پ وأنا أقلب صفحات الجرائد الصادرة قبل يومين استوقفني خبر حملت سطوره تصريحاً لمصدر مسئول بمديرية أمن الجيزة.. قال إنهم دفعوا بأكثر من 100 كاميرا تم تثبيتها علي أكتاف ضباط المرور. لمراقبة المخالفات الموجودة في شوارع وميادين المحافظة.. الهدف كما فهمته رغبة في التطوير مبنية علي رصد الواقع علي الأرض "صوت وصورة".. تسجيل طريقة معاملة الضباط للمواطنين علي مدار ساعات الخدمة جزء من الهدف.پ لم تغادر نظارة القراءة الخبر. فيما انطلق خيالي. رغماً عني. وإذا بي أري في حلم يقظة كاميرا علي كتف كل معلم. في كل مدرسة. تسجل حضور الجسد. وغياب الضمير لدي كثيرين. أصابتهم فوق ذلك أعراض ضعف مهني بدت واضحة علي طريقة الشرح الذي يخلو من فهم مستنير. أو قدرة علي توصيل المعلومة. أو حتي رغبة في توصيلها.. في الحلم كانوا يهرولون بعد المدرسة. علي أكتافهم الكاميرات. ومعهم نفس الطلاب إلي "سناتر" الدروس الخصوصية.. نهاية اليوم يتحسسون جيوبهم المنتفخة. وكل صباح يطلبون النظر بعين الرحمة إلي "كادر الأجور¢ .. وزير التعليم يطلق التصريحات.. علي كتفه كاميرته. وأمامه الكاميرات. يؤكد أن ترقيات. وزيادة رواتب في الطريق.!!پ في الحلم. كاميرا علي كتف طبيب في ساعات الخدمة. بمستشفي تأمين صحي.. عينه علي الساعة. وعين الكاميرا علي مريض مُسن يجلس أمامه. بعد أن افترش الأرض منذ الصباح بانتظار دوره. وحينما ابتسم له الحظ بالدخول. لم يجدپ فرصة للكلام.. دقيقتان أو ثلاث علي الأكثر زمن الكشف.. الروشتة أغلبها أدوية ناقصة.. يخرج مريض. يدخل آخر. يمر الوقت.. يسرع الطبيب إلي مستشفي خاص.. منه إلي عيادته في المساء.. ينام ويصحو.. يبدأ يومه وينهيه. بنفس التفاصيل.. وربما بنفس الأخطاء الطبية.. يطالب بتعديل كادر الأجور.. يستشهد بدول تحترم الطب. وتقدر رسالته الإنسانية.!! تظل الكاميرات علي أكتاف الموظفين هي الأكثر إرهاقاً لمن لديه الوقت. والمثابرة علي متابعة. وتفريغ ما ترصده.. أدراج "مفتوحة" في بعض المكاتب.. تعقيدات إدارية تنفك عقدتها بقدرة قادر. فور أن تعرف الأيادي طريقها إلي الأدراج .. كثيرات هنا وهناك تلاحق الكاميرات براعتهن في سرد الحكايات. وسرعتهن في تقطيف أوراق الملوخية. و"تقميع" البامية. برغم ضيق ساعات العمل.. ضعف الرواتب. والعلاوات التي لا توازي المتاعب. شكاوي متكررة.!! أفقت من حلم اليقظة. ولكني لم أفق من سؤال هز رأسي : ولماذا لا يتحول الحلم نفسه إلي حقيقة ؟ .. نعم. وما المانع في استحداث كاميرات بكل المواقع الخدمية. ترصد طريقة التعامل مع المواطنين. ودرجات الالتزام في تأدية الخدمة. بالشكل المطلوب. وفي الوقت المحدد. ودون تجاوزات؟.. نحتاج كاميرات في الفصول.. داخل المستشفيات العامة.. مزروعة في كل مكان داخل المصالح الحكومية.. ودواوين الوزارات.. تتابع ما يجري في المحليات.. ماذا لو كانت خطوة أولي. نحو "سيستم" متكامل يربط كل هذه المواقع بغرف عمليات مركزية ترفع تقارير أسبوعية للمسؤولين بمعدلات الأداء. والمخالفات. وتفعيل لائحة "ثواب وعقاب". تكافئ الشرفاء. والمجتهدين. وتردع المهملين. والفاسدين؟ .. يا سادة. ابحثوا عن الأفكار الجديدة خارج الصندوق.. ضعوا أيديكم علي أوجه القصور. وابحثوا لها عن حلول.. في تكنولوجيا العصر جديد باستمرار.. ما أحوج مشاكلنا القديمة. لطرق علاج حديثة.پ