يرتبط الشباب كغيرهم بحكايات بطلتها حلاوة المولد .. مسافة طويلة منذ كانت فرحة يحملها الأب للبيت وحتي أصبحوا مسئولين عن شرائها لعيون الخطيبة يحملون همها مع ارتفاع ملحوظ في أسعارها.. المولد النبوي الشريف بالطبع مناسبة أكبر وأهم من اختزالها في علبة متنوعة المحتوي الا أن التقليد الذي يعود لعهد الفاطميين مازال في أجندة المصريين والشباب تحديدا حتي الآن. وما بين استمرار الحكاية ونهاية اقتربت بسبب ارتفاع الأسعار..ننقل لكم أجواء الفرحة بروح الشباب.. يقول عادل عطية "21 سنة" خطبت منذ شهر فقط وعليّ شراء حلاوة المولد علي الرغم من ارتفاع أسعارها هذا العام لتفرح خطيبتي فهو أول موسم يمر علينا ورغم نصيحة أختي باهداء ثمنها للعروس لتشتري ما تريد لكنني رفضت لاكتشف أن العلبة المناسبة تتعدي 600 جنيه. يتفق معه أحمد عبد الله " 40 سنة" مؤكدا حرصه علي شراء حلاوة المولد سواء أثناء فترة الخطوبة التي استمرت ثلاث سنوات وبعد الزواج مازال يشتريها لزوجته وأولاده لأنها مصدر للبهجة لكنه يصر علي مشاهدة المعروض بالمحلات ومقارنة الأسعار في جولة تفقدية يقرر بعدها الشراء حسب الميزانية ويشتري من أماكن أقل سعرا لا يتعدي ثمن العلبة 150 جنيهاً. وينوه هشام علي 32 سنة الي اضطرار العريس أحيانا أو اجبارا لشرائها لارضاء أهل العروسة خاصة الأسر مازالت تهتم بالعادات القديمة ومنها حلاوة المولد والا لصقت به تهمة البخل.. ويتمني تغيير هذه الأفكار التي لا تتناسب مع ظروف معظم الشباب. أما محمود أحمد 25 سنة من جنوبسيناء فقد تعرف علي حلاوة المولد في أول زيارة للقاهرة. ليؤكد أن أهل سيناء لم يعتادوا علي تناولها . وتنتصر سارة محمود 19 سنة للريجيم مضطرة رغم عشقها للحلاوة وتعترف بتخلخل المقاومة خاصة الفولية التي يشتريها لها والدها كل عام منذ كانت طفلة صغيرة. وصحيح أن منار خالد 20 سنة لم ترتبط بعد ولكنها تحلم ب "عروسة المولد" من خطيبها المنتظر قائلة انها اهم هدية في فترة الخطوبة. تتفق معهما سارة محمد عبد الحميد 20 سنة التي تعشق السمسمية والفولية وتشير إلي أن حلاوة المولد من العريس تعني سعادة غامرة ولا يهمها ثمنها وإنما معناها لذلك توافق أن تكون رمزية علي حسب ظروفه المادية. ويسعد مصطفي رمضان 32 سنة بشراء الحلوي مع والدته من أجل اخوته الصغار مشيرا الي تنوع الأسعار والأصناف ليصنع كل شخص علبة تناسبه. ويعلن محمد اسماعيل 33 سنة قراره مقاطعة حلوي المولد هذا العام بعد أن قفز سعر العلبة لأكثر من 500 جنيه ويضيف أنه متزوج من عامين وكان يشتري الحلوي كل عام منذ الخطوبة لكنه ربما يشتري نوعا او اثنين علي الأكثر من الأنواع التي تحبها زوجته. يؤيده مصطفي حلمي 27 سنة واصفا أنها "مصاريف مالهاش لازمة" لأنه يجب أن يشتري علبة مناسبة تتوافر بها أصناف فاخرة لتليق بالعروس وأهلها يتعدي ثمنها ألف جنيه ويري من الافضل استخدام المبلغ في شراء مستلزمات بيت الزوجية. ومن المشترين ننتقل الي البائعين الشباب بسوق باب البحر أحد الاسواق الشعبية لبيع الحلوي يقول نادر ابراهيم : أعمل منذ 18 سنة وفي الموسم نبيع حلوي المولد ونستعد قبله بعدة اشهر لأن البيع يبدأ قبل الموسم بشهرين علي الأقل مشيرا الي انخفاض المبيعات هذا العام بسبب ارتفاع الأسعار وضعف اقبال المقدمين علي الزواج وهم الزبائن الأهم . يضيف أشرف الزهيري 32 سنة السوق يعاني من كساد نلاحظ معظم الزبائن من كبار السن الحريصين علي الشراء ولكن بكميات أقل والأصناف الأرخص وبينما كان المعروض ينفد قبل الموسم بأسبوعين في أعوام ماضية ولكن هذا العام يستمر البيع لآخر لحظة وربما يتبقي بعض المعروض. وينصح ياسر رضا صاحب محل المستهلكين بالاتجاه الي باب البحر حيث الأسعار أقل من المحلات الكبيرة ويؤكد أن الأسواق الشعبية لديها ترمومتر في التعامل مع الزبائن فيقوم التجار بتخفيض الأسعار بسبب انخفاض السحب علي البضائع ويروي أن زبون شاباً طلب منه تجهيز علبة حلوي لا تتعدي 200 جنيه ليهديها لخطيبته فجهز علبة من أصناف كثيرة وجميلة تكلفت 150 جنيهاً فقط كما ارسله لبائع اخر يبيع عروسة المولد ب 65 جنيهاً بينما أرخص عروسة تباع في المحلات ب 200 جنيه مسجلا تحول المواسم لمظاهر استهلاكية يجب أن نراعي ظروف الناس بعدم المبالغة في الأسعار والرضا بالمكسب المعقول.