رغم رفض الجماهير. وسخط الخبراء. وغضب الإعلام.. مازال اتحاد الكرة يصر علي البقاء والاستمرار بنفس نهج الاخفاق. وسياسة الانحدار. وأدوات التخبط.. في نفس الوقت الذي تعكف فيه أقطاب العالم الكروية علي دراسة وتقييم أسباب التراجع والخروج من المونديال.. والعمل بضمير خالص علي وضع أسس الاصلاح.. ورسم طريق النجاح من جديد. لقد أحدث مونديال موسكو "ضجة" في عالم الكرة.. معلناً عن ظهور قوي "جديدة" تضارع وتسبق الفرق الكبري ذات التاريخ والإنجازات.. ومؤكداً أن الانتصارات يحققها اللعب الجماعي والانضباط التكتيكي الممزوج بجمال الأداء.. واللياقة العالية. إلي جانب الفكر الراقي والمتجدد للمدير الفني.. وأن الإخفاق يأتي دائماً بالاعتماد علي النجم الأوحد.. والاستعانة بطرق عقيمة وأفكار بالية.. والسير إدارياً عكس الاتجاه. تحطيم الطرق الكلاسيكية وتغيير شكل الكرة العالمية دفع معظم الدول الكبري إلي إعادة رسم سياستها وتصحيح المسار ومعالجة الثغرات للحاق بركب التطور ومواكبة الطرق الحديثة إدارياً وفنياً وتنظيمياً حفاظاً علي الريادة.. وصيانة المكانة. يحدث كل هذا.. بينما "الاتحاد المصري" سائر علي قديمه.. يتحدي المطالب الجماهيرية برحيله.. يرفض الإصلاح وتعديل المسار.. ينتهج الفهلوة في الإدارة.. يتبع المحسوبية في التعيينات.. والواسطة في شغل المناصب.. يستعين ويستبعد طبقاً لخفة الدم وثقله.. والأدهي أنه يسند رئاسة اللجان لأعضائه.. مما يتنافي مع أبسط قواعد الشفافية.. بل ويسمح لهم بالعمل تحت مظلة الشركة الراعية.. وهم المنوط بهم تقييمها ومراقبة نشاطها. أبداً.. لم يناقش أسباب الفشل.. لأن كل إنجازاته ان وجدت جاءت بالصدفة.. وجميع إخفاقاته وما أكثرها.. حدثت من غير أن يصل لمعطياتها وأسبابها.. انشغل فقط بعالم البيزنس وتحقيق المصالح الفردية.. عاجزاً عن تجسيد أحلام الجماهير المصرية.. بدليل ان أهم إنجازين يساهمان في إصلاح مسار الكرة المصرية.. تحققا دون مشاركة للاتحاد من قريب أو بعيد.. وهما "إنهاء نشاطات روابط الألتراس".. والسماح بعودة جريئة للجماهير إلي المدرجات. حتي نظام الدوري العام لم يعتمده إلا من أسبوع.. وأجري قرعة مبارياته قبل البداية بأسبوعين.. وبدأ دوامة البحث عن مدرب للمنتخب الوطني مستعيناً بنفس الأشخاص الذين أساءوا إلي مكانته ونالوا من سمعته.. وتفرغ للرد علي الاتهامات بلا وعي.. ودون دراسة.. وانحني أمام تهديدات وطلبات رئيس النادي إياه.. خوفاً من الفضائح وكشف المستور. إن استمرار "اتحاد الانحدار والاخفاق" في موقعه.. دون معالجة لأخطائه.. وتصحيح لمساره.. ومن غير استبعاد لعناصره الفاسدة.. سوف يؤدي إلي مضاعفة الخسائر.. ومزيد من التراجع.. وتذيل التصنيف العالمي.. وسيبرهن بالفعل علي أن "البلدوزر" و"المشتاق" و"المتلون" أكبر من المحاسبة.. وأقوي من المطالب الجماهيرية.