تقع واحة سيوة في أقصي جنوب غرب مدينة مرسي مطروح وتعتبر أكبر مراكز محافظة مطروح مساحة حيث تبلغ حوالي 94 ألف كم2 وتمثل 57% من إجمالي مساحة المحافظة وحوالي تسعة أمثال مساحة محافظة البحيرة التي تعتبر من أكبر محافظات الدلتا ولكن يقدر عدد سكانها بحوالي 26 ألف نسمة فقط والذي يساوي 15% من إجمالي سكان مطروح وحوالي 0.4% من إجمالي سكان محافظة البحيرة وتتضمن واحة سيوة مدينة سيوة وبعض القري أهمهم أبوشروق وبهي الدين ومراقي ومشندد ولقد زرت مدينة سيوة خلال الأسبوع لأول مرة ووجدتها مدينة بها شارع رئيسي واحد ومسجد رائع معماريا ولكن للأسف لاحظت عشوائية في المباني والمساكن بالنسبة لأسلوب البناء. ولقد اهتمت الدولة بتلك المنطقة الساحرة ذات الطبيعة الخلابة والتي تقع شرق الحدود المصرية الليبية بحوالي 70 كم فقط حيث تم الانتهاء من رصف وتأهيل طريق من الواحات البحرية إلي سيوة وبطول 350 كم2 ويتم حاليا اعادة رصف وتوسعة طريق سيوة مرسي مطروح بطول 306 كم وبذلك يمكن التوجه لمدينة سيوة من خلال طريق الضبعة ثم مرسي مطروح ثم سيوة أو من القاهرة إلي الواحات البحرية بطول 360 كم ثم إلي سيوة بطول 350 كم. ويعتبر أكبر تحد تواجهه واحة سيوة هو سوء طريق مرسي مطروح سيوة وكثرة الحوادث وخير مثال حدوث حادثين مروري علي الطريق في يوم واحد أدي إلي مصرع وإصابة عشرات المواطنين وعدم وجود خط طيران مباشر من القاهرة أو الإسكندرية إلي سيوة ولذلك نري أهمية اهتمام محافظ مطروح والدولة بتسيير خط طيران مباشر حتي ولو رحلتان فقط كل أسبوع بنفس الأسلوب المنفذ حاليا بين القاهرة والوادي الجديد وهو الأسلوب الأمثل لأحداث تنمية شاملة في واحة سيوة وجذب السياحة الداخلية والأجنبية. التحدي الثاني عدم وجود خطوط أتوبيسات منتظمة ما بين القاهرة أو الاسكندرية حتي سيوة وانخفاض عدد المدارس وخاصة الثانوي وعدم وجودها في الري واضطرار الطلبة للسفر لمساحات تصل حوالي 25 كم من القري للمدينة لاستكمال الدراسة الثانوي العام أو الفني مما يؤدي إلي عزوف الطلبة في القري عن استكمال الدراسة الثانوية ويحتوي مركز سيوة علي 26 مدرسة للمراحل التعليمية المختلفة. وأهم تحد هو انخفاض عدد المدرسين وكفاءتهم مما اضطر المحافظ لتعيين بعض المدرسين بنظام التعاقد وعلي نفقة المحافظة وانخفاض عدد الأطباء بالمستشفي المركزي في مدينة سيوة وانخفاض كفاءتهم الطبية خاصة في مجال الأطفال والنساء والجراحة والعظام. وبالرغم من هذه التحديات فإننا نجد ارتفاع الحس الوطني لأهالي واحة سيوة وحبهم للحياة والعمل في مجالات متعددة شاملا الزراعة المتمثلة في أشجار النخيل حيث تعتبر واحة سيوة بالاضافة إلي الوادي الجديد والجيزة والبحيرة من أكبر المناطق انتاجا للتمور بأنواعها المختلفة ويتواجد في واحة سيوة عدد 13 مصنعا لإنتاج التمور بأنواعها المختلفة ويشارك أهالي واحة سيوة في زيادة إنتاجية التمور في مصر حيث يقدر حاليا بحوالي 18% من اجمالي الإنتاج العالمي ونظرا لجودة المنتج وتصنيعه ارتفع متوسط سعر تصدير التمور من 400 دولار إلي 935 دولارا للطن الواحد خلال عام 2018. وتعتبر مصر حاليا من أكبر دول العالم إنتاجا للتمور ولواحة سيوة دور رئيسي في ذلك الانجاز المتميز ونجحت القوات المسلحة من خلال جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بتطوير واحة سيوة ورفع مستوي أهالي الواحة زراعيا وصناعيا من خلال إنشاء مصنع لإنتاج المياه المعدنية ومصنع متطور لإنتاج كلوريد الصوديوم النقي للمجالات الغذائية والصناعية من الملاحات المتواجدة بواحة سيوة ولكننا نري أهمية تطوير هذا المصنع وزيادة قدراته الإنتاجية لتصنيع مركبات كيميائية مطلوبة في السوق المصري والتصدير الخارجي مثل كربونات الصوديوم وكلوريد البوتاسيوم وكلور الصوديوم الطبي والذي يتم استيراده بالكامل حاليا لصالح الصناعات الطبية المصرية. ونناشد بالتوسع في هذه المصانع بالواحة حيث للأسف يتم تصدير حوالي 85% من الملح المستخرج من الملاحات بصورته الأساسية دون تنقيته إلي الدول الأوروبية للاستخدام للتغلب علي الثلوج ولكن للأسف يتم البيع بأسعار متدنية تقدر بحوالي 10 دولارات للطن بالإضافة إلي احداث كثافة مرورية علي الطريق حتي الاسكندرية أو دمياط للتصدير واحداث حوادث مرورية متعددة كما حدث الاسبوع الماضي ولذلك نري تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بمنع تصدير المواد المستخرجة من التربة المصرية بصورتها الأساسية كوسيلة لزيادة القدرات الإنتاجية واحداث قيمة مضافة أعلي.