أثارت الصعوبة البالغة لامتحان اللغة العربية والسهولة الكبيرة لأسئلة الأحياء للصف الأول الثانوي ردود فعل واسعة لدي الطلاب وأولياء الأمور وأيضاً المعلمين.. الذين أبدوا تعجبهم من سوء وضع الأسئلة سواء التي يسهل نقل إجابتها من الكتاب المدرسي الذي يحمله الطالب داخل اللجنة.. أو تعقيدها لدرجة استحالة وجود إجابة لها في داخل الكتاب!! الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم من جانبه قرر تشكيل لجنة فنية من خبراء المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي لمراجعة امتحان الأحياء والوقوف علي حقيقة السهولة المباشرة التي أتاحت نقل الإجابة بالنص من الكتاب دون أي مجهود أو تفكير!! أجمع الخبراء أن امتحانات الأوبن بوك تتطلب وضع الأسئلة بمواصفات محددة يضعها خبراء الامتحانات بنمط معين بحيث لا تكون من السهولة فيفقد الهدف الذي وضع من أجله بل يكون دعوة للغش والفوضي. أوضحوا أهمية أن تقيس الأسئلة الفهم والتحليل والتفسير والاستنتاج لدي الطالب وأن تكون بشكل غير مباشر وذلك يتطلب تدريب الطالب والمعلم أيضاً علي نوعيات هذه الأسئلة غير النمطية التي تحتاج إلي تفكير ومجهود في الامتحان واستيعاب كامل من الطالب للمادة بل ووجود مقررات تعتمد علي هذه الطريقة لتكون بشكل تدريجي منذ المراحل التعليمية الأولي. أكد د. حسن شحاتة أستاذ طرق تدريس المناهج أن امتحان "الكتاب المفتوح" يكون عن طريق فهم الطالب للدرس وعليه يتم الحصول علي أمثلة مشابهة وتكتب عليها الأسئلة حتي نقيس مدي استيعاب الطالب للمادة للانتقال من الحفظ والتلقين إلي التفكير والتفسير والمقارنة ونقيس بها قدرات الفهم العليا لدي الطلاب. أشار إلي أن ما حدث في امتحان الأحياء للصف الأول الثانوي يدل علي أن واضع الامتحان لا يعرف شيا عن نظام الأوبن بوك ولا عن كيفية وضع أسئلته لذلك نطالب بأن يتم تحويل واضع الامتحان والموجه إلي التحقيق لأن هذا النظام يعتمد علي استخدام القدرات العقلية وكان يمكن لواضع الامتحان الاستعانة بمركز التقويم الذي يوجد لديه بنك أسئلة حتي يتعرف علي كيفية وضعها.. مشيراً إلي أنه يجب تنظيم دورات تدريبية للمعلمين والموجهين في كيفية وضع أسئلة الأوبن بوك وكيفية تصحيحها. أكد د. سامح ريحان عميد كلية التربية بجنوب الوادي الأسبق أن امتحان أوبن بوك لابد أن يقيس الفهم الحقيقي وليس الحفظ والتلقين وهنا لابد من الإجابة علي عدة أسئلة هي هل تم دراسة المنهج كجزء متكامل ووحدة واحدة والتمهيد لما هو قادم أيضاً وتشبع الطالب بالمعلومات وهل تم التدريب جيداً وتعويد المدرسين والطلاب علي هذا النمط وهل تم تغيير المقررات لتفي بهذا النمط من الامتحانات مشيراً إلي أنه لا خلاف علي أن امتحانات أوبن بوك التعليم الحقيقي ولابد أن يكون الطالب علي وعي بذلك لأنه المطلوب في المستقبل كما أن غلاف الكتاب له دلالة معينة والطالب لابد أن يتعلم أن يأخذ المنهج وحدة متكاملة ومن يصيغ أسئلة الامتحان يجب أن يصممها بحيث لا تكون من التفاهة بما يمثل دعوة للغش ولكن الفهم الحقيقي.. والمعلومة لابد أن تكون بشكل غير مباشر. أضاف ضرورة أن تكون هذه الطريقة في التعليم ثقافة مجتمع الأب والأم والتلميذ والمعلم والتدريب جيداً علي هذا التطوير والتطبيق واستيعاب كامل التطبيقات العلمية والمنهج والكتاب لابد أن يكون بنفس النمط. أوضحت د. راندا الديب أستاذ بكلية التربية بجامعة طنطا أن امتحانات "أوبن بوك" تحتاج إلي طالب مستوعب لما تم دراسته ومتمكن من المادة وقادر علي الوصول إلي المعلومات خاصة أن بعض الأسئلة تأتي لتقيس مستوي الطالب وقدرته علي التحصيل والتحليل وليس الحفظ والتلقين ودائماً ما تكون الأسئلة محددة. أضاف أن هذا النوع من الأسئلة لا يتيح التوقعات وتشمل الأسئلة معظم أجزاء المنهج كما تأخذ وقتاً في التفكير اما إذا وضع الامتحانات بدون مواصفات معينة فانه يمكن أن يتحول إلي وسيلة للغش لأنه لن يسمح بالابتكار أو الفهم وإذا لم يتمكن الطالب من التدريب علي نوعيات أسئلة مختلفة وتدريبات وتمرينات غير مباشرة يشعر أن الكتاب ليس له فائدة ورغم صعوبة هذه الأسئلة وامتحانات الكتاب المفتوح إلا أنها تمكن من التمييز والتفريق بين مستويات الطلاب المختلفة. أكد مصدر بالمركز القومي للامتحانات. أن نظام الامتحانات "الكتاب المفتوح" يختلف تماماً عن الامتحانات التقليدية حيث إن واضعي الأسئلة يجب أن يضعوا أسئلة إجاباتها قائمة علي القياس والاستنتاج بعيدا عن الحفظ والتلقين ونقل فقرات محددة من داخل الكتاب. أضاف أن مسألة تغيير نظام الامتحانات ليس بالعملية السهلة لأنه يستلزم بالتوازي تدريب المصححين علي كيفية تقييم الطلاب والتأكد من استيعابح للمعلومات الواردة بالكتب المدرسية. أشار إلي أن الانقسام في المجتمع شيء طبيعي في ظل عدم الاستعداد الكافي من حيث تدريب الطلاب أو المعلمين علي تلك النوعية من الامتحانات. وهو ما حدث خلال الامتحانات خلال الأيام الماضية. قال وليد عبدالراضي معلم خبير إن وضع أسئلة تقوم علي الاستنتاج والتحليل والمقارنة ليست بالسهلة وتحتاج معلمين قادرين علي تحديد الوقت المناسب للإجابة. مشيرين إلي أنه لابد من إجراء تدريبات مكثفة للمعلمين في المرحلة الثانوية التي تتعلق بوضع الأسئلة بنظام الأوبن بوك. وطرق تقييمها وحلها وهو ما لم يحدث حتي الآن.