أصعب المراحل وأسوأها.. يمر بها حالياً النادي الأهلي.. الذي تعرض علي مدي عام كامل.. لعدة اخفاقات وبعض الانكسارات.. نتيجة للتخبط الإداري.. والفكر العقيم والبطء في حسم الأمور.. والصمت المطبق أمام الهجمات الشرسة... والاتهامات التي طالت من مكانة وهيبة المجلس الأحمر. بداية التراجع.. انطلقت مع تولي المجلس الحالي.. فقد استهل ولايته بتسديد فواتير انتخابية اعتمد خلالها علي أهل الثقة بدلاً من أصحاب المهارة والعلم.. ثم اكتفي بمشاهدة الأندية الأخري وهي تعقد الصفقات السوبر.. وتبني فرقاً قوية تعتمد علي اللاعبين المهرة.. ورفض تدعيم المارد الأحمر.. فكانت النتيجة.. الهزيمة المنكرة في نهائي أبطال افريقيا.. أعقبها الخروج المبكر من البطولة العربية.. تلاها عدة هزائم وتعادلات في الدوري المحلي.. أدت به إلي احتلاله المركز السادس لأول مرة منذ عشرات السنين. طبيعي.. ان يثير أداء مجلس الإدارة.. احتقان جماهير القلعة الحمراء.. حيث أصابتها الدهشة والغرابة لتصميم المجلس علي اتباع فكر عقيم انتهي زمانه.. وانصرافه عن مواكبة التطور والتغيير.. وعدم ادراكه ان المواصفات والاشتراطات في عقد الصفقات انقلب حالها.. وان الانتماء صار يتذيل القائمة التي يتصدرها الآن المقابل المادي.. بالاضافة أنه لم يع ان الأسعار المطروحة غير مناسبة للأوضاع الجديدة.. ليكتشف في النهاية ان البطء في الحسم.. أجبره علي دفع 6 ملايين دولار في لاعب مثل حسين الشحات.. بينما كان معروضاً عليه منذ عدة شهور مقابل 15 مليون جنيه. حتي عند تدخل النجم الخلوق محمود الخطيب لإصلاح الأخطاء.. لم يأت بجديد.. وإنما ألغي لجنة الكرة.. وأقال المدير الرياضي.. وأصدر بعض القرارات وسرعان ما تراجع عنها.. ومن ثم ازدادت الأمور سوءاً.. وتعثر الفريق وانحدر مستواه.. وتمت إحالة نصف لاعبيه إلي دور العلاج لمداوة اصاباتهم الناجمة عن أخطاء الجهاز الطبي والبدني. الآن.. قارب رصيد "المجلس" لدي الجماهير علي النفاد.. خاصة وأن حال الفريق لا يبعث علي التفاؤل.. والهزائم المتتالية دفعت انصاف اللاعبين السابقين إلي التجرؤ علي مجلس الإدارة.. واتهامه بالضعف والهوان وعدم القدرة علي قيادة القلعة الحمراء.. كما أن روشتة العلاج التي توصل إليها أخيراً لم تسفر عن نتائج مرضية. إن الأهلي دائماً "ترمومتر" الكرة المصرية.. تراجعه وهبوط مستواه يضر الجميع.. وبالتالي وجب الإسراع بتغيير الفكر والأداء.. وإعادة النظر في سياسة المجلس الحالية.. ليعود كما كان.. صاحب مبادرة وليس رد فعل.. وينبغي انتهاجه للحسم واتخاذ القرارات في الوقت المناسب لكي تؤتي ثمارها.. ولابد ان يستعين بأصحاب الكفاءة والعلن في إدارة المنظومة.. حتي يعود إلي مكانته الطبيعية.. متربعاً علي عرش الكرة المصرية.