في أوائل تسعينيات القرن العشرين قامت أمريكا وبريطانيا ومعهم قرابة 34 دولة بعملية حربية غير متكافئة في الخليج العربي سميت بعاصفة الصحراء لتحرير دولة الكويت الشقيقة وفي الحقيقة ما هي إلا استكمالا لمسلسل جرائم الحرب التي ترتكب باسم السلام علي أيدي من جاءوا بتزييف أركانه ضد العرب والمسلمين.. فأحلوا دماءهم واستباحوا حرماتهم ونتج عن ذلك تدمير كامل للبنية التحتية لدولة العراق والتي كانت بحق إحدي ركائز الأمن القومي العربي. تلك الحرب التي صنع أركانها وكتب سيناريوهاتها الصهيونية العالمية مستغلة الغباء السياسي لقائد العراق آنذاك فأوقعته في فخ الخديعة والهزيمة مرتين.. أولهما خوض غمار تلك الحرب.. وثانيهما بالقضاء عليه وتدمير مقدرات شعبه العظيم.. وليظهر جاليا للعالم أجمع بما لا يدع مجالا للشك كذب ادعاءاتهم التي يتشدقون بها بأعلي حناجرهم في المحافل الدولية بنشر السلام في ربوع العالم وعدم تدخلهم في الشئون الداخلية للدول وهم في الحقيقة يطعنون بخناجرهم المسمومة بواسطة عملائهم الذين زرعوهم في أوصال تلك الدول ظهور بلدان العالم ليستفردوا بثرواتهم ويتقاسموا ولائم نهبهم.. وياللعجب وهم يدعون ان قلوبهم مع العالم العربي والاسلامي في الوقت الذي تنهال قنابلهم عليهم لتدمر الأخضر واليابس في أراضيها. حديثاً في أوائل القرن الحادي والعشرين تبني المحافظون الجدد للامبريالية الأمريكية أفكارا وضع لبنتها الأولي لويس بارنرت لتقسيم العالم العربي إلي دويلات صغيرة تعود بها إلي أزمنة بالية وإلي عصور ما قبل الفتح الاسلامي فتعود مصر مرة أخري فرعونية والعراق بابلية اشورية وسوريا آرامينية ولبنان فينيقية.. ويقود تلك الدول المقسمة والمتشرذمة دولة عبرية قوية تم ارساء قواعدها في غفلة من الزمن بوعد بلفور المشئوم في 1917 بدولة فلسطينالمحتلة ودعمها عسكريا واقتصاديا لتسود المنطقة العربية.. الأمر الذي جعل شيمون بيريز أحد قادة اسرائيل يقول بتعجرف كلمته الشهيرة: لقد جرب العرب قيادة مصر للمنطقة علي مدار نصف قرن.. ولقد حان الوقت لأن يجربوا قيادة دولة اسرائيل لهم.. لينكشف للعالم زيف من كانوا يلقبونه بحمامة السلام وما هو في الحقيقة إلا صقرا صهيونيا خبيث مات كمدا بعد حرب أكتوبر المجيدة. اليوم وللمرة الثالثة يكشف التاريخ ما طوي بين صفحاته مما اعدته قوي الشر العالمية من دول عظمي واقليمية من مؤامرات ومخططات لعالمنا العربي والإسلامي بتشكيل كيانات إرهابية قاموا بتدريبها وتسليحها في الخارج والداخل ثم زرعها في دولنا المنكوبة لتحارب بالوكالة عنهم لتدمير كافة مقومات الحياة ثم تقوم تلك القوة الصهيونية بتجييش قواتها تحت غطاء دولي مزعوم زاعمة بأنهم أتوا للقضاء علي تلك الكيانات الارهابية كتنظيم القاعدة وداعش وغيرهم.. ثم تقوم بعلاج مصابي تلك الكيانات والتنظيمات الارهابية في مستشفيات اسرائيل.. غير انه يأبي القدر الا ان يكشف زيف ادعاءاتهم وتظهر الأحداث بعد استرداد جيوش الدول العربية في سورياوالعراق وليبيا وجود أسلحة مع هذه الكيانات الارهابية من صنع القوي العظمي خلفها الارهابيون وراءهم بعد هروبهم وسحقهم وما خلفته احداث تطهير جبل الحلال في سيناء المصرية مما لم يكشف الستار عن معظمه حتي الآن.. حيث استطاع الأبطال أحفاد أحمس تحت قيادة رئيسها عبدالفتاح السيسي من الاستيلاء عليه من معدات وأسلحة وأجهزة حديثة عالية التقنية وأسر العديد من جواسيس وضباط مخابرات القوي العالمية مما حذا برؤسائهم بالهرولة للتفاوض مع القيادة السياسية لمصرنا الحبيبة. وأخيراً وليس بآخر ما كشفت عنه الأحداث الأخيرة للضربات الأمنية القوية لجيش وشرطة مصر المحروسة في القضاء علي بؤر الإرهاب بالواحات المصرية غرب الفيوم ثأراً لشهدائنا من رجال الشرطة البواسل بالكيلو 135 وأظهر نتائج العمليات العديد من الأسلحة والمعدات التي تم إمداد هؤلاء الخونة بها ومن أخطرها المتفجرات شديدة الانفجار مثل مادة "C4" والتي تتفرد دولتان فقط في انتاجهما عالميا احدهما عظمي والأخري اقليمية. وفي النهاية أقولها وبحزن وأسي شديدين ان أكبر مؤامرة تعرض لها الوطن العربي هي تجريد كلمة مؤامرة نفسها من معناها ومدلولاتها حتي غدت وأصبحت لا تستدعي الحذر منا كلما تم ذكرها علي مسامعنا.. وانني لاتساءل هل انخفض منسوب الكرامة العربية إلي درجة أصبحنا عاجزين فيها لا عن تكوين قوة عربية مشتركة لتشن حربا عسكرية علي أعدائنا بالرغم مما اشتريناه وكدسناه من أسلحة متطورة بل وعاجزين أيضاً عن مقاطعة بضائع استهلاكية نشتري بها مذلتنا ونصنع بها قوتهم.. وهل حان الوقت بأن نقوم بتوحيد العرب والمسلمين تحت راية وعلما واحد نرفعه جميعا أمام العالم لنقول لتلك القوي الصهيونية والامبريالية العالمية أبداً لن نكون بعد اليوم أذلاء ولا أغبياء!! وصدق الله سبحانه وتعالي يقول: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخير ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم" صدق الله العظيم.