انتشرت في الآونه الأخيرة ظاهرة المناديل الورقية زهيدة الثمن ورغم ما نشر عن خطورة هذه المناديل على صحة الإنسان إلا أنها مازالت موجودة فى السوق. يقول د. شعبان سيد – باحث بالمركز القومى للبحوث – بقسم الزراعة – شعبة الاقتصاد الزراعى ومتخصص فى اعادة تدوير المخلفات : "الورق عبارة عن مادة رقيقة مسطحة تنتج من لب الورق عن طريق السليلوزيه ، وأصحاب الشركات الكبيرة فى عبوات مشابهة لشركات كبيره كنوع من الغش التجارى والفارق بينهما هو رقم الترخيص ، وتصنع المناديل رخيصة الثمن من بواقى الورق و القمامة ، ومخلفات المستشفيات ، ويتم فرمها وتوضع عليها مبيضات كى تجعل لون العجين أبيض ، ولكنها لا تصبح مثل مناديل الشركات المعروفة سواء من ناحية اللون او الملمس او الرائحة". وتحتوى هذه المناديل على نوع من البكتريا موجود فى الورق لا يموت و بالتالى المناديل الورقيه تسبب العديد من الامراض ومنها ضيق فى الجهاز التنفسى . ومن جانبه فقد صرح د. عبدالمحسن صابر – استاذ باحث بالمركز القومى للبحوث ومحكم للأبحاث العالمية والمحلية : "الجميع يعلم أن المناديل المصنعة من القمامة لها آثار كبيرة وخطيرة على صحة الإنسان ، ولكن لماذا نعيد تصنيع الأوراق فى صورة منتجات يعاد استخدامها مرة أخرى وتكون لها اثار سلبية على صحة الإنسان ، في حين انه يمكننا أن نستغل تلك القمامة فى صناعة الوقود الحيوى كبديل للبترول الذى أوشك على النفاذ أو لبعض مشتقاته ، فعلى سبيل المثال الورق وفى عملية إعادة التدوير يتم فرز كل نوع من المنتجات الورقية على حدة ، سواء المناديل أو ورق الكارتون فجميعها تحتوى على سليلوز ، ويمكن ان تستغل فى انتاج "البايو ايثانول" واستخدامه كوقود للمحركات بعد إجراء التعديلات على آلات المحركات لكى تتناسب معه ، والبرازيل أنتجت بالفعل سيارة تعمل بالوقود بدلا من البنزين والمشتقات البتروليه" . وأضاف بأن هذه الفكرة ستوفر لمصر كميات وقود هائلة وينقذها من كومات القمامه ومن مخاطر التدوير التقليديه فى البداية، ولكن تطبيق هذه الطريقه يحتاج إلى تبنى الدولة هذا التوجه ، لأن أى شئ فى بدايته يحتاج الى تكلفة ومخاطرة. وعن سبب استمرار هذه السلعة المضرة فى السوق برغم كل تلك التحذيرات يحدثنا اللواء عاطف يعقوب - رئيس جهاز حماية المستهلك قائلا : "أن هذه المناديل غير مرخصة و سواء كانت مهربة من الخارج أو مصنوعة داخل مصر "تحت السلم" فمن المفترض أن تصادر من قبل الجهات التنفيذية". واستطرد قائلا : "للأسف هذا لا يحدث بالشكل المناسب بسبب الحالة الأمنية المتردية التي تعيشها البلاد حاليا ، ونحن نقوم بتوعية المواطنين بمدى خطورة هذه المناديل وتأثيرها على صحة الإنسان ، كما ندعوهم إلى الابتعاد عن شراء هذه المناديل ، وخاصة أننى أرى أن المشكلة التى نعاني منها هى مشكلة منظومة وليس جهاز بعينه ، فمن المفترض أن يكون سلوك الأفراد والمجتمع ايجابى ،وعليهم عدم شراء هذه المناديل لأنه عندما لا يجد بائعي هذه المناديل من يشترى منهم سيتوقفون عن بيعها فى الشوارع" .