ما يحدث علي الساحة الكروية من تراشق وتلاسن بين كبار المسئولين عن الأندية والاتحاد.. يشعل نار التعصب.. ويعمق الخلافات.. ويثير الجماهير.. التي تتلقي يومياً ما يوقظ الفتنة.. ويحيد بالمسيرة الرياضية عن مسارها وأهدافها. الأزمة المشتعلة الآن.. بدأت أحداثها قبل بداية الموسم حينما اجتمع رئيس لجنة المسابقات بمسئولي الأندية وعرض أمامهم كل المشاكل والخلافات التي تواجه انتظام الدوري العام. مؤكداً لهم أنه موسم استثنائي قد يستمر لعام كامل.. وقدم إليهم مقترحات ثلاثة.. اللعب بنظام المجموعتين.. أو من دور واحد.. أو من دورين شريطة تحمل أزماته ومؤجلاته.. فاختار الجميع الاقتراح الأخير. فجأة.. وبعد شهرين من إعلان مواعيد المباريات المؤجلة للنادي الأهلي.. أبدي نادي "بيراميدز" اعتراضه علي تلك المواعيد معلنًا امتناعه عن اللعب لحين تعديلها بما يتناسب مع رؤيته ومصلحته.. ثم سرعان ما تضامن معه "الزمالك" مؤيدا مطالبه.. كيداً وعنداً في المنافس التقليدي!!.. وقد فسر بعض النقاد موقف ناديي براميدز والزمالك علي أنه خطوة لمنع الأهلي من الاستفادة من صفقاته الشتوية الجديدة. لم يصمت "الأهلي".. وأصدر بيانا رفض من خلاله المساس بمواعيد مبارياته.. لتبدأ حلقة جديدة من مسلسل التصادم.. شارك فيه نائب رئيس الاتحاد فتلقي وعيدا وتهديداً من مسئولي بيراميدز.. واتسعت جبهة التراشق بمشاركة رئيس نادي الزمالك الذي وجه انتقاداً عنيفاً لرئيس لجنة المسابقات.. وطالب بإقالته فوراً. يحدث كل هذا تحت سمع ومرأي الاتحاد المصري.. الذي عجز عن إدارة المسابقة بالحيادية.. وتقاعس عن إلزام الجميع بالقواعد والأصول.. واكتفي ببيانات المناشدة.. ومطالبة الأطراف بالهدوء وضبط النفس.. دون أن يتخذ خطوة عملية تحسم الأمور.. وتنهي الصراع.. وتجهض الفتنة .. وتعيد الأمور إلي نصابها الصحيح. طبيعي أن يخفق "الاتحاد" في إدارة المسابقة.. لأن مسلسل التراشق والصراعات استشري بين أعضائه.. كل واحد يؤيد ناديا علي حساب المساواة والإنصاف.. وكل عضو بحث عن وسيلة يحصل من خلالها علي قطعة من "كعكة" الأمم الأفريقية.. إما بالمشاركة في إحدي اللجان التنظيمية.. أو بالحاق أحد المقربين له حتي لو كان منعدم الكفاءة والمهارة. الساحة ملتهبة.. والروح الرياضية في اجازة مفتوحة.. والتشجيع المثالي صار ذكري.. والمآرب الذاتية تغلبت علي المصلحة العامة.. التي كان من المفترض أن ينظر إليها الجميع بعين الاعتبار.. لتجبرهم علي الالتفاف وإنهاء مسابقة الدوري علي خير.. والالتحاق لإنجاح بطولة الأمم الأفريقية.. لذلك ومن أجل تصحيح المسار.. لابد أن يستفيق "الاتحاد" ويستنفر قواه.. وينفض غبار الصراعات والنزاعات.. ويستعين بالمبادئ والقيم.. ويطبق اللوائح والقوانين بكل الحسم والصرامة علي الجميع.. ليعرف كل مسئول رياضي حجمه وواجبه.. ويعي أن الرياضة أخلاق.. سلوكاً وفعلاً.. ويسارع بالمساهمة في إنقاذ الكرة المصرية من العابثين والساعين لتمزين أواصر التكاتف والتضامن بين الجماهير الرياضية.