عندما يقتل أب أبناءه فلذات أكباده فمن الجاني؟ عندما يقتل شاب متعلم نفسه بمخدر ستروكس.. فمن الجاني؟ عندما يتغير المجتمع بهذا الشكل المريب والغريب وتتحول القيم التي ورثناها وتوارثناها منذ آلاف السنين وتصبح الحقيقة بلاهة.. ويصبح الزور حقاً فمن الجاني؟ ماذا يحدث في مجتمعنا.. وماذا حدث للإنسان المصري هذا هو السؤال الذي نردده منذ سنوات طويلة بلا إجابة محددة.. وماذا حدث للإنسان فتغير بهذا الشكل الغريب!! الذين ينكرون وجود مؤامرة علي مصر والعرب والمسلمين لهم ألف حق لأننا نحن الذين ننفذ المؤامرة بأيدينا وبكامل إرادتنا ودونما تدخل.. هم فقط يضعوننا علي الطريق ويتركوننا بكامل إرادتنا لنقتل أنفسنا. لا تقولوا الفقر هو سبب قتل الآباء لأبنائهم فالفقراء لا يقتلون فلذات أكبادهم.. ومنذ آلاف السنين ولم يكن الفقر يوماً سبباً للقتل العائلي. أول حادث قتل عائلي في التاريخ هو قتل قابيل لأخيه هابيل.. وأشهر محاولة قتل في التاريخ لم تتم هي محاولة أبناء سيدنا يعقوب عليه السلام قتل أخيهم يوسف عليه السلام.. وفي المرتين كانت الغيرة هي السبب.. قابيل لم يتقبل الله منه لأنه بلا إيمان صادق وتقبل الله من أخيه هابيل.. فقتله!! اخوة يوسف قالوا إن آباهم يعامل يوسف وأخيه معاملة خاصة غيرهم.. فلو أزاحوه من طريقهم فإن وجه أبيهم سيخلو لهم ويعاملهم معاملة يوسف!! نفس الحال في القتل العائلي الآن هو غياب الإيمان الحق والوازع الديني الصادق. تتكرر الأسباب وتتنوع طرق القتل العائلي ولكن الأسباب الظاهرة ما هي إلا القشة التي قصمت ظهر البعير الذي غاب عقله وضميره وفكره لعدم وجود وازع ديني.. ولغياب المفهوم الصحيح للدين في العقول والقلوب. إنها أزمة تربية للإنسان بشكل سليم.. وليس التدين بالصلاة والصوم والزكاة بل بالمعاملة.. بالأخلاق الدين هو الأخلاق.. الدين هو المعاملة.. الدين الحق الغائب هو كيف نعامل بعضنا البعض.. كيف يتعامل الإنسان مع الإنسان بل ومع الحيوان والنبات والبيئة من حوله.. وتلك هي حقيقة خلق الإسان عندما قال الله لملائكته "إني جاعل في الأرض خليفة"..! غياب الدين الحق.. كأخلاق ومعاملات هو سبب كل الشرور التي نعايشها وتعايشنا.. أما الأسباب التي يتحدث عنها علماء الاجتماع والنفس وخبراء الجريمة فما هي إلا أسباب ظاهرة كالقشة التي قصمت ظهر البعير الغائب عن وعيه الديني الصادق وهذا ما يجعلنا نعود مرة أخري لصرخة الصمت في بناء الإنسان وإعادة صياغة الشخصية المصرية الأصيلة!! الفطرة السليمة التي خلقنا الله عليها هي الحب.. والحب هو عطاء الله.. ولاشك أن الله زرع في قلوب الآباء والأمهات حب الأبناء لذلك وصي الأبناء بوالديهم ولم يوصي الآباء بأبنائهم.. فكيف يتحول الحب إلي قتل.. بل كيف يكون الحب أحياناً مبرراً لقتل من نحبهم؟ إنه غياب المفهوم الصحيح للدين.. وغياب المعاملات الصحيحة للدين وغياب الأخلاق.. فالأخلاق في حقيقتها هي الدين نفسه!! نفس الحال مع هذا القاتل الذي انتشر بين شباب مصر وغيرها من البلاد خاصة البلاد العربية وإن كانت بدايته الحقيقية في أوروبا.. ذلك هو ما يسمي "ستروكس".. أو "نودو"!! أو أي مخدر كيمائي قاتل بدأ ينتشر بين شبابنا. في زمن بعيد كانت المخدرات تنتشر علي استحياء وكان معظمها من نباتات طبيعية كالحشيش والأفيون وبرغم أنها كلها مضرة وحرام شرعاً ومحرمة قانوناً وغير جائزة بأي حال من الأحوال.. إلا أن المصيبة الكبري ما حدث خلال السنوات الأخيرة حيث أصبحت كل المخدرات كيمياوية بما فيها الحشيش وغيره حيث اختلط بمواد كيميائية قاتلة.. وبرغم أن الجميع يعرف أضرار هذه المخدرات وضررها البالغ وتأثيراتها السلبية العديدة إلا أن بعض شبابنا يقع ضحية لهذه المخدرات وكأنه يذهب بنفسه إلي نار جهنم..!! من الجاني.. ومن نحاسبه علي تلك الجرائم؟ لقد انتشرت بين شباب الأغنياء باعتبارها مخدرات الصفوة وأنها مجازة في هولندا وإسرائيل وأنها بدأت في بلجيكا وغيرها ويتعاطاها الشباب الأوروبي ولأننا نعيش مرحلة التقليد الغربي وعصر التغريب الحقيقي فإن هؤلاء الشباب يقلدون الغرب وهم لا يتوقعون تلك النهاية حيث يموت أغلبهم بالسكتة الدماغية أو إصابة الجهاز العصبي بأمراض عديدة وتوقفه عن العمل في أحسن الأحوال. أما شباب "التوك توك".. والعشوائيات فإن المدخل إليهم يكون من خلال "رخص الأسعار وتقليد الكبار" وهكذا انتشرت تلك المخدرات القاتلة خاصة الاستروكس الذي يقولون - والعهدة علي مواقع التواصل الاجتماعي - إنه مكون من عشب معروف غير محرم وهو مخلوط بمخدر قوي جداً يعرفه البيطريون حيث يستخدم لتهدئة الأسود في السيرك أو الخيول.. وهذه المادة الكيميائية شديدة التأثير علي الجهاز العصبي وتستخدم للحيوانات هي نفسها التي تخترق الجهاز العصبي للإنسان الذي يتعاطاها فتهده هداً وتكسر كل مقومات المقاومة عنده وتجعل جهازه العصبي كأنه لم يكن وفي كثير من الأحيان لا يحتمل الشاب ذلك فيموت أو يصاب بدوار فيسقط من الأماكن العالية أو يقع في الطريق أمام السيارات أو في أماكن بعيدة حتي يلتهمه الموت. إنها حرب الاستروكس والمخدرات تواجهنا مع حرب الإرهاب وحرب الفساد وليست حرباً جديدة فقد سبق أن حاربوا الصين بنفس الأسلوب ولكن بالأفيون ولعلنا لم ننس حرب الأفيون علي الصين منذ سنوات طويلة وها هي تتكرر ولكنها ضدنا وضد شبابنا بما هو أخطر وأشرس وأشد قتلاً وتأثيراً. القاتل.. والمقتول ضحايا.. ولكن الجاني مجهول في هذه الجرائم سواء جرائم القتل العائلي أو جرائم الاستروكس والمخدرات.. ولا أدري أين مراكز البحث العلمي والاجتماعي؟.. أين أصحاب الدعوة والفكر؟ أين الدعاة؟ أين الآباء والأمهات؟ أين أصحاب الرأي.. أفيقوا أيها السادة يرحمكم الله.. فالحرب شرسة والعدو مازال مجهولاً رغم أننا جميعاً نعرفه..!! همس الروح ** الحب هو الحبل السري للحياة..!! ** قل لي من تحب؟ أقل لك من أنت! ** "حاء مضمومة وباء".. حرفان هما سر البقاء ** الحياة طريق طويل زاده الحب.. وهواؤه الصدق وماؤه الإخلاص.. ومناط الأمر كله هو الإيمان