"الجمهورية".. رصدت الأسعار علي الطبيعة في أسواق الجملة: البداية بسوق 6 أكتوبر لبيع الخضراوات لمعرفة السبب في ارتفاع أسعار المجنونة لهذا الحد. وعند بداية الدخول لممر السوق والقطاع الخاص ببيع الخضراوات ظللنا نسير لمسافات طويلة وكلما سألنا التجار عن الطماطم يجيبون أنهم توقفوا عن بيعها لأنها من الأساس "مش موجودة" ولم نيأس واستمررنا في التجول والبحث عن "المجنونة" التي كانت تزين "فروشات" ومحلات الخضراوات بلونها وأخيراً عثرنا علي أحد التجار يقوم عمال محله المتواجد بالسوق بنقلها لسيارة أحد تجار التجزئة لبيعها. الحج زين الدين اليمني أحد كبار تجار الخضراوات بالسوق وسؤاله عن سبب اختفاء الطماطم من كثير من المحلات وقلة عرضها وتبديل الباعة تجارتها بمحاصيل أخري أوضح ان الموجة الحارة التي شهدتها البلاد هذا العام سبب رئيسي في تلف المحصول وعدم نضجه بكثرة. كشف عن اللغز الأكبر في السبب لقلة المحصول وهو البذور والتقاوي المضروبة المصابة بالفيروس التي اشتراها الفلاحون من الشركة المستوردة للبذور فكانت صدمة كبيرة لهم عند جني محصول الطماطم فالفدان الذي كان ينتج 1000 قفص "عداية" انتج 300 فقط بالإضافة إلي ارتفاع أسعار المبيدات والسماد فبعد ان كان الفلاح يشتري مبيدات لأرضه ب 10 آلاف جنيه اضطر ان يشتري ب 15 ألف جنيه. طالب مبسوط رشاد - تاجر بسوق 6 أكتوبر بتشديد الرقابة علي الشركات المستوردة للبذور والتقاوي حتي لا نقع في مثل هذه الازمة الاعوام القادمة ونواجه بزيادة أسعار الطماطم والبطاطس والبصل وغيرهم من الخضراوات فالمستهلكون دائماً يلقون تهم الأسعار علي التجار الذين يضطرون لرفع الأسعار لانهم اشتروها بأسعار مرتفعة من الفلاحين لقلة محصولها حيث وصل سعر القفص إلي 150 جنيهاً. يلتقط طرف الحديث الحاج سعيد أبو طبيخ - تاجر خضراوات وأكد ان ارتفاع أسعار المبيدات والسماد وتكلفة العمالة والنقل هي أسباب حقيقية لارتفاع سعر الطماطم. يضيف ان التربة الزراعية نفسه فسدت وتلفت بسبب سوء السماد والمبيدات المغشوشة والطماطم نفسها لم تتحمل الحفظ في الثلاجات لفترة طويلة ويقوم بعض التجار برش مبيدات مغشوشة لانخفاض سعرها وأحياناً بنزين وجاز لحفظها داخل الثلاجات. طالب بتشديد الرقابة علي الشركات المستوردة للبذور وعلي الأسواق لمتابعة المحاصيل ورصد حالتها حفاظاً علي صحة المواطنين ووضع حلول فورية للمبيدات والبذور المغشوشة حتي لا يصاب المستهلكون بأمراض الفشل الكلوي والسرطان. والبذور الجيدة تكون قادرة علي مقاومة درجات الحرارة المرتفعة والحشرات. يوضح محسن عبدالله - مزارع وتاجر طماطم انه يبدأ بزراعة الطماطم في بداية شهر أغسطس من كل عام بمحافظة الفيوم أما الطماطم التي حضر لبيعها بسيارته النقل المحملة باقفاصها إلي السوق اشتراها من أراضي الطريق الصحراوي - الإسكندرية التي انتجت نصف ما كانت تنتجه من محصول كل عام وجميع الفلاحين اشتكوا سوء البذور المضروبة التي تسببت في عدم نمو "عروش" الطماطم وانحسار الحبوب بداخلها والفدان الذي كان ينتج 1500 عداية أصبح ينتج 600 عداية فقط. أضاف بالرغم من ذلك فمنطقة صحراوي - إسكندرية عند مدخل العلمين تعتبر الوحيدة المتواجد بها محصول الطماطم بسبب تلطيف البحر للجو وزراعتها في الصيف. يوضح ان هناك ضغطاً كبيراً بسبب كثرة الطلب علي الطماطم من السوق فمحافظة أسوانوالفيوم بالإضافة لمحافظات أخري يأتون لشراء الطماطم من عندنا بالسوق. يؤكد شحات سلام ذكي - تاجر خضراوات ان العوامل الجوية والموجة الحارة تسببت في انهيار نضج ونمو محاصيل كثيرة بالإضافة إلي ارتفاع أسعار السماد والكيماويات والعمالة التي دفعت الفلاحين لتقليل المساحات المزروعة وبالتالي انخفض المحصول سواء للطماطم والبطاطس والبصل وتعد سعر كيلو الطماطم العشرة جنيهات ووصل كيلو البصل 9 جنيهات. يوض حسني أبو طبيخ - تاجر خضراوات ان البذور المستوردة مصابة بفيروس خطير وهي سبب الكارثة وضعف المحصول ونطالب بمعاقبة الشركة المستوردة للبذور فلا يكفي ان ترسل وزارة الزراعة لجاناً لاخذ عينات من المحاصيل دون القيام بمواجهة صارمة للظاهرة والمواطن الغلبان هو الذي يدفع الثمن واضطررنا لرفع الأسعار لان سعر الطماطم يخضع للعرض والطلب والعرض قليل والطلب كثير عليها. يطالب مصطفي عبداللطيف - تاجر خضراوات بضرورة تشديد الرقابة علي الشركات المستوردة للبذور حتي لا تقع في فخ نصبهم مرة أخري ومعاناة الجميع سواء التجار أو المستهلكون علي مدار العام وتكبدنا الكثير من الخسائر جراء ذلك فلا يكفي ان تقوم الحكومة باستيراد الطماطم من الأردن لانها لا تتحمل التخزين في ثلاجات لفترة كثيرة بالإضافة إلي ان طريقة استيرادها في صناديق خشبية مغلقة ادت لتلف الكثير ورجعنا نعتمد علي الطماطم المزروعة بالصحراوي الإسكندرية لانها هي المتوفرة أمامنا وفي انتظار نمو محصول طماطم الفيوموأسوان الفترة القادمة لتعويض خسائرنا.