في وقت يترقب فيه العالم ضربة غربية وشيكة في سوريا. تتضارب الأنباء والتكهنات بشأن موعد الهجوم. وسبب تأخره. أو حتي حتمية وقوعه. بينما لا تتوقف التحركات علي كل الأصعدة الدبلوماسية والعسكرية. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحث ومعاونون للأمن القومي خيارات واشنطن في سوريا. وكرر تهديداته بتوجيه ضربات صاروخية ردا علي ما يزعم أنه هجوم بغاز سام علي دوما في السابع من أبريل. تزايدت المخاوف من مواجهة بين روسيا والغرب منذ قال ترامب. إن الصواريخ "قادمة". وبعدما انتقد موسكو لدعمها الرئيس السوري بشار الأسد لكن ترامب عاد فقال في تغريدة له في اليوم التالي "لم أقل قط متي سيحدث الهجوم علي سوريا قد يكون قريبا جدا وقد لا يكون كذلك". وذكر البيت الأبيض في بيان بعد اجتماع الرئيس مع فريقه للأمن القومي أنه "لم يتم اتخاذ قرار نهائي". علي الجانب الاخر. أكد نائب رئيس الوزراء الروسي. أركادي دفوركوفيتش. أن العلاقات الدولية يجب ألا تعتمد علي مزاج شخص واحد عندما يستيقظ في الصباح. في إشارة إلي كتابات دونالد ترامب. علي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". نقلت وكالة الإعلام الروسية عن دفوركوفيتش. قوله إن "روسيا ليست مستعدة لمثل هذه المخاطرات". حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قال وزير الدفاع جيمس ماتيس إن واشنطن لا تزال تبحث عن "دلائل" تؤكد مسئولية بشار الأسد عن هجوم دوما. وهو قول يتناقض مع تأكيدات عدة أبرزها من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال إن باريس لديها أدلة علي أن الحكومة السورية نفذت الهجوم قرب دمشق. والذي أسفر عن مقتل العشرات. قالت الصحيفة إن ما يشغل ماتيس هو تداعيات ما بعد الضربة المرتقبة. وكيفية ضمان ألا يخرج التصعيد العسكري عن السيطرة. قال ماتيس إنه يدرس سبلا لتجنب تسبب الضربات في إثارة صراع أوسع أضاف أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب "لا أريد الحديث عن هجوم محدد لم يتقرر حتي الآن.. سيكون هذا استباقا للقرار". كما قال مسئولان أمريكيان. علي معرفة بفحص عينات من دوما وما ظهر علي الضحايا من أعراض. إن الدلائل الأولية التي تشير إلي أن مزيجا من غاز الكلور المعد لاستخدامه كسلاح وغاز السارين استخدم في الهجوم "تبدو صحيحة". لكن المسئولين أضافا أن وكالات المخابرات الأمريكية لم تنته من تقييمها أو تتوصل إلي نتيجة نهائية. وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إن فريقا من الخبراء لتقصي الحقائق تابعا للمنظمة في طريقه إلي سوريا وسيبدأ العمل هناك اليوم. من جانبه. قال زير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. إن بلاده لديها وقائع دامغة تثبت أن هجوم دوما الكيماوي "مسرحية" شاركت أجهزة مخابرات أجنبية في إعدادها. حذر لافروف. في مؤتمر صحفي. من أي "مقامرات" عسكرية بشأن سوريا. لأنها ستؤدي إلي موجات هجرة جديدة إلي أوروبا. قائلا: ""الضربة العسكرية في سوريا ستفضي إلي مزيد من موجات اللجوء إلي أوروبا". أضاف لافروف أن قنوات الاتصال بشأن سوريا مفتوحة مع الولاياتالمتحدة. لكنه وصف الضربة العسكرية المحتملة في سوريا ب "المغامرة" التي ستئول نتائجها إلي "ما حدث في ليبيا". وتابع "الوضع السوري مثير للقلق بشكل كبير. والتهديدات لن تساعد المسار السياسي والحوار في سوريا".