غابت جائزة نوبل للآداب هذا العام بسبب فضائح الفساد التي طالت أعضاء لجنة التحكيم. وبقي الشغف والترقب العالق في قلوب المهتمين بالأدب عبر العالم مشتعلا لأسماء تضاف لنوبل لتكريمها وإلقاء الضوء علي مشاريعها وثقافتها القادمة منها فكرنا في سؤال عدد من المشتغلين بالأدب عن أكثر فائزي نوبل تأثيرا فيهم وتعلقا بهم الكاتبة والمترجمة هناء نصير تقول بالرغم من كوني عرفت ابتداء كمترجمة. إلا أنني لا أحب أن أقرأ الأعمال مترجمة إلا إذا تعذر تماما الحصول علي العمل في لغته الأصلية. ربما يرجع ذلك لوعي بأنه لابد من جزء "مفقود في الترجمة". مهما حاول المترجمون تفادي ذلك. لذلك أكثر الأعمال التي قرأتها جيدًا هي تلك المكتوبة بالعربية "أعمال نجيب محفوظ بطبيعة الحال" والإنجليزية. أضافت: بالنسبة لي. استحقاق نجيب محفوظ لنوبل لا ينبع فقط من عبقرية إدارته للغة. أو رسمه لشخصيات ممتعة ودائرية. أو تقديمه لوجبات فلسفية دسمة مضفرة في أعمال لم تفقد فنيتها. لكن بالأساس تكمن عبقريته في التطور الهائل الذي شهدته كتابته منذ بداياته بروايات تاريخية مدرسية إلي حد كبير. ومرورًا بالثلاثية التي تنتمي للمدرسة "التعبيرية" التي تسهب في إبراز التفاصيل واستبطان مكنونات الشخصيات وانتهاءً بأعمال تجريبية علي مستوي الشكل. ك "حديث الصباح والمساء". "يوم قتل الزعيم". و"أحلام فترة النقاهة". وواصلت قائلة: بالطبع أري أن هناك كتابا مصريين أغفلتهم نوبل. مثل الكاتب الراحل. صبري موسي. الذي أعتبر روايته "السيد من حقل السبانخ" أهم من أعمال إبداعية حصل أصحابها عنها علي نوبل. أما عن الأعمال المكتوبة بالإنجليزية أو المترجمة إليها. فقد قرأت بعض الأعمال مترجمة للإنجليزية فمن كتاب نوبل أحب الشعراء: يتس. إليوت الأرض الخراب واحدة من أهم الأعمال في القرن الماضي ديرك ولكوت. نيرودا» كما أحببت أعمال المسرحيين: صامويل بيكت "في انتظار جودو" بالذات. يوجين أونيل. برانديللو» أما الرواية التي تعد أقرب الأنواع الأدبية إلي. فأحب الروائيين إلي وليام جولدنج "إله الذباب" رواية لا تنسي. هيمنجواي أحب "وداعًا للسلاح". "العجوز والبحر". ماركيز طبعًا قرأته مترجمًا. ربما ما عطلني كثيرًا عن المتابعة لكتاب عالميين آخرين يرشحون لنوبل. ويفوز بعضهم بها أو بغيرها من الجوائز. ذلك الأمل الذي يحدوني في أنني سأعمل يومًا علي تقوية هذه اللغات والقراءة بها. وهو حلم يبدو مستحيلا نظرًا لضغوط الحياة. كذلك صعوبة الحصول علي روايات حديثة الصدور. نظرًا للظروف الاقتصادية التي نمر بها هنا. ونظرًا لضعف أجور المترجمين والكتاب المصريين. واختتمت حديثها قائلة: لا أحب أن أبدو كمن لا تثق في زملائها المترجمين إلي العربية. لكنني لا أحب أن أخسر ميزة القراءة بعيني لا بعين أخري. طالما ذلك متاح. وبالتأكيد هناك أسماء أخري من الحاصلين علي نوبل وغيرهم قرأت أعمالهم مترجمة. لكن لا تسعفني الذاكرة لتذكر مجمل ما قرأت طيلة حياتي. الروائي أيمن رجب الطاهر أختار جان ماري جوستاف لوكليزيو باغعتبار فائز نوبل الأكثر قربا لذائقته الأدبية. وهو أديب فرنسي ولد بمدينة نيس عام 1940م نظرا لانتقال والده للعمل في افريقيا فعاش فترة في نيجيريا وحصل علي الماجستير في الأدب من جامعة أكس اين بروفينيس وحصل علي عدة جوائز أهمها بالتأكيد نوبل في الآداب عام 2008م . له روايات مثل "الباحث عن الذهب" ترجمة فتحي العشري وأدهشتني حيله الكلاسيكية في الرواية ولكنها موظفة بشكل يدل علي حرفية عالية أما روايته القصيرة الحوت فقد رصد فيها بلغة خالية من التكلف مواقف درامية لما حدث في واحد من الخلجان من مجزرة وحشية للحيتان وقد تعمق في الوصف غير الممل بشكل جعلني لا اترك الرواية إلا بعد أن أتم قراءتها دفعة واحدة. تقول الكاتبة نهلة كرم إنها تحب أليس مونرو . ولم تكن قد قرأت لها شيء قبل حصولها علي نوبل 2014 وقالت: بعد قراءتها كان لها تأثير ملهم عليّ وأثرت في كتابتي وقادتني للتكثيف . ويقول الروائي وجدي الكومي يخطر علي ذهني فورا الأديب البيروفي ماريو بارغاس يوسا الذي كنت واعيا جدا لحصوله علي نوبل. سنة 2010. وقتها كنت اتابع فعاليات الجايزة بحكم عملي كمحرر ثقافي وعندما أعلنوا حصوله علي الجائزة فرحت لأني كنت قرأت له كتابين حفلت التيس ورسائل إلي روائي شاب بعدها قرأت له روايته الكبيرة جدا. حرب نهاية العالم وأنوي إعادة قراءتها مرة ثانية. الشاعر فتحي عبد السميع يقول: لم أفرح بكاتب حصل علي نوبل وجميعهم تقريبا قرأت لهم بعد فوزهم. ربما شعرت بالأسف لعدم فوز كتاب أحببتهم مثل كونديرا أو أدونيس. ويظل كازنتزاكيس في تقديري من أعظم من أحببت رغم عدم حصوله عليها. كما يظل ماركيز أول من ارتبط حبي له بنوبل وأحببت له مائة عام من العزلة. وخريف البطريرك.