في الفترة الأخيرة تعرضت مصر لجرائم إرهابية متعددة الجوانب سواء علي مستوي التخابر أو إحداث تفجيرات لزعزعة الأمن والاستقرار.. آخر هذه الجرائم تفجيرات مسجد الروضة في شمال سيناء والتي راح ضحيتها المئات من الأبرياء الذين كانوا يؤدون صلاة الجمعة في بيت من بيوت الله. الجريمة البشعة. التي استهدفت المصلين من شباب وكبار السن. ترويع وإراقة دماء دون وازع من ضمير أو دين هذا التطرف وذلك العنف الذي ترتكبه طائفة تزعم أنها تنتمي للإسلام والإسلام منها براء. فأي ضمير وأي معتقد يؤدي إلي ارتكاب هذه الجريمة في مكان لجأ إليه العباد لأداء الفرائض بكل أمن واطمئنان.. هذا هو الإرهاب لا يرعي دينا ولا ضميرا ولا إنسانية.. إن حصد الأرواح بهذه الطريقة البشعة ينم عن صدور امتلأت بالحقد والعنف وسوف تظل هذه الدماء البريئة بمثابة لعنات تطارد المتطرفين والتكفيريين الذين يروعون الآمنين. هناك كثير من المتربصين بمصر فقبل هذا الحادث تم الكشف عن جريمة تخابر مع تركيا لإرباك وإنهاك مؤسسات الدولة معتمدين علي أشخاص بلا ضمير لتعطيل حركة التنمية وإيقاف حركة التشييد والتعمير.. قضية التخابر مع تركيا كشفت عن وجود بعض الثغرات في قانون رقم 10 لسنة 2003 لتنظيم الاتصالات كمواد معاقبة تمرير المكالمات الدولية بطريقة غير مشروعة والتي يجب أن يعاد النظر فيها لأن هذه الجرائم تكبد الدولة خسائر بملايين الدولارات بالإضافة إلي إضرارها بالأمن القومي. هذه الجرائم أقدم عليها مجموعة تجردت من كل القيم الإنسانية لكنها لن ترهبنا وإنما سوف تزيدنا إصراراً ووقوفاً في وجه الإرهاب والتصدي له بكل قوة وبسالة ولن يهدأ لنا بال إلا بعد الثأر لشهدائنا الأبرار والمضي قدما في إقامة المشروعات وبناء مصر الحديثة بكل عزيمة وإصرار.. هذه الأعمال الجبانة تدفعنا جميعاً إلي الوقوف مع قواتنا المسلحة ورجال الشرطة وأن تظل أعيننا مفتوحة علي كل الأساليب التي يرتكبها التكفيريون ودعاة التطرف وأن تتخذ الحيطة والحذر لكي نواصل حركة البناء والتشييد والتطوير والتي بدأناها في كل المجالات. العالم بأسره أعلن عن دعمه لمصر ضد هذه الأعمال الإرهابية.. هذه التفجيرات الخسيسة والمؤمرات الخبيثة تستهدف استقرار مصر وأمنها وتسعي لبث الإحباط في نفوس المواطنين ولكنها لن تزيدنا إلا تماسكا ووحدة لكي نواصل عملية التنمية والتقدم.. التصدي لهذه الأعمال التخريبية والتآمرية مهمة وطنية كبيرة تبدأ بمواصلة توجيه الضربات للإرهاب ومموليه وداعميه.. مصر لن تستسلم لهذه المحاولات القذرة لزعزعة أمنها واستقرارها وستواصل بعزيمة أبنائها وإخلاص قواتها المسلحة الباسلة وشرطتها الوطنية دحر الإرهاب وقوي الشر التي تجد الدعم من أعداء الحياة والإنسانية.. في النهاية خالص العزاء لأسر الشهداء مسجد الروضة.