لم يكن بيان وزارة الري بفشل مفاوضات سد النهضة مفاجئا للكثير من المهتمين والمهمومين بملف نهر النيل لأنهم كان يستشعرون مخاطر السد علي حياة المصريين . فقد نقلت . في مقال بعنوان "قبل أن نموت عطشا" نشر في 8 يونيه 2013 تحذيرات الخبراء بأن اكتمال بناء سد النهضة سيؤدي إلي نقص 10 مليارات متر مكعب من حصة مصر. وإهدار من 20% إلي 30% من الطاقة الكهربائية من السد العالي وخزان أسوان. لكن المسئولين عن إدارةپالمفاوضات حول سد النهضة سدوا آذانهم وأغلقوا عقولهم . وتزايد الموقف تدهورا بتحويل اثيوبيا جزء من مياه النيل لملء سدها فنشرت في 22 ابريل عام 2017 مقالا تحت عنوان "سد النهضة.. البدائل والتفاوض" أوردت فيه شهادة حق لصحفي مصري وطني ومخلص. قال فيها: علي مدي أكثر من عامين كنت شاهد عيان علي مسيرة مفاوضات شاقة جدا حول سد النهضة تم استدراجنا إليها لتكون مجرد "فخ" ننشغل به وبتفاصيله المملة بعيدا عن لب الموضوع وهو بناء السد ذاته حيث كانت إثيوبيا حريصة كل الحرص علي تضييع الوقت بأي ثمن حتي تفرض أمرا واقعا يصعب تغييره كما حدث بالفعل. پولاتزال أمامنا الفرصة لتدارك نقص مياه النيل وتحقيق الأمن المائي لنا وللأجيال القادمة بالاستعانةپ بأهل الخبرة من الوطنيين المخلصين محبي مصر واستثمار خبراتهم كل في مجاله وإدراكا منا لخطورة الأزمة وانطلاقا من مسئوليتا الوطنية نطرح علي القيادة السياسية استراتيجية عملية ودائمة لمواجهة نقص مياه النيل وضعها خبير المياه المصري العالمي الدكتور مهندس أحمد عبد الخالق الشناوي الخبير الدولي في الموارد المائية وتصميمات السدود وأكد لي في اتصال هاتفي أن لديه كامل الاستعداد للاشراف علي تنفيذها دون مقابل خدمة لمصر والمصريين. وتنقسم استراتيجية الدكتور الشناوي الي قسمين : الأول تجميع المياه المفقودة في مستنقعات جنوب السودان عن طريق 3 قنوات قام الدكتور الشناوي بتصميمها عام 1977 لحساب الهيئة الفنية لمياه النيل التابعة لوزارة الري المصرية وهي : قناة "مشار" لتجميع مياه مستنقعات مشار وتوصيلها للنيل الأبيض. والقناة الشمالية لبحر الغزال لتجميع مياه الأنهار الشمالية الهابطة من جبال "روانزوري وتوصيلها للنيل الأبيض. والقناة الجنوبية لبحر الغزال لتجميع المياه الأنهار الجنوبية الهابطة من جبال "روانزوري". وتوصيلها لبحر الجبل وباستكمال تنفيذ قناة "جوجلي" والقنوات الثلاث يصل لمصر 27.5 مليار متر مكعب مياه بعد استبعاد جميع الفواقد. پوالقسم الثاني من الاستراتيجية يعمل علي توصيل جزء من مياه نهر الكونغو إلي جنوب مصر باعتباره پثاني أكبر نهر في العالم. من حيث إيراده المائي. إلا أن هذه المياه يضيع معظمها في المحيط الأطلنطي. وقام الدكتور الشناوي بتصميم مجري مائي عبر جبال روانزوري يعمل علي تجميع 330 مليار متر مكعب سنويا. وتوصيلها إلي مصر وهو ما يعادل ست مرات حصة مصر من نهر النيل 55 مليار متر مكعب. بالإضافة إلي تصميم 31 سدا صغيرا. علي طول قناة التحويل الهابطة من علي جبال "روانزوري". لتخفيض سرعة اندفاع المياه وتحويل الطاقة الديناميكية لإندفاع مياه إلي طاقة متجددة كهرو- مائية تقدر بأربعة و ثلاثين جيجا وات أي حوالي 27 مرة مثل هذه الطاقة الكهربائية المفروض إنتاجها من محطة الضبعة النووية. وهي طاقة متجددة نظيفة وتعتبر أرخص أنواع الطاقة. يستخدم 4 جيجاوات من هذه الطاقة في تنمية جنوب السودان. ومثلها بدون مقابل للسودان للسماح بعبور هذه الطاقة لمصر. يقول الدكتور الشناوي ان مسئولين كبارا من جهة عليا قاموا بزيارته في مكتبه في ديسمبر 2015 وناقشوه في بعض أفكاره وتفاءل خيرا عندما وعدوه بزيارة ثانية . ولكنها لم تتم حتي تاريخه!!