* أتمني ونحن نستعد للعام الدراسي الجديد خلال الأسابيع القليلة القادمة أن نتخلص من الأوجاع والآلام التي أصابت العملية التعليمية في السنوات الماضية وأدخلتها إلي غرف العمليات لإنعاشها.. حيث إن 75% من مشاكل تعليمنا تنحصر غالباً في الأبنية التعليمية بداية من تكدس الطلاب بكثافات داخل الفصول بسبب غياب وضيق الأراضي المخصصة بمحافظات القاهرة الكبري للتوسع في بناء المدارس الجديدة لتقليل الكثافات. مما استدعي غالبية المسئولين إلي اللجوء للمسكنات والحلول الوقتية طوال العشرات من السنوات دون التوغل في الحلول الجذرية!! * وانعكست المشكلة أيضاً علي التعامل مع مقاولي أعمال الصيانة بالمدارس. حيث مازالت نحو 70% من مدارسنا تعاني من أزمة إنهاء أعمال الصيانة بداخلها. بسبب تأخر المستحقات. مما يتسبب في معاناة للتلاميذ لتحصيل علومهم ومناهجهم. وسط أعمال الهدم والردم والتكسير. وبدلاً من أن نوفر لهم بيئة تعليمية "جاذبة" نفاجئهم ببيئة تعليمية طاردة!! * وأتصور للتغلب علي مشكلة العجز بأعضاء هيئة التدريس. فإنه لابد من إعادة النظر بمسألة التوسع في الاعتماد علي نظام الانتدابات التي أدت لتفريغ المعلمين من مدارسهم بعد نقلهم لمكاتب إدارية وتسكينهم علي "وظائف التورتة" سواء بداخل ديوان المديريات والإدارات التعليمية أو حتي بالوزارة لضمان تحسين مستوي مرتباتهم!! * كما تظل مسألة حل المشاكل بنظام "بيني وبينك" أو حتي ورقياً في إعداد الجداول الدراسية وخاصة المتعلقة بطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية العامة. لتسكين المعلمين عليهم رغم تفريغ هذه المدارس من طلابها لهروبهم للدروس الخصوصية "قائمة"!! * وليس من المتصور ونحن نطالب بتطوير منظومة التعليم هدم نظام تم الاستقرار عليه لسنوات بمدارس التجريبيات للغات لإكساب الطلاب مهارات اللغة وهو الأصل الذي يعتمد عليه هذا النظام التعليمي واستبداله فجأة بين يوم وليلة بنظام تعليمي للدراسة باللغة العربية. رغم النتائج المذهلة التي أحرزها طلاب هذه المدارس في التفوق علي أقرانهم من طلاب الدول الأجنبية بعقر دارهم. وكشف عن ذكاء الطالب المصري!! * لسنا بحاجة لإكساب تلاميذنا الصغار قشور اللغة الأجنبية بتحويل مناهجهم للدراسة باللغة العربية بما يتطلب إعادة تأهيل معلمي العلوم والرياضيات الذين يدرسون هذه المواد باللغات لتدريبهم علي المناهج الجديدة.. كما أن اللجوء للنظام الجديد قد يؤدي لشروخ وفجوة بين التلاميذ الصغار وأشقائهم بالسنوات التالية عند عقد المقارنة بين نوعية تعليمهم وتعليم من سبقوهم بعام فقط. رغم دراستهم للغة بمرحلة رياض الأطفال والتحاقهم بهذه المدارس وعمرهم أكبر من أقرانهم بالمدارس الرسمية العادية! * بالفعل إذا كنا بحاجة لتعليم متميز ونسعي لتطوير العملية التعليمية فإنه ينبغي أن نضع صوب أعيننا "المردود" الذي نستهدفه من وراء تعليم تلاميذنا الصغار لضمان استيعابهم بسوق العمل مستقبلاً ولتلبية المتطلبات العالمية. بحيث يتم التركيز علي المناهج والمهارات التي يستفيد منها المجتمع. * ومن المعروف أن غالبية عقول تلاميذنا الصغار تظل في حالة نشاط بهذه السن المبكرة. وقادرة علي استيعاب المعارف والمهارات التي يمكن تغذيتهم بها. وبالتالي يتم طرح المناهج المناسبة لاحتياجات السوق الدولية. * كما أنه ليس من المتصور أن يتم الاقتصار علي معرفة ردود أفعال أمهات التلاميذ الصغار نحو قراراتنا التعليمية في حين أن لدينا مجالس أمناء ينبغي أن يتم الاحتكام إليها ومناقشتها قبل أن نشرع في إصدار قراراتنا!!