ظهرت أمام العلن علي التليفزيون الفرنسي بثوب يغطي جبينها وأذنيها ورقبتها. رغم انها لم تكن معروفة سوي في الأوساط الطلابية باعتبارها رئيسة للاتحاد الوطني لطلبة فرنسا بجامعة السوربون. لكن اسمها اليوم أصبح حديث الساعة داخل فرنسا وخارجها أيضا. هي الطالبة الفرنسية مريم بوجيتو التي لم تتجاوز 19 عاما والتي سلط حجابها عليها الضوء وجعلها تعيد للاذهان الجدل الفرنسي حول قضية الحجاب وأصبحت اليوم في مواجهة مع ساسة فرنسيين رأوا في ظهورها علي قناة "إم 6¢ الفرنسية صدمة. وربما ترويجا لإسلام سياسي. جاء ظهور مريم بوجيتو علي التليفزيون الفرنسي للحديث عن إصلاح جامعي تعارضه نقابتها "الاتحاد للوطني لطلبة فرنسا" المقربة إيديولوجيا من اليسار الفرنسي إلا أن الحجاب الذي كانت ترتديه هو الذي أثار الاهتمام حولها وأشعل الانتقادات ضدها. وإعتبربعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي ظهورمريم بالحجاب رسالة سياسية أكثر من دينية والبعض الآخر استهزأ بشكلها وربط مغردون شكلها بقضايا كالتطرف وتنظيم داعش. كما قام البعض بسبها ونشر رقم هاتفها علي الإنترنت. في حين إتخذ اخرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي موقع الدفاع عن مريم. وبرر دعمه بمبدأ محاربة "الإسلاموفوبيا" التي صارت تنتشر علي نطاق واسع. وشجعوا الفتاة علي التمسك بهويتها ومبادئها. وهو ما شددت عليه مريم التي أدلت في 22 مايو الجاري بتصريح إلي موقع "بوزفيد" الإخباري والذي دافعت فيه عن حقها في ارتداء هذا الزي. ردت علي تصريح وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب الذي عبّر عن صدمته في حديث إلي قناة "بي إف إم" الفرنسية. حيث قال انه من الظاهر أن هنالك معركة ثقافية في نهاية المطاف لدي بعض الشباب المسلم. لم يكن وزير الداخلية الفرنسي الوحيد الذي تحدث عن ارتداء الطالبة الفرنسية للحجاب. بل عبرت وزيرة الدولة المكلفة بالمساواة بين الرجال والنساء في فرنسا» مارلين شيابا. أيضا عن استيائها من الأمر. ورأت في الأمر تعبيرا عن "إسلام سياسي" وأوضحت شيابا: "نقابة الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا من المفروض أن تكون نقابة تقدمية ومدافعة عن حقوق المرأة في حين أن الحجاب يعد دليلا علي سيطرة الدين. كما انضمت صحيفة شارلي إيبدو إلي قائمة منتقدي الطالبة الفرنسية مريم بوجيتو. وكرست شارلي إيبدو. في عددها المخصص الاربعاء الماضي. غلافها لمريم بوجيتو. بصورة مخيفة . كان الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا قد أصدر بيانا يرفض من خلاله خطاب الكراهية الذي يتحدث به بعض السياسيين الفرنسيين والشخصيات العامة وأعلن عن مساندته لمريم. وتأمل بوجيتو بعد هذا الجدل أن يحدث تغيير في الذهنيات فيصير الناس أكثر تقبلا بأن تكون هنالك امرأة. مواطنة فرنسية. مسلمة. متحجبة. طالبة. وناشطة في خدمة الآخرين. يذكر ان فرنسا تحظر ارتداء الحجاب في المدارس وبعض الأماكن العامة منذ عام 2004 لكنه مازال قانونيا في الجامعات وفي عام 2011 أول دولة أوروبية تحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة. في حين بات الحجاب الذي يكشف الوجه مع تغطية الرأس واليدين. قانونيا.