مناديل الشوارع أصبحت ظاهرة لافتة للنظر عبوات ورقية أسعارها منخفضة.. مصانعها مجهولة وعلاماتها التجارية متنوعة ومنتجوها بلا هوية بدأت قبل عامين ب 10 جنيهات للعلبة الواحدة ووصلت في هذه الفترة إلي جنيه واحد. المواطنون تصوروا انها سلع صينية مهربة إلا ان انتشارها بهذه الصورة جعل الأطباء يحذرون من علاقتها بالأمراض الصدرية والرئوية والجلدية التي انتشرت في الفترة الأخيرة. في البداية يقول رضا محمد طبيب صيدلي المناديل الورقية التي تباع علي الأرصفة تحمل علامات تجارية مقلدة للأصلية خطيرة انها تسبب أمراض الرمد بأنواعهاا وحساسية العين والميكروب الصديدي. موضحا انها عبارة عن بواقي مخلفات مستشفيات خطرة يجب أن تصنع بعد معالجتها في منتجات الكرتون الخاص بالأحذية فقط. أرباح عالية د. هيثم سعودي استاذ طب العيون بجامعة عين شمس يؤكد ان نسبة الاصابة بأمراض العيون ارتفعت بعد ظهور تلك المنتجات الملوثة وغزوها للأسواق بشكل مفذع نظرا للأرباح الكبيرة التي تحققها للمصنعين وتجارة الجملة حيث تصيب مستخدميها بهياج في أنسجة الملتحمة وتحدث نقاطا صغيرة في القرنية كما تؤثر علي الجهاز التنفسي من الداخل والخارج كما انها استخدامها في اعداد الطعام وتصفية الزيوت وتجفيف الأطباق له مخاطر جسيمة علي معدة الأطفال نظرا لارتفاع الرقم الهيدروجيني في عمليات التعطير لمحو التلوث التي تحتويه مما يؤثر علي كبد الأطفال. مجهولة المصدر يقول د. عيسي شادي كبير باحثين بوزارة البيئة سابقا: المناديل والحفاضات التي تباع بالأسواق الآن جميعها مجهولة المصدر ولا تنطبق عليها الاشتراطات الموضوعة من هيئة المواصفات والجودة ووزارة الصحة والمركز القومي للبحوث ومصلحة الكيمياء والرقابة الصناعية وهيئة الرقابة علي الصادرات والواردات بالإضافة لمخالفتها في الفحص الظاهري لدرجة البياض وارتفاع نسبة التلوث والرماد بها وعدم تدوين بيانات حقيقية. فالتجار يستوردون القمامة من بقايا المصانع الكبري والمستشفيات ويحولونها إلي مناديل دون رقابة. ومن واقع نتائج التحاليل تأكدنا ان تلك المناديل والحفاضات تحمل خواص قلوية تسبب التهاب الجلد وتكمن المشكلة الكبري في ارتفاع نسبة الرماد بداخلها وتأثيره علي الصحة العامة. خط الدفاع ويؤكد اللواء عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك ان المستهلك هو خط الدفاع الأول الذي يملك حماية نفسه وصحة أبنائه في عدم الانجذاب لتلك السلع لرخص ثمنها ويطالب المواطنون الابلاغ علي رقم 19588 لكي يتم التنسيق مع الأجهزة الرقابية لمصادرة تلك المنتجات. ويستطرد: أي منتج من المنتجات التي يتم تداولها يجب أن يخضع للرقابة من وزارتي الصحة والبيئة لأنهما الضامن الوحيد لسلاح المنتج. ويحذر من شراء تلك المنتجات من الباعة الجائلين والأرصفة والبعد عن العروض الشرائية للمنتجات مجهولة المصدر. كله علي الله المواطنون لا تشغلهم الجودة بقدر ما يشغلهم ثمن علبة المناديل وحجمها وهذا ما يؤكده محمد سيد "موظف" قائلاً: نشتري المناديل الورقية من الباعة الجائلين نظرا لكونها مغلفة ولا تغلق من الأمراض التي يدعي البعض انها تنشرها حيث تشتريها منذ طرحها في الشوارع ولم نصاب بأي أمراض. في حين يرفض محمد الليبي موظف بمصلحة الضرائب التعامل مع أي سلعة مجهولة المصدر قائلاً: ابتعدت تماما عن السلع مجهولة المصدر بعدما تحققت من كونها مصنعة تحت بئر السلم لخوفنا علي صحة أولادنا بعد أن أكد بعض الأطباء ان تلك المناديل تؤذي الجهاز التنفسي والرئة ومقلة العين والقناة الدمعية علاوة علي الحساسية وأمراض الجلد. تقول مني رأفت: أشتري المناديل والحفاضات المقلدة نظرا لأن الأصلية باهظة الثمن رغم تحذيرات الأطباء من استعمالها إلا انني تأكدت انها قاتلة بالفعل بعد اصابتي بفيروس في العين أنفقت عليه أموالا طائلة ومازلت أعاني من تبعاته. أمراض رئوية ويتفق معها رامي بهجت بائع متجول قائلاً انه قرر عدم شراء تلك المنتجات نهائيا بعد تعرض أحد أطفاله نزلة رئوية وتم حجزه بسببها في مستشفي صدر العباسية اسبوعين. أجسام طائرة في حين يشير عماد جميل انه يشتري هذه المناديل من كثرة إلحاح الباعة الجائلين خاصة في وسائل المواصلات وبعد فترة اكتشفت ما يسببه من أمراض نظرا لخشونتها ووجود أجسام طائرة داخلها تؤثر علي التنفس وتسبب مشاكل للأطفال بالذات.