"أنا ماشية يا ست هانم شوفي حسابي كام" مشهد تكرر في أفلام السينما بين صاحبة الشقة والخادمة ونري الكاميرا تبتعد لترحل الخادمة وتبدأ رحلة البحث عن غيرها لكن في الواقع انتهت حكاية الخادمة سحر بجريمة.. بعد ان جاءت للمدينة تبحث عن فرصة عمل ولم تستسلم لحاجتها للمال حتي تكفي نفسها واسرتها التي تركتها وراءها سعيا للعمل والرزق بالكسب الحلال.. أيام مرت ثقيلة علي سحر ذاقت فيها طعم الذل والحرمان وهي تجري وراء لقمة العيش حتي جاءتها فرصة العمل لدي أسرة ميسورة الحال وفي حاجة إلي خادمة مقابل عائد مادي مناسب وافقت سحر علي الفور وجهزت نفسها وتوجهت إلي البيت الجديد تحمل املا جديدا في حياة كريمة من عملها الجديد. في الحي الراقي سارت الحياة بسحر "يوم حلو ويوم مر".. هكذا العمل وهكذا اقنعت نفسها حتي تستمر الحياة تضيق عليها وان اصبح العمل كخادمة كابوسا بالنسبة لها وفكرت في أن تغادر وتترك البيت وكانت تتخلي عن فكرتها بمجرد تذكرها لحاجتها. ذات يوم تلقي قسم الشرطة مكالمة هاتفية تحمل بلاغا بانتحار خادمة في العقد الثالث من عمرها داخل احدي الشقق السكنية.. علي الفور انتقل رجال المباحث إلي مكان البلاغ وكما جاء في أوراق القضية المنظورة امام محكمة الجنايات ان جميع مداخل ومخارج الشقة سليمة ولا يوجد محاولة لاقتحامها وكذلك تبين عدم بعثرة اي محتويات بداخلها والعثور علي المجني عليها غارقة في دمائها وبيدها اليسري سكين مطبخ صغير الحجم وبسؤال صاحبة الشقة اكدت انها خرجت مع نجلتها وتركت خادمتها واغلقت عليها الباب وعندما عادت فوجئت بالواقعة. كشفت اوراق القضية أن المجني عليها تلقت طعنة نافذة في البطن من الجهة اليسري أودت بحياتها كما ان التحقيقات توصلت إلي وقوع شجار بين المجني عليها ومخدومتها بعد ان رأت خادمتها تحاول الهرب فأمسكت بها المتهمة ومنعتها من الخروج فقامت الخادمة بالصياح وامسكت سكين المطبخ وهددتها به كي تتركها تغادر بعد ان رفضت الاستمرار في عملها معها إلا أن المتهمة اخذتها منها وقامت بالاعتداء عليها بطعنها في جانبها الايسر وصدرها وفوجئت بالدماء تسيل منها فجذبتها إلي الحمام لازالة اثار الدماء إلا أن المجني عليها سقطت من بين يديها جثة هامدة فلجأت إلي حيلة تبعد عنها الشبهات ووضعت سكين المطبخ المستخدم في الجريمة بين يدي القتيلة حتي تبدو الواقعة كانتحار وتنجو من توجيه أصابع الاتهام لها. اسندت النيابة العامة للمتهمة قتل المجني عليها عمدا من غير سبق اصرار او ترصد واحالتها إلي محكمة الجنايات. قالت المتهمة أمام منصة العدالة برئاسة المستشار سمير اسعد وعضوية المستشارين محمد كامل وياسر بركات بأمانة سر يوسف زهدي في أولي جلسات محاكمتها طعنتها وكنت أدافع عن نفسي.