القدس في قلوبنا . القدس جزء من عقيدتنا وهويتنا فيها المسجد الأقصي . أولي القبلتين وثاني المسجدين . وثالث الحرمين ومَسري النبي محمد صلي الله عليه وسلم ومعراجه إلي السماوات العلا ولا تشد الرِّحال بعد المسجدين إلا إليه حيث يقول النَّبِيّ صلي الله عليه وسلم "لا تشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد : المسجد الحرام والمسجد الأقصي ومسجدي هذا" وصلاة فيه خير من خمسمائة صلاة فيما سواه عدا المسجدين المسجد الحرام والمسجد النبوي وهو الذي بارك الله حوله فقال: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَي بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَي الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. وقد ربط القرآن الكريم بين المسجدين المسجد الحرام والمسجد الأقصي برباطِ وثيقِ في مواقف وأحداث متعددة يأتي في مقدمتها حادثة الإسراء والمعراج حيث كان الإسراء من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي كان منه معراج نبينا صلي الله عليه وسلم إلي السماوات العلا. ومنها حادثة تحويل القبلة حيث صلي نبينا صلي الله عليه وسلم تجاه بيت المقدس نحو ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا قبل أن تتحول القبلة إلي بيت الله الحرام ليظل المسجد الأقصي حاضرًا في وجدان الأمة وعقيدتها وذاكرتها الإيمانية والتاريخية. علي أننا لا ينبغي أن نيأس أو نُحبط مهما حاول الصهاينة طمس الهوية العربية الإسلامية لمدينة القدس . فطال الزمن أو قصُر "القدس لنا " وهي عربية إسلامية وبفضل الله عز وجل سيعود الحق لأهله . ثم بفضل الصامدين الصابرين المرابطين عند بيت المقدس حيث يقول نبينا (صلي الله عليه وسلم : لَا تَزَالُ طَائِفَةى مِنْ أُمَّتِي عَلَي الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّي يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ . وَأَيْنَ هُمْ ؟ قَالَ : "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ" ويقول صلي الله عليه وسلم : لا تقومُ السّاعةُ حتّي يُقاتلَ المسلمونَ اليهود. فيقتلُهمُ المسلمونَ حتّي يختبئَ اليهوديُّ وراءِ الحجرِ والشَّجر. فيقولُ الحجرُ أو الشَّجر: يا مُسلمُ يا عبدَ اللهِ هذا يهوديىّ خلفي. فتعالَ فاقتُلهُ. إلّا الغَرْقَدَ فإنَّهُ من شجرِ اليهود" صحيح مسلم. علي أن سنة الله عز وجل في كونه أنه ما عتا قوم عن أمر الله وتجاوزوا حدوده في الظلم والتطاول والطغيان إلا أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر . حيث يقول سبحانه : "فَأَمَّا عَادى فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامي نَّحِسَاتي لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَي وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ". ويقول سبحانه : " وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَي وَهِيَ ظَالِمَةى إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمى شَدِيدى" , فلكل ظالم نهاية "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمي تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءى" الرعد 42-43 وإن غدًا لناظره قريب بإذن الله تعالي.