"الحكومة" هي ماما وهي بابا وهي انور وجدي.. حكومتنا مطلوب منها أن تكون أما رؤوما حنونا في كل المواقف والظروف: ينجب الفقير المعدم عشرة اطفال والمطلوب من ماما الحكومة ان توفر لبن الاطفال واماكن التعليم والوظائف والدعم والعشرين رغيفا بجنيه.. نقيم الأبراج الشاهقة في الحواري الضيقة ومطلوب من ماما الحكومة ان تمنع طفح المجاري وضعف المياه. ماما الحكومة مطلوب منها ان تلم "الزبالة" التي نلقيها كل يوم وعلي مدار الساعة في الشورع والمصارف والترع وبجوار المدارس.. وأن توفر التعليم والصحة المجانيين لمواطنين برعوا في الانجاب والسهر علي المقاهي دون عمل أو انتاج. يا سادة نحن نستقبل طفلا جديدا كل 15 ثانية.. نحن زدنا عشرين مليونا خلال 10 سنوات.. ولو استمر معدل الانجاب علي ما هو عليه فسوف يصل تعدادنا إلي اكثر من 128 مليونا خلال 11 عاما.. والمطلوب من ماما الحكومة ان توفر لكل هؤلاء العلاج والتعليم والدعم والوظائف.. يا سادة الانفجار السكاني يفرض علينا ان نوفر الاف المدارس ومئات المستشفيات كل عام.. يفرض علينا ان نوفر ملايين الشقق السكنية وملايين الوظائف كل عام.. فيما نعاني من ظروف اقتصادية شديدة الصعوبة ونسابق الزمن لاصلاح خلل المرافق المتراكم عبر اربعة عقود.. فإلي متي يستمر هذا العبث. الطبقة المتوسطة لن تستطيع تحمل تبعات هذه الفوضي الي ما لا نهاية.. ابناء هذه الطبقة هم من يدفعون الضرائب.. هم من ينتج ويعلم ابناءه علي نفقته الخاصة ويعالجهم من حر ماله ويتحمل فاتورة الاصلاح الاقتصادي في صمت.. بينما الذين افقروا أنفسهم بانجاب اطفال لا يعرفون عددهم ولا اسماءهم يتمعون بكل شيء.. وهو ظلم آن له ان يتوقف.