سوق الترجمان هل يذكره المسئولون لقد تم افتتاحه ودعمه من منظمات المجتمع المدني وكبار التجار لتخفيف العبء عن المواطن البسيط وتوفير احتياجاته بأسعار مخفضة لكن وبعد الإقبال الكثيف الذي شهده منذ أول يوم لافتتاحه وكانت "الجمهورية" أول من تابع الحدث يومياً اعتقاداً منا أنه سيقضي علي ظاهرة باعة الشوارع لكن دوام الحال من المحال هدأت العزيمة وأغلق أصحاب الباكيات محلاتهم وأصبح المكان مهجوراً إلا من أفراد الأمن وقليل من التجار في انتظار الفرج. في زيارتنا هذه المرة للسوق لم نجد غير كشك واحد فقط يقوم ببيع اللحوم تابع لشركة وطنية. مصطفي الجزار صاحب الكشك يقول إن المكان كان يسير علي الطريق الصحيح بعد افتتاحه بتغطية إعلامية ومساندات من كبار التجار وشهد محافظ القاهرة افتتاحه واكتظ بالجمهور لمدة 15 يوماً فقط وفجأة تغير الحال وأغلق أصحاب المحلات محلاتهم وعادوا إلي أماكنهم القديمة بالعتبة والفجالة والموسكي مما جعل حركة البيع معدومة. ياسر أحمد جزار يستطرد الزبائن والباعة هجروا السوق ماعدا نحن حيث أصبح لنا زبائن تعرفنا وتثق بنا ولو صبر أصحاب المحلات لأصبح لهم زبائنهم ولكن استعجالهم للرزق جعلهم يهجرونه. إبراهيم دبش أحد باعة السوق قال هجر التجار الكبار للسوق أدي لانهياره بشكل كبير حيث إنهم كانوا الداعم الأكبر مشيراً إلي أن سوق الزاوية استولي علي زبائن سوق الترجمان موجهاً اللوم لحي بولاق أبوالعلا الذي لا يسأل عن الباعة الذين أصبحوا متسولين بالسوق. الحاجة سكينة بائعة جوارب بالسوق تصرخ: الحال بالسوق لا يرضي عدوا ولا حبيبا فنحن نقيم هنا بجانب بضائعنا لوجود ديون تورطنا فيها لشراء البضائع وعندما شكوت الحال أرسلني الحي لسوق الزاوية لعلي أجد رزقا فيه وللأسف لم أجد غير أنني أسدد 400 جنيه شهرياً لمكان لا أبيع فيه فعدت إلي سوق الترجمان مرة أخري أنتظر الفرج. عيد القريطي مسئول أمن بالسوق مازلنا نقوم بحراسة السوق بمعرفة الحي حيث إن الباكيات تحتوي علي بضائع بمبالغ كبيرة وللأسف لا يوجد بيع بتاتاً مما جعل السوق مهجوراً وانتقل الباعة والزبائن إلي العتبة مقترحاً وجود موقف للسيارات داخل السوق من أجل تشغيله. نفيسة مسعود بائعة ملابس بالسوق تقول أنا أرملة وأعول 6 أبناء ومعاشي 323 جنيها فقط فرحت جداً بعد اختياري ومنحي نمرة بالسوق في البداية كنا نبيع بشكل ممتاز وساعدنا تاجر كبير بإعطائنا بضائع إلا أن الحال تبدل وهجرنا الزبائن ويطالبنا التاجر بتسديد ثمن البضاعة وإلا السجن. أما علي جمال بائع فيقول أجلس بالسوق علي أمل أن أسدد ثمن البضاعة التي حصلت عليها من أحد تجار الجملة ومع حركة البيع المعدومة أنتظر الفرج ربما يأتي أحد للشراء. ويشاركه الأمل محمد ماضي بائع شرابات وحنان ماضي بائعة شباشب وياسمين يوسف بائعة أحذية فهم يتواجدون بالسوق لعل أحداً يشتري لتسديد ديونهم التي يهددهم بها التاجر الكبير. وقبل خروجنا بكت فاطمة محمود بائعة بالسوق قائلة لابد من وجود حل لما نحن فيه فلدي خمسة أبناء أقوم بتربيتهم وأنا أرملة ولا يوجد مصدر آخر للدخل غير هذه الباكية التي حصلت عليها بصعوبة ولكن وقف الحال جعلنا كالمتسولين ولا أحد يتحرك فعلينا مديونيات لتاجر كبير ولا ندري ماذا نفعل بعد أن هجرنا الزبائن؟