رحلتي مع الصحافة الطبية تمتد لأكثر من 35 عاماً.. التقيت خلالها بأكبر اساتذة الطب في العالم.. الدكتور مايكل ديبيكي صاحب الفضل في تطوير جراحات القلب المفتوح بعد أن قام بتصميم ماكينة القلب الصناعي.. الدكتور الاسباني باراكير صاحب أهم معهد لطب وجراحة العيون في العالم والذي كان الفنان الراحل محمد عبدالوهاب يعالج فيه بانتظام. التقيت خلال مسيرتي الصحفية بالدكتور الروسي فيدروف صاحب الفضل في اكتشاف جراحات تشريط القرنية لعلاج قصر النظر والتي تطورت فيما بعد باستخدام أشعة الليزر.. التقيت بالدكتور مجدي يعقوب أنثاء عمله في لندن وقبل أن يعود بشكل نهائي إلي مصر.. التقيت بالدكتور المصري الأمريكي كمال إبراهيم مخترع حزام الأمان للأطفال في المقعد الخلفي للسيارة.. وحاورت الدكتور توماس ستارزل رائد جراحات زراعة الكبد في العالم ومدير المعهد الذي يحمل اسمه في الولاياتالمتحدة.. وكان ذلك بمناسبة إجراء أول وأخر عملية جراحية في العالم لنقل كبد قرد من فصيلة البابون إلي مريض أمريكي. وكان الدرس الأول في جميع هذه اللقاءات أن العلماء الحقيقيين يعرفون قدر الإعلام ويقدرون رسالته.. اذكر أن الدكتور مجدي يعقوب كان يزور أبوظبي حيث كنت أعمل في جريدة الاتحاد الإماراتية.. واشترط مسئول المراسم لمقابلته ألا تزيد مدة المقابلة علي عشر دقائق علي مائدة غداء السير البريطاني.. وعندما انقضت الدقائق العشر أشار إلي مدير المراسم بانتهاء الوقت المحدد.. فطلب منه الدكتور يعقوب استمرار المقابلة.. واستمرت المحاورة ساعتين كاملتين علي حساب الوقت المخصص له لكي يستريح قبل أن يتوجه لمقابلة رئيس دولة الإمارات.. وللحديث بقية إن كان في العمر بقية.