تعد الولاياتالمتحدةالأمريكية خطة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتعمل علي وضع هذه الخطة وإن كانت بصفة غير عاجلة. ويقود جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجهود الأمريكية لإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين واستئناف المفاوضات المباشرة بينهما.. لكن هذه الجهود لم تسفر عن أي نتيجة حتي الآن. وبررت واشنطن قرار الرئيس ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها وما أثار هذا القرار من غضب علي الساحة الدولية بشأن عملية السلام أن هذا القرار لا يتعلق بحدود القدس أو الوضع النهائي الذي يجب تحديده من خلال المفاوضات. وبداية فشل الجهود الأمريكية كانت في التصريحات التي أعلنها بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل.. عندما دعا تعقيباً علي قرارات القمة الإسلامية في اسطنبول الفلسطينيين إلي الاعتراف بالأمر الواقع بدلاً من التحريض علي تصعيد الأوضاع والعمل علي إحراز السلام. قال نتنياهو إن الكثير من الدول ستعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ومن الأفضل للفلسطينيين أن يعترفوا بحقيقة أورشليم "القدس" وأنها عاصمة لإسرائيل!! وأنهي رئيس وزراء إسرائيل تصريحه مؤكداً أن الحقيقة ستنتصر في نهاية المطاف وأن دولا أخري ستعترف بأن القدس عاصمة لإسرائيل وستنقل سفاراتها إليها!! إذا كانت إسرائيل لا تتخلي عن القدس فهي بالتالي ترفض العودة إلي حدود ما قبل 5 يونيو عام 1967 وتتمسك بالأراضي الفلسطينية التي احتلتها وبهضبة الجولان السورية.. فهل يمكن بعد ذلك أن تثمر جهود أمريكا لتحقيق سلام في المنطقة عن أي نتائج إيجابية؟! المنطق يقول لا.. والصلف والتعنت الإسرائيلي يؤكدان هذه الحقيقة في ظل القرارات التي أكدتها الأممالمتحدة ومجلس الأمن وفي ظل المبادرة السعودية المعبرة عن وجهة النظر العربية حول تحقيق السلام. إذن.. ما صرح به عادل الجبير وزير الخارجية السعودي عن اعتقاده بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جادة بشأن إحلال السلام بين الإسرائيليين والعرب.. ينفيه تصريح رئيس وزراء إسرائيل. قال الجبير في تصريح لقناة "فرانس 24" إن الأمريكيين يعملون علي أفكار ويتشاورون مع كل الأطراف وبينها السعودية ويدمجون وجهات النظر التي يعرضها عليهم الجميع.. مشيراً إلي أنهم طلبوا مزيداً من الوقت لوضع خطة للتسوية في الشرق الأوسط وعرضها. لكن الجبير عاد ليقول إنه لم تتضح بعد أن المقترحات الأمريكية ستكون مقبولة للطرفين.. لأنني أعتقد أن الخطة الأمريكية لم تكتمل بعد. قال الجبير إن لدي الرياض خارطة طريق لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل بعد اتفاق سلام مع الفلسطينيين. إذن.. فليسمح لنا الدكتور عادل الجبير بالقول إن أمريكا لن تستطيع إرغام إسرائيل علي التنازل عن أي شبر من الأراضي التي احتلتها بعد 5 يونيو عام 1967 وبالتالي عن مدينة القدس ولا عن هضبة الجولان السورية. فالآمال المعلقة علي الوساطة الأمريكية هي ضرب من الخيال المحض في ظل التعنت الإسرائيلي.. وسيبقي العداء مستمراً إلي أن يأتي اليوم الذي تعود فيه الأرض لأصحابها.