في موكب جنائزي مهيب شيع الآلاف من أبناء قرية الخنانسة شرق والقري المجاورة بمركز المنشاة بسوهاج جثمان الشهيد البطل المجند محمد أحمد السيد محمد ابن قرية الخنانسة شرق مركز المنشأة. ردد المشيعون عبارات "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله". "الله أكبر النصر لمصر". وغيرها من العبارات مؤكدين أنهم يقفون صفا واحدا خلف قياداتهم وخلف الجيش والشرطة في حربهم المقدسة ضد الإرهاب حتي اقتلاع جذوره نهائيا من أرض سيناء المقدسة. طالب أهالي الشهيد وأبناء القرية بالقصاص من الإرهابيين الذين وصفوهم - أنهم كلاب النار - واقتلاع جذور الإرهاب من كل شبر من أرض سيناء وتطهير مصر كلها من شرورهم. في "الخنانسة شرق" حيث تحولت القرية إلي حشود ضخمة من كبار العائلات والعمد والمشايخ من أبناء قري المنشاة جاءوا منذ الساعات الأولي من الصباح للمشاركة في تشييع جنازة الشهيد ووداع جثمانه الطاهر. التقت "الجمهورية" عددا من أقارب الشهيد حيث أكد محمد السيد عزب شيخ القرية أن الشهيد البطل مكافح جدا وعصامي ومتفوق في دراسته علي طول المراحل التعليمية حتي أنه حصل علي ليسانس الحقوق دفعة 2017 بتقدير جيد جدا رغم أنه من أسرة بسيطة لكنه مثابر ومجاهد وصاحب خلق رفيع وبار بوالديه. يضيف الحاج فوزي أبوعزب - خال الشهيد - أن أباه يعمل فني "استرجي" بسيط باليومية وله شقيق واحد اسمه إسلام - 7 سنوات - وشقيقة واحدة إيمان طالبة بالثانوية العامة وأنه خلوق جدا ومحبوب من كل أبناء القرية وكما تري أن شباب القرية ينتحبون عليه حزنا كما أنه ليس أول شهيد من العائلة ولكنه الشهيد الثالث الذي تقدمه العائلة من أجل الوطن. ويقول المهندس محمد علي نورالدين إن الشهيد سافر آخر مرة كأنه مسافر سفر مودع وأنه لم يتبق له في الخدمة إلا 3 شهور فقط ولكن قدر الله نافذ ونحن نرضي بقضاء الله وكلنا فداء للوطن وكفي أن الله تعالي كتبه في الشهداء. لم يستطع والده أحمد السيد محمد أن يتحدث وظل يردد لا إله إلا الله محمد رسول الله - إنا لله وإنا إليه راجعون - وراح في بكاء شديد وحالة من الحزن من هول المفاجأة وأحاط به أبناء قريته وعدد من رجال الدين يخففون عنه ويسترجعون ويذكرونه بالله.. مرددا مبروك يا عريس الجنة.. إحنا تشرفنا بفداء الوطن بشهيدين.. والانتماء لمصر وقواتها المسلحة فخر لنا. ويطالب أهالي القرية بتسمية مدرسة الخنانسة شرق للتعليم الأساسي إلي مدرسة الشهيد محمد أحمد السيد وهذا أقل ما تقدمه الدولة له ولأسرته فهو شاب حاصل علي ليسانس الحقوق بتقدير جيد جدا ويدرس دراسات عليا للماجستير فهو مثل وقدوة للمجدين والمجتهدين من شباب الخنانسة كلها وصاحب خلق رفيع. وصل جثمان الشهيد. إلي مطار سوهاج العسكري. وكان في استقبال الجثمان اللواء عمرو عزمي السكرتير العام للمحافظة. نائبا عن د. أيمن عبدالمنعم محافظ الإقليم وصلاح عبدالباسط الميري رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة المنشاة ونائبه م. وائل الشقيري نائب رئيس مركز ومدينة المنشاة والعميد سعيد رضوان مأمور مركز المنشاة والمقدم أحمد المشنب رئيس المباحث ورجال القوات المسلحة والقيادات الأمنية والعسكرية وأهل الشهيد. حيث أقيمت له مراسم جنازة عسكرية بالمطار. وتم نقله بسيارة إسعاف إلي قرية الخنانسة شرق بالمنشاة. وفي قرية الخنانسة سجلت "الجمهورية" خروج كل أبناء القرية عن بكرة أبيهم والقري المجاورة من رجال وشباب ونساء واتشحت شوارع القرية بالسواد وأمام مسجد القرية احتشد الآلاف حتي تعذر إنزال جثمان الشهيد بتدخل رجال الشرطة العسكرية لشدة الزحام وتكالب كل أبناء القري علي إلقاء نظرة وداع علي الشهيد المحبوب وتم أداء صلاة الجنازة التي تقدمها م. صلاح الميري رئيس مركز المنشاة والعميد سعيد رضوان مأمور المركز والمقدم أحمد المشنب رئيس المباحث وتم نقل الجثمان - وسط سرب كبير جدا من السيارات التي استقلها العمد والمشايخ وعواقل العائلات من أبناء مركز المنشاة في وداع الشهيد حتي تم دفن جثمانه الطاهر في مقابر القرية بالجبل الغربي. من جانبه نعي الدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج الشهيد المجند محمد أحمد السيد محمد ابن قرية الخنانسة شرق مركز المنشاة. أكد المحافظ وقوف الشعب المصري خلف شرطة بلاده. وقواته المسلحة. وقيادته الحكيمة. للقضاء علي الإرهاب. والقصاص من الجماعات الإرهابية الغاشمة. قائلا: "رغم أننا نودع بين الحين والاخر رجالا أعزاء علينا وعلي الوطن بأسره. إلا أنهم يسطرون بدمائهم الزكية تاريخا مشرفا للوطن والتضحية من أجله. وأنهم في قلوبنا جميعا". داعيا المولي عز وجل أن يتغمد الشهداء برحمته. وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.