يواجه العالم خلال الفترة الحالية تقلبات مناخية غريبة وسريعة تشهدها جميع المناطق العالمية بسبب الاحتباس الحراري وزيادة نسبة التلوث العالمي.. سيول وفيضانات وأعصاير ومشاكل بيئية وزيادة في نسب التصحر في أفريقيا.. وأمام كل هذه الأخطار بدأت مصر في الفترة الأخيرة التركيز علي ملف البيئة والحد من نسب التلوث والاهتمام بالمحميات الطبيعية كما استضافت مصر لأول مرة المؤتمر العالمي الرابع عشر للتنوع البيولوجي بمدينة شرم الشيخ وهذه هي المرة الأولي التي تستضيف فيها أول دولة عربية وأفريقية هذا المؤتمر الذي يعد أكبر المؤتمرات الدولية للأمم المتحدة في مجال الحفاظ علي التنوع البيولوجي والبيئي. حرصت الدول المشاركة علي تعزيز التعاون والمساهمات بين جميع الشعوب العالم للتوعية بأهمية وضرورة التنوع البيولوجي وتأتي استضافة هذا المؤتمر ليعكس اهتمام الدولة بقضايا التنمية المستدامة والعمل علي جذب الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع للحفاظ علي البيئة ودعم الحركة السياحية والاهتمام بالمحميات الطبيعية التي تشغل حوالي 15% من مساحة مصر.. ومن المثير للاهتمام ايضا أن هناك حوالي 30 محمية طبيعية موزعة في جميع أرجاء مصر وتستقبل ملايين الزوار سنوياً. وتعتبر استضافة هذا المؤتمر العالمي بمثابة نجاح حقيقي لمصر لوزيرة البيئة النشيطة الدكتورة ياسمين فؤاد والتي أعطت أهمية خاصة لقضايا البيئة والتنوع البيولوجي وخدمات النظم البيئية وركزت علي تطبيق التشريعات التي تحافظ علي البيئة وتحميها من مخاطر التلوث كما أن مؤتمر التنوع البيولوجي يرفع من توعية الشعوب العالمية خاصة الافريقية من مخاطر التغيرات المناخية علي البيئة وعملية التنمية وتناول المؤتمر كيفية الاهتمام بالمحميات الطبيعية خاصة أن مصر رائدة في هذا المجال حيث تم اعلان محمية رأس محمد أول محمية طبيعية في 1983 بالاضافة إلي أن قطاعات الطاقة والصناعة والتعدين والصحة والبنية التحتية تعتمد علي التنوع البيولوجي والخدمات التي توفرها النظم الأيكولوجية المرتبطة بذلك كما بدأت مصر منذ فترة خطوات حقيقية علي طريق إعادة تدوير المخلفات بكافة أنواعها والاستفادة منها بطريق صديقة للبيئة وتحقيق المكاسب المادية ايضا. وخلال الفترة الأخيرة حققت مصر العديد من النجاحات علي مستوي البيئة فلأول مرة من 20 عاماً تنتهي ظاهرة السحابة السوداء التي كانت تظهر في سماء معظم المحافظات كما تلقت مصر العديد من الاشادات الدولية في هذا المجال آخرها شهادة البنك الدولي التي كشف فيها أن مصر استطاعت تخفيض معدلات تلوث "القاهرة" وقلصت من الانبعاثات الغازية الضارة التي تشكل تهديداً حقيقياً علي البيئة والصحة.. لا شك أن الاهتمام بالبرامج والنظم البيئية والتنوع البيولوجي يعد من العناصر الضرورية والحيوية لعملية التنمية الشاملة التي تقودها مصر في جميع المجالات ولابد من مواصلة الاهتمام بالبيئة وتطبيق البرامج الإيكولوجية الجديدة التي تضع حداً للتلوث الذي يشكل خطراً حقيقياً علي الصحة والبيئة.