قلنا قبل ذلك ليس عيبا أن يخفق الرياضي وإنما العيب ألا يتعلم من درس الإخفاق ويبدأ مسيرة الانطلاق بإصلاح أسباب الإخفاق, ولكي لا يكون الكلام مرسلا, دعوني أعرض عليكم أعزائي القراء تجربة الصين مع كرة السلة, فالفريق الصيني للرجال المشارك في الدورة الأوليمبية لم يتمكن من تحقيق أي فوز رغم أنه يمثل بلد يمارس فيه اللعبة نحو ثلاثمائة مليون شخص, ما يعني أن قاعدة الاختيار كبيرة فعدد الممارسين يفوق أعداد دول مجتمعة بل أنه يعادل عدد سكان أمريكا كله وهي البلد المتميزة في السلة عالميا, ولم يكن الإخفاق للرجال فقط وإنما شمل السيدات أيضا اللاتي لم يحققن الفوز إلا في مباراة واحدة علي حساب السنغال, فهل لطمت الصين الخدود وشقت الجيوب واتهمت لاعبيها بالفشل وبدأت تبحث في مساءلتهم وماعيرتهم بما تم إنفاقه عليهم, بالطبع لا, فكل ماحدث هو رحلة التطوير بدأت من لحظة الإخفاق وقبل العودة إلي بكين, فهاهو المدرب جونغ لومينغ مدرب فريق الرجال الصيني يصرح للصحفيين بعد خسارته الخامسة علي التوالي بقوله ماينقصنا هو تطوير مهاراتنا الفردية وسنبحث عن سبب عدم قدرة لاعبينا في التسجيل من الرميات الثلاثية حيث تتفاوت قدرتنا علي التسجيل منها بين لاعب وأخر. وأضاف المدرب للصحفيين بأن العدد الذي يمارس اللعبة في الصين كاف تماما لكننا سنوسع قاعدة الممارسة لنصل إلي مبتغانا لان المواهب الصينية في اللعبة ستمنحنا القدرة علي بناء فريق قوي يستطيع مقارعة الكبار. وبدا واضحا أن التفكير في المستقبل يشغل حيز كبير من فكر الصينيين فهم لم يتوقفوا عند الإخفاق وإنما اتجهوا مباشرة للبحث عن الأسباب, وزادوا بالتفكير في الطريقة التي يردون اتباعها وهل ستكون علي غرار المدرسة الأمريكية ام الأوروبية وساعتها سيتم فتح الباب أمام اللاعبين المتميزين لينخرطوا في مدارس تدريبية خارج الصين وكذلك فتح باب الاحتراف أمامهم لاكتساب الخبرة, فهم يدركون أن صناعة البطل تتطلب وقتا طويلا ونفقات كثيرة. من هنا كم تمنيت لو أن لجنتنا الأولمبية واتحاداتنا الرياضية تنتهج ذات النهج وتسلك ذات الطريق في التفكير لتصويب المسار ووضع خطة حقيقية للانطلاق نحو الإنجاز قائمة علي الاعتراف أولا بالتقصير سواء التخطيطي أو الفني أو الإداري لأن هذا الأمر سيضع النقاط علي الحروف وبعدها نبدأ مسيرة التصحيح التي يجب أن تسند لأهل العلم والكفاءة بعيدا عن أهل الثقة والفهلوة الذين ثبت فشلهم عديد المرات ورغم ذلك يستمرون في مواقعهم الفنية أو الإدارية علينا أن نفكر مرة بالعقل ونعتمد علي العمل لنري أين وصل العالم من حولنا وماذا علينا اتباعه لنلحق بهم وننافسهم بل ونتفوق عليهم. فهل نغير طريقتنا هذه المرة, أم أن الوقت سيسرقنا كالعادة وننسي أن أربع سنوات فقط هي التي تفصلنا عن ذات الموقف وأننا إن لم نحسن العمل من الآن من اجلها فسنقف ذات الموقف.