لم تهدأ حتي الآن.. التحليلات والاجتهادات المختلطة بمختلف المشاعر والتوجهات حول حادث الكيلو 135 طريق القاهرة - الواحات. لم تنتظر "الجمهورية".. انطلقت بمحرريها ومصوريها إلي مسرح الأحداث في مهمة كشف الحقائق ودحض الشائعات المغرضة التي حاكها أرباب الفتنة ومنصات الشر "الإعلامية". هدفنا.. ازاحة سحابات التشكيك والدخول مباشرة إلي عمق الأحداث.. واستكشاف طبيعة المنطقة وما حولها. لم تقف "الجمهورية" عند هذا الحد وإنما انطلقت تبحث عن دروب الإرهاب التي يسلكها فئران الإرهاب انطلاقا من حدودنا الغربية.. وتربصا بأهدافنا الاستراتيجية ومواقعنا الحيوية. بدأنا رحلتنا عبر مدينة 6 أكتوبر حيث بداية الطريق إلي الواحات الذي يمتد بطول 340 كيلو مترا. من خلفنا.. كل مظاهر الحياة المدنية الصاخبة.. جامعات.. مستشفيات.. مولات.. مبان وانشاءات طرق وأرصفة.. مساكن مختلفة الألوان والطرز والمستويات.. لنجد أنفسنا أمام تحويله مرورية هي الخط الفاصل بين حياة مملوءة بالحركة والعمران في أكتوبر إلي عالم آخر من صحراء تمتد مدي البصر تكاد تنعدم فيها مظاهر الحياة والخدمات. أول ما يصادفك أكوام "الرتش" الناتج عن انتفاضة الدولة المصرية ضد أصحاب النفوذ والسلطان الذين استحلوا أراضي الدولة فأحالوها إلي "عزب" و"أطيان".. فلما عادت الدولة المصرية أزالت بكل قوتها أسوار الانتهازية والمال الحرام التي أحاطوا بها عزبهم وأطيانهم. ووبامتداد الطريق.. لا يقطع بصرك إلا بعض لافتات لمواقع شركات بترولية تستكشف ما في باطن هذه الصحراء من خير وثروات في مساحات شاسعة مسطحة ومكشوفة. استطلعت "الجمهورية" مشاهدات بعض العاملين بمواقع الخدمات المتاخمة لمسرح الأحداث. أكدوا ان الحملات الأمنية تتواصل علي الطريق من آن لآخر وأنهم رصدوا قبل الحادث بيومين تحركات أمنية استهدفت محيط المنطقة وتبين بعد ذلك ان هذه التحركات كان هدفها استطلاع المنطقة وتحديد نقاط تمركز العناصر الارهابية. قالوا انه بعد ظهر الجمعة الماضية وبالتحديد في الثانية بعد الظهر ظهرت سيارات الشرطة وبعض المدرعات وتواجدت القوات بشكل مكثف علي "مدخل مدق" الكيلو 135 وشقوا طريقهم إلي قلب الصحراء لتدور معركة شرسة بين الشرطة والإرهابيين. انطلقت سيارة "الجمهورية" تتقصي آثار الحملة الأمنية ومسارها حتي مسرح الأحداث.. علي يسار المدق كانت العلامة "عامود حجري" تم زرعه دليلا علي مسار المدق فيما تحدد يمين المدق بأكوام من الزلط والرمال ناتج المحاجر. عبرنا خط السكة الحديد الذي يربط مناجم الحديد من الواحات إلي مصنع الحديد والصلب بالتبين. توغلنا بالسيارة نرصد تضاريس المنطقة ومحيط مسرح الأحداث. علي جانبي المدق وبامتداده تشكلت تلال مرتفعة من ناتج "هز" الزلط وإلي جوارها تشكلت مناطق منخفضة شديدة الوعورة تتكرر بلا توقف بامتداد البصر.. وهذا هو الطريق إلي "مسرح الأحداث". التفاصيل غدا.. في ملف خاص ل "الجمهورية"