناء عسكرية خلال العام الماضي والحالي. يمكن أن يستخدمها ترامب في مشروعه. كما ان هناك أموالاً أخري خصصت لمكافحة المخدرات. ولبناء مستشفي للقوات الأمريكية في ألمانيا كلها تنظر وزارة الدفاع الامريكية "البنتاجون" في توجيهها لبناء الجدار خاصة ان ترامب طلب 5,8 مليار دولار لبناء الجدار والكونجرس خصص له 1,3 مليار دولار فقط . اثار اعلان حالة الطوارئ ردود افعال سلبية بشكل عام. حتي بين المشرعين الجمهوريين, فقال ماركو روبيو. وهو عضو مجلس شيوخ جمهوري من فلوريدا إن الرئيس ربما يكون في مخالفة للدستور بإعلانه طوارئ. هناك ردود سياسية وأخري قانونية ستصل علي الأغلب إلي المحكمة العليا ,فمن الناحية القانونية يستطيع الأشخاص المتضررون من قراره - مثلا أمريكيون يملكون أراضي يريد الرئيس استخدامها لبناء جداره. أو حتي أعضاء كونجرس - مقاضاة الرئيس, حيث أثبتت دراسة للكونجرس تم إصدارها الأسبوع الماضي أن غالبية الأراضي التي يريد ترامب بناء جدار عليها هي ليست أراضي تملكها الحكومة الفيدرالية. تشير استطلاعات الرأي إلي أن ثلثي الأمريكيين يعارضون الإعلان عن حالة طوارئ لبناء الجدار. رغم أن غالبية الجمهوريين يؤيدون ذلك, ومن المتوقع أن تدخل خطوة كهذه ترامب. في مواجهة مع الديمقراطيين الذين يصفون مساعيه بأنها محاولة غير دستورية لتمويل بناء جدار حدودي دون موافقة الكونجرس. قالت نانسي بيلوسي عضو الكونجرس في بيان مشترك مع زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر: "ما فعله ترامب هو استيلاء علي السلطة ومحاولة لتحقيق مراده بعد فشله في الحصول عليه دستوريا". البيان أكد أن قرار ترامب يعد انتهاكا لصلاحية الكونجرس في تشريع المخصصات المالية وأن الكونجرس سيدافع عن سلطاته في المحاكم وبكل السبل الممكنة. دعت بيلوسي وشومر. أعضاء الكونجرس الجمهوريين للانضمام إليهم في الدفاع عن الدستور. قائلين إن ترامب ليس فوق القانون ,فيما قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب مخاطبا ترامب "خطابك فظ ويقطر بالمغالطات ونراك في المحكمة". كما قالت الديمقراطية ليتيشا جيمس. النائب العام لولاية نيويورك "لن نقبل انتهاك السلطة هذا. وسنقاوم بكل الأدوات القانونية التي تحت تصرفنا", بينما اعلنت ولايتا كاليفورنيا ونيويورك امس إنهما ستتخذان إجراءات قانونية ضد إعلان ترامب حالة الطوارئ الوطنية بهدف تخصيص مليارات الدولارات لتمويل بناء سياج علي الحدود مع المكسيك.