الشباب هم مستقبل الأمة وعقلها النابض وسر تقدمها ومفتاح تفوقها.. وهم الركيزة الأساسية التي ترتكز عليها الدولة في حاضرها ومستقبلها.. من هنا اتضح اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بالشباب وحرصه علي الدفع بهم في الصفوف الأولي ليحملوا مسئولية مصر جيلاً بعد جيل.. يتبادلون الخبرة ويسلمون الراية لمن يأتوا بعدهم ليقود المسيرة إلي غد أفضل بإذن الله. منتدي شباب العالم الذي أنهي أعماله مؤخراً في شرم الشيخ كان مثالاً حياً لاهتمام مصر بشبابها وعكس نقلة نوعية في الاهتمام بقضايا الشباب وأتاح الفرصة للتواصل بين شباب مصر وأقرانهم من مختلف دول العالم من أجل بناء حوارات مشتركة ورؤي واحدة تجاه العديد من القضايا الهامة التي تشغل العالم والذي يشكل الشباب نسبة كبيرة من شعوبه. شباب مصر في هذا المنتدي أكد للعالم قدرته وعظمته واستطاعوا مناقشة مختلف القضايا التي طرحوها أمام المنتدي بموضوعية كبيرة.. وكانوا أصحاب الفضل الأول في نجاحه وقدموا الأدلة والبراهين علي كفاءتهم وأنهم قادرون علي تنظيم هذا المنتدي سنوياً وبشكل أفضل وأروع. الرئيس السيسي أعرب عن تقديره لشباب مصر في رسالة بعثها إليهم.. أكدت علي نجاح الشباب المصري بجدارة في أن يقدم نفسه للعالم ليناقش بموضوعية ومنطق عظيم جداً خلال المنتدي مع شباب من مختلف الدول مختلف القضايا المطروحة علي الساحة الدولية.. فالمناقشات التي تمت والقضايا التي طرحت أكدت أنكم علي قدر كبير من الوعي والإدراك بكافة مجريات الأمور والقضايا سواء علي المستوي المحلي أو القضايا الدولية. رسائل المنتدي للعالم كانت واضحة وقوية وصريحة وجاءت في مقدمتها ما أعلنه الرئيس بشأن مكافحة الإرهاب واعتباره حقاً من حقوق الإنسان متساوياً مع الحقوق الأخري.. مؤكداً أن الإرهاب ينتهك كل حقوق الإنسان ومقاومته حق جديد اضافه الرئيس في مصر لقائمة حقوق الإنسان فمكافحة الإرهابي هي كفاح من أجل الحياة والبناء والتنمية.. ودحر كل القوي التي تعادي ذلك يكون حقاً من الحقوق الأساسية للإنسان.. وهذه الرسالة تعتبر صفعة قوية لأعداء الحياة وتجار حقوق الإنسان. أرسل المنتدي رسالة قوية ايضا بأن مصر بلد الأمن والأمان وكشف انعقاده ونجاحه علي أرض شرم الشيخ أباطيل المتطرفين.. وبعث للعالم أن مصر تعمل علي جبهتين بنجاح. الأولي للبناء والتعمير والإصلاح والثانية تحمل السلام وتدفع الشر عن الوطن وأهله.. بل تواجه قوي الإرهاب والظلام بالنيابة عن العالم بأسره.. ولديها من القدرات العسكرية ما يؤهلها لحماية أرضها وضيوفها من أي سوء في أي وقت وتحت أي ظرف. ايضا حضور أكثر من ثلاثة آلاف شاب من مختلف دول العالم ولقائهم بالشباب المصري ونقل تجاربهم ولقاءاتهم ومناقشاتهم التي دارت علي أرض مصر سيساعد كثيراً في تصدير الصورة الحقيقية والصحيحة لما يحدث داخل مصر إلي مختلف دول العالم مما سينعكس كثيراً علي حركة السياحة المصرية وسيشجع الكثيرين لزيارة مصر والاستمتاع بشواطئها ومعالمها السياحية المتنوعة. الاستثمار في الشباب هو الاستثمار الحقيقي الذي يحقق عوائد مستقبلية ذات قيمة حضارية تتقدم بها الأمم وتزدهر.. هذا ما أكد عليه الرئيس السيسي في كلمته بختام المنتدي مضيفاً أن العالم بشبابه وقدراتهم وتنوعهم في الكم والكيف يمثل قيمة إنسانية حقيقية يجب الحفاظ عليها وتوظيفها من أجل السلام والازدهار.. ولن يتحقق ذلك سوي بالتكامل بين الثقافات وليس بالصراع بين الحضارات الذي سيجلب المزيد من الحروب والنزاعات. عظيمات مصر.. اللاتي قدمن ابناءهن وأزواجهن فداء لمصر في مواجهة الإرهاب اللعين لم ينسهم الرئيس فقدم لهن الشكر والتقدير علي ما قدموه من أجل أن ينعم أبناء مصر بالأمن والأمان. إعلان الرئيس أنه ضد تعديل الدستور ولن يترشح لفترة رئاسية ثالثة بعد أن يقدم كشف حساب للشعب المصري في ديسمبر المقبل أغلق الباب أمام المزايدين وبرهن علي احترام الرئيس للدستور وتقديره للشعب المصري الذي كلفه واختاره لقيادة سفينة الوطن في وقت عصيب وحساس. لاشك أن منتدي شباب العالم كان ضرورة لخلق منصة تجمع الشباب من مختلف الدول علي مائدة الحوار والنقاش خاصة في هذا الوقت الذي يواجه فيه العالم الكثير من التحديات.. والأخطار التي يكون الشباب طرفاً فيها مثل الهجرة غير الشرعية والاتجار في البشر والبطالة التي تعد سبباً في استقطاب الشباب إلي جماعات الإرهاب والتطرف. علينا أن ندرس باهتمام توصيات هذا المنتدي حتي تخرج لحيز التنفيذ العملي وأن يستعد شباب مصر النابه المبدع للمنتدي القادم ليثبتوا للعالم أنهم قادرون علي الاستمرار في النجاح والتفوق.