في تاريخ الفراعنة وقفات مشرفة.. يتطلعون دائماً إلي المكانة الأسمي ليؤكدوا للعالم أجمع أن أحفاد بناة الأهرام قادرون علي قهر المستحيل وتجديد أحلام وآمال الآباء والأجداد ومن هذا المنطلق شارك الفراعنة أبناء مصر في كل المحافل والبطولات الدولية حيث ينالون دائماً وسام الشرف.. رجال يبذلون الجهد لتحقيق الإنجازات والألقاب.. فلقد تأهلوا لأهم بطولة كروية علي مستوي العالم وشاركوا فيها ورغم خروجهم المبكر من مونديال روسيا بسبب بعض النقاط السلبية وعدم التوفيق الذي لازمهم إلا أنهم أعادوا مصر لهذه البطولة العالمية بعد غياب استمر لحوالي 28 عاماً. تعرضت مصر للخسارة في مباراة أوروجواي والتي كان من الممكن أن يحسمها الفراعنة لصالحهم لولا سوء الحظ وخطف أوروجواي الفوز في الوقت القاتل.. بالطبع كان غياب النجم محمد صلاح من أهم أسباب الخروج بهذه النتيجة وفي مباراة روسيا لم يكن الفراعنة في حالتهم الطبيعية فغياب التركيز وابتعاد الخطوط عن بعضها وغياب الدقة في التمرير أدي لحدوث نقاط ضعف عديدة في أداء المنتخب المصري الذي إنهار فجأة أمام الدُب الروسي في الشوط الثاني لتتعرض الجماهير المصرية لصدمة حقيقية بسبب هذا الانهيار المفاجئ والذي يعود أيضاً للياقة البدنية للاعبين. الجميع حذر مدرب المنتخب كوبر من طريقة لعب الفراعنة في المونديال وطالبه معظم الخبراء بتغيير الطريقة والتركيز علي الخطة الهجومية بدلاً من اللجوء للدفاع في معظم فترات المباراة وخطف أي هجمة مرتدة لتسجيل هدف.. ولكنه لم يغير من طريقة اللعب التي ساهمت بشكل كبير في تلك النتائج.. ولا يجب أن ننسي أن محمد صلاح عاد للعب في هذه المباراة المهمة بعد غياب استمر لأكثر من 20 يوماً بسبب الإصابة فكان مفتقداً بشكل كبير لحساسية هذه المباريات. هذه البطولة ما هي إلا خطوة علي طريق تحقيق آمال وأحلام المصريين وبالطبع هناك بعض نقاط الضعف في المنتخب المصري والتي يجب أن يتم التعامل معها قبل المرحلة المقبلة وقبل المشاركة في كأس الأمم الافريقية.. من أبرز هذه النقاط سرعة التمرير ودقته والضغط علي المنافس بشكل يمنعه من التفكير والتركيز في بناء الهجمات. الفراعنة لهم تاريخ عظيم ومشرف ودائماً ما نجحوا في تخطي الصعاب وتجاوز الأزمات وقهر المستحيل.. لا بديل أمام المصريين سوي الاستمرار في التقدم وسد الثغرات التي أثرت علي أداء الفراعنة وتناغمهم ولا يجب أن ننسي أن كوبر مدرب المنتخب له تاريخ طويل مع المنتخب واستطاع إيصاله للمركز لوصافة كأس الأمم الافريقية الماضية وساهم في تأهله لمونديال روسيا.. لا تزال أبواب الأمل والطموح مفتوحة أمام منتخبنا الوطني لتسطير مرحلة ذهبية في تاريخ الكرة المصرية والتي لم تتحقق سوي بتضافر جهود اللاعبين والوصول لأعلي درجات التركيز والانسجام في الملعب.. ورغم الخروج إلا أن مونديال روسيا يعد أولي خطوات الفراعنة للعودة لطريق العالمية.