التقيا بلا موعد.. لكنه لقاء حتمي ضروري لابد أن يحدث هذا في طريقه ذاهب بلا عودة.. وذاك قادم من الغيب لا يعلم أحد ما به وما يحمله سوي الله..!! لقاء بلا اتفاق لكنه يتكرر كل عام.. هذا في طريق بلا عودة.. وهذا قادم يحمل من الأسرار ما لا يعلمه سوي الله عام يذهب ولن يعود. وعام قادم.. لا يعلم سره إلا الله. كلاهما يلتقيان فيدور بينهما حوار وتساؤلات وطلب ورجاء. الحوار لا يحتاج لساناً أو كلمات لأنه يحكي نفسه بنفسه فالعام الذي يستعد للرحيل يحمل شريطا من الذكريات والأحداث كثير منه حزين.. وقليله يملك بعض الفرح.. والعام القادم لا يعلم سره إلا الله. يحمل عام 2018 علي كتفيه كثيراً من الأحداث باللون الأسود وقليلاً باللون الأبيض.. وبينهما ألوان متباينة.. والغريب أن ما يحدث هنا لا يختلف كثيرا عن هناك.. فعلي المستوي الشخصي كان عاماً حزيناً لوفاة شقيقي الوحيد- رحمه الله- فجأة.. كما فقدت أصدقاء مقربين وكأنه عام الوداع أو لعله عام الانذار بأن الموت قادم قادم لا محالة!! وعلي المستوي المصري.. فإن مصر تخطو خطوات جادة نحو بناء المستقبل وإلي مستوي الانشاء والتشييد والبحث العلمي تكاد تكون مصر الأولي عالميا في هذه المجالات حيث شهدت مصر في هذا العام إنجازات حقيقية في هذه المجالات.. ويحمل هذا العام علي كتفه نتائج للعملية الشاملة 2018 ضد الإرهاب وما تحقق فيها من انتصارات علي أرض الواقع يشعر بها المواطن السيناوي في نهاية العام بمزيد من الأمل في غد أجمل تعود فيه الحياة إلي طبيعتها بعد أن تكون العملية قد أتت ثمارها بالكامل وحققت أهدافها وأنهت علي حالة الإرهاب بكل أشكاله ليس في سيناء وحدها بل في كل مصر. رحيل عام 2018 يمر في هدوء برغم كل الصخب والقلق الذي شهده العام علي كل المستويات.. ففي هذا العام علي المستوي الكروي كان كأس العالم الذي فازت به فرنسا للمرة الثانية وتأهلت مصر لكأس العالم وشاركت فيه لكنها شهدت تراجعا غير متوقع في نتائجها.. وفي المقابل كان عاماً استثنائياً لنجم مصر محمد صلاح في الدوري الإنجليزي مع ناديه ليفربول وكذلك مع المنتخب القومي. محمد صلاح سيسجل بكل الفخر انه في هذا العام الذي يستعد للرحيل قد حقق أرقاما قياسية علي كل المستويات وحقق نتائج رائعة مع ناديه وعلي المستوي الشخصي حتي انه كان نجم العام أفريقيا وواحداً من أبرز النجوم عالميا وشهدت بداية العام تتويجه أفضل لاعب أفريقي لعام 2017 وشهد ختام العام تتويجه أحسن لاعب أفريقي طبقا لاستفتاء بي.بي.سي. وإذا كانت مصر قد شهدت هذا العام إعادة انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيساً لمصر فإنها شهدت أيضا تواجداً علي الساحات الإقليمية والعالمية بقوة وسيكون العام القادم عام مصر أفريقيا حيث ترأس مصر الاتحاد الأفريقي.. وستكون أسوان عاصمة الثقافة الأفريقية.. وشهد العام المنصرم توقف العمل في سد النهضة بإثيوبيا والإعلان عن سد تنزانيا بأيدي المقاولون العرب المصرية. علي المستوي الإقليمي شهدت المنطقة أحداثاً كثيرة سلبية خاصة في تركيا التي شهدت تراجعاً اقتصادياً خطيراً.. وإيران التي شهدت ضغطاً أمريكياً كبيراً وسوريا التي شهدت أوضاعاً مأساوية طوال العام حتي بدأت تظهر بعض النتائج الايجابية قبل وداع هذا العام مع الإعلان الأمريكي عن رحيل وانسحاب قواتها في سوريا واتفاق تركي- روسي- إيراني علي الأرض السورية. كما شهدت السعودية أزمة دبلوماسية خطيرة مع حادث مقتل جمال خاشقجي في تركيا وهو ما أثر سلبا علي المنطقة ككل.. ثم أخيرا ما يحدث في السودان من مظاهرات سبقتها مظاهرات أخري مماثلة في فرنسا وبعض دول أوروبا.. وهي ظاهرة تحتاج إلي تفسير وأعتقد أن العام المقبل سيكون المحلل والمفسر لما حدث!! وعلي المستوي الإقليمي شهد هذا العام استفزازاً أمريكياً بنقل سفارتها إلي القدس.. وفي نفس الوقت اغلاق مقر منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.. وهو استفزاز أمريكي يكشف عن وجه ترامب تجاه القضية الفلسطينية التي تعد هي القضية الرئيسية عربياً..! لم يكن السواد هو اللون الوحيد فهناك الكثير من الايجابيات شهدتها مصر علي مستوي الإنجازات بعد تجديد الرئاسة للرئيس السيسي.. وخطوات جادة نحو تنفيذ الخطة الشاملة للإصلاح.. ثم إطلاق الإمارات القمر الصناعي "خليفة سات" من اليابان.. ودعوة العاهل المغربي الجزائر للحوار لحل كل الخلافات العالقة وإعلان انتهاء الحرب بين إثيوبيا وإريتريا وانقاذ أطفال تايلاند في حادث الكهف الشهير بعد 18 يوما.. بل وكذلك لقاء الرئيس الأمريكي ترامب مع رئيس كوريا الشمالية وانتخاب بوتين رئيساً لروسيا للمرة الرابعة!! عام يستعد للرحيل يحمل الكثير والكثير من الأحداث لكنه يحمل أيضا أملا يسلمه للعام القادم في غد أفضل محلياً وإقليمياً ودولياً. قد تبدو الصورة قاتمة لكنها تحمل أيضا بعض الضوء الذي يؤكد ان الغد أفضل برغم تنبؤات الكثيرين بأن القادم أسوأ..!! القادم يحمل أملا.. ويسير في ضوء الأمل لأنه لا بديل عن الأمل في سبيل تحقيق إنجازات متعددة إقليمياً.. وبرغم ما يبدو من ضيق شديد وضغوط كبيرة علي العرب والمسلمين إلا أن هناك مقومات كثيرة تؤكد ان الغد سيكون هو الأفضل علي كل المستويات..! الاتجاه الذي يسير فيه ترامب بأمريكا عالميا وإقليميا لابد أن يقف لأن العالم يتغير وبسرعة والإعلام الجديد لم يترك سراً هنا أو هناك وبالتالي فإن ما حدث في فرنسا علي سبيل المثال رسالة لأوروبا كلها ولأمريكا.. وما حدث هذا العام ليس دلالة علي ما ينتظره العام الجديد.. بل أعتقد وهذا احساس كبير بأن هذا العام سيكون أفضل مصرياً وعربياً وإقليمياً وأن ما نملكه الآن هو أن نرفع أكف الضراعة إلي الله سبحانه وتعالي وحده فهو القادر وحده علي أن يحقق لنا الغد الذي نرجوه والمستقبل الذي نأمله. اللهم نسألك غداً أفضل ومستقبلاً أكثر أمنا وأمانا وعطاء من عندك لا ينفد.. ونسألك يا الله رحمة من عندك تهدي بها قلوبنا وقوة نشد بها أزرنا وتوفيقا من عندك لمصر وأهلها وأن تحقق في هذا العام الجديد لكل إنسان أمله ورجاءه فيك يا أرحم الراحمين. اللهم إنا نسألك يا رحمن يا رحيم الفوز في العطاء والقضاء ومنازل الشهداء.. والنصر علي الأعداء.. اللهم إنا نسألك يا ذا الحبل الشديد والأمر الرشيد نسألك الأمن يوم الوعيد والجنة يوم الخلود فأنت سبحانك فعال لما تريد.. اللهم أعط مصر وأهلها كل ما نريد. اللهم إنا نقف علي باب عام جديد.. وها هو العام قادم يحمل الأمل والنور والعطاء فأرزقنا خير ما فيه وخير ما بعده ونعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده. اللهم ارحمنا برحمتك وأرزقنا برزقك واعطنا من خير عطائك فإن مصر وأهلها في كنفك.. والعرب والمسلمين اتباع حبيبك محمد فبحق محمد عليه الصلاة والسلام أصلح حالنا واعطنا من خيرك يا رب. همس الروح ** من يحب يملك الأمل.. ومن يملك قلباً يملك غداً أفضل. ** الأيام قادمة تحمل ضوء القمر..وبعده شمس الحب فتفاءلوا..! ** الحب سلاح العام الجديد وبه سننتصر علي كل الشر!!