تنتشر هذه الأيام في الأسواق وعلي الأرصفة أنواع عديدة من المناديل الورقية مجهولة المصدر. يتم تصنيعها تحت "بير السلم" من مخلفات الأوراق وحفاضات الأطفال المستخدمة التي يتم جمعها من القمامة. ويقبل عليها المواطنون لرخص ثمنها دون أن يعلموا بما تسببه من أمراض خطيرة. حيث أكد الأطباء أنها تسبب سرطان الجلد وفيروس "سي". يقول أحمد جمعة- عامل-: أفضل شراء المناديل الورقية من الشارع نظراً لرخص سعرها حيث يباع ال 3 عبوات ب 10 جنيهات. في حين أن المحلات تبيع العبوة الواحدة ب 10 جنيهات!! ويضيف أيمن السمالوطي. عامل.: اعتدت شراء الأكياس الصغيرة من المناديل الورقية المعطرة برائحة الخوخ والتفاح. حيث تباع بجنيه واحد فقط بدلاً من شراء المناديل المبللة ب 5 جنيهات للكيس. وتوضح علية أحمد. ربة منزل. أنها تستخدم المناديل الورقية ذات الحجم الكبير لتجفيف زيوت الطعام ونظراً لارتفاع أسعارها في السوبر ماركت والمحلات الكبري تضطر لشرائها من الشارع. حتي أصيب أحد أبنائها بارتجاع في الأمعاء وعند زيارتها للطبيب أخبرها أن العدوي سببها استخدامها لتلك المناديل مجهولة المصدر في تجهيز الطعام. حيث إنها ناقلة للبكتيريا والفطريات والجراثيم مما يشكل خطراً علي المعدة والأمعاء. ويشير طارق صلاح الدين. موظف. إلي أن معظم المناديل المعروضة علي الأرصفة هي تقليد لمنتجات أصلية وتحمل نفس العلامة التجارية ولكنها تحمل اسماء أخري مشابهة لها. كما يتم بيعها بأسعار رخيصة لتحظي بإقبال من الزبائن. يشاركه الرأي شريف علي. موظف. قائلاً: إن هناك بعض معدومي الضمير يقومون بفرز مخلفات القمامة للبحث عن حفاضات الأطفال وإعادة تدويرها بمصانع تحت "بير السلم" لصنع المناديل الورقية وإضافة المعطرات لتحسين جودتها. ويؤكد حسن محمد. من سكان قرية باسوس. أن قرية باسوس من أهم المناطق للصناعات المقلدة ومركز لتعبئة وتوزيع المناديل الورقية بجميع أشكالها من "البكر والجيب" والمناديل المبللة. حيث يقوم التجار بتوزيعها علي الأسواق الشعبية كالموسكي والعتبة وإشارات المرور. وكذلك الأسواق الاسبوعية بالمناطق الشعبية كسوق الأحد بشبرا الخيمة. وسوق الخميس بالمطرية. ويقول نور صبري- صاحب محل- أعاني حساسية مزمنة في العين وكثيراً ما كنت اشتري عبوات المناديل من الباعة الجائلين. حتي أدي استخدامي المتكرر لها إلي إصابتي بقرحة في العين وامتنعت تماماً عن شرائها بعد نصيحة من الطبيب. لذا أحرص علي اختيار العبوات ذات الجودة العالية ومن أماكن موثوق فيها كالصيدليات والسوبر ماركت. ويشير محمود محمد- موظف- إلي امتناعه بشكل نهائي عن شراء أي عبوات للمناديل الورقية من الشارع لأنها رديئة الصنع حتي وإن كانت مغلفة بشكل جيد. فدائماً ما يقوم بشرائها من الصيدليات وبماركات معروفة ومسجلة ومصرح بها من وزارة الصحة. تجنباً لخطر إصابته أو أحد أبنائه بأمراض أو فيروسات نتيجة استخدام تلك المناديل. موضحاً أن من يبحث عن توفير بعض الجنيهات في شراء عبوات مناديل مجهولة المصدر سيضطر إلي دفعها أضعافاً بعد إصابته بالأمراض التي تسببها. ويطالب سمير دشتاوي- مدرس- بتشديد الرقابة علي تلك المنتجات الورقية وعلي أماكن بيعها. نظراً لما تشكله من مخاطر تهدد صحة المواطنين. مصدر عدوي الدكتور كرم عبدالحميد- أخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية- يقول إن المناديل الورقية مجهولة المصدر من أخطر الوسائل التي تهدد بنقل العدوي لمستخدميها. حيث تحتوي علي أنواع عديدة من الجراثيم والميكروبات التي تسبب "الأكزيما" والالتهابات الجلدية وأنواعاً أخري من الحساسية. ويعتبر أخطر الأنواع من تلك المناديل ما يباع في شكل بكر للتواليت حيث يسبب أمراضاً خطيرة ومزمنة في مقدمتها سرطان الجلد. وهناك أنواع أخري كالمناديل المبللة والمعطرة بروائح صناعية تصيب مستخدميها مباشرة بحالة من الحساسية والحكة الجلدية. بخلاف التعرض للإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي "سي" الذي يظل قابعاً في تلك المنتجات لمدة تتجوز الستة أشهر من تاريخ تصنيعها. ويعتبر الأطفال أكثر عرضة للإصابة بعدوي فيروسات أو ميكروبات نتيجة استخدام تلك المنتجات لأنهم أقل مناعة من الكبار. وينصح عبدالحميد بعدم استعمال أي أنواع من المناديل الورقية مجهولة المصدر التي تباع علي الأرصفة وفي إشارات المرور. حيث يتم تصنيعها من مخلفات الورق وحفاضات الأطفال المستخدمة. وتمر علي مراحل للتنظيف والتخلص من الشوائب ولكنها غير مطابقة للمعايير الصحية التي تفرضها وزارة الصحة. كما ينصح بشراء المنتجات الورقية من مصادر موثوق فيها كالصيدليات أو محلات كبري.