رمح يرمح..ومرح يمرح.. هناك فرق شاسع بين الاسمين والفعلين في المعني الرمح وهو اداة قتالية بدائية ورامي الرمح رماح يرمح.. وهناك دلالة اخري يغلب عليها العامية مشتقة من ذات الاصل واستعارت صفة السرعة الخاطفة للرمح المقذوف.. فيقال فلانا رمح اي هرول بسرعة يغلب عليها العشوائية والخطر. .. اما المرح فهو اللهو الذي يثير البهجة ويمنح طاقة انطلاق ايجابية تروح عن القلوب وتجدد العزم والهمة لاستمرار القدرة علي العطاء والحياة.. لذلك وجد المرح من متع الدنيا ولوازمها الضرورية التي وجدت لتفرغ طاقات الحزن والالم وتسري عن النفس.. والانثي وجدت لهذه المهمة فبدونها تسود الوحدة ويتلاشي التواصل المثمر ويترسخ الاندثار والانقراض والخراب لكل موجود حي.. بدونها تجف منابع البهجة وينقطع النسل الذي تستمر به الحياة.. لذلك كان النسل قرينا بالمتعة والبهجة والعطاء والرحمة واللطف. .. وان كان القائل بان النساء لاتمرح فربما قصد انه من عظم المسئولية الملقاة عليها لاتجد وقتا لصناعة المرح او التلذذ به.. وقد يكون هذا صحيحا في الظاهر.. ولكن في حقيقة الامر ان المرأة تفيض بالعطاء بفطرتها.. وشعورها بالعطاء يمنحها احساسا بالبهجة وغالبا ماتكتفي بذلك وهي بعطائها تصنع البهجة لمن حولها رغم ماتكابده من ألم وشقاء الا ان كُل يُسر لما خُلق له.. وخير ماوُهب لآدم من النعم حواء وجدير بأدم ان يحفظ النعمة من اجله.. وحفظ النعمة بالرعاية والاهتمام والتنمية.. فإن فعل دانت الدنيا له وتزينت. اما إن قصد القائل ان النساء ترمح وهي الاقرب لما تواتر عن مطرب خلال حديثه عن زوجته المعتزلة لتتفرغ لحياتها الزوجية.. فكأنه يعني انه دفعها للاعتزال تجنبا لما يتوقعه منها من عشوائية ورعونة قد تؤثر سلبا علي علاقتهما.. وانطلق يعمم المبدأ ليشمل كل النساء. .. لازلت علي قناعة بأن الفن أياً كان نوعه قرين بسمو الاحاسيس والذكاء والذوق واللياقة.. ولكن صدق من قال قديما تحدث حتي اراك.... ليس هناك افدح من ان تمنح الفرصة للغباء والجليطة ان تتحدث.. ومن يتأمل معايير الفن والفنانين لن تجدها تنطبق ابدا علي مشاهير يتمسحون في الفنون وهم في ضحالتهم متسخون ولايكفي لنظافتهم حاوية من صابون.