في تناول جريء ضم رموز الصحافة القومية في مصر ناقش الإعلامي أحمد موسي في برنامجه "علي مسئوليتي" أوجاع الصحف القومية ومعاناتها علي مدار السنوات الماضية من إهمال الحكومات المتعاقبة وعدم وجود الإرادة لتطويرها مرورا بتراكم الديون والفوائد البنكية وصولا إلي حملات التشويه الممنهجة علي أيدي العملاء والخونة في محاولة للقضاء علي هويتها وتجريد الدولة من أهم أذرعها الاعلامية. وبحث الاعلامي أحمد موسي دور الصحافة الوطنية خلال الفترة الراهنة في ظل المؤامرات التي تحاك ضد الوطن كما تطرق لعدد من القضايا الشائكة التي تواجه الصحفيين في حوار ساخن وصريح مع الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة وعبدالمحسن سلامة نقيب الصحفيين ورئيس مجلس ادارة الأهرام وعبدالرازق توفيق رئيس تحرير "الجمهورية" وخالد ميري رئيس تحرير الأخبار الذين كشفوا عن خطة الإصلاح للعبور إلي بر الأمان واعادتها لدورها الريادي والتنويري في تشكيل الوعي القومي والثقافي للشعب المصري. أكد الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة ان المؤسسات القومية باتت كتابا مفتوحا أمام الرأي العام معروفا للجميع مكاسبها وخسائرها ونسب توزيعها وأصولها واصداراتها بعد ان كانت من "الأسرار الحربية" مشيرا إلي نجاح الهيئة علي مدار ال 3 شهور الماضية في تحديد نقاط الضعف والقوة لكل مؤسسة والعمل عليها في اطار خطة الإصلاح والتطوير وان القيادة السياسية والحكومة تقف خلف الصحافة القومية لعلاج المشكلات التي تعرقل مسيرتها والتي يأتي علي رأسها مشكلة الديون المتراكمة والفوائد البنكية اضافة إلي التشويه المتعمد من وسائل الاعلام المأجورة والتي تسعي لتجريد الدولة من أذرعها الاعلامية مضيفا ان ديون الصحف القومية وصلت إلي 19 مليار جنيه نتيجة تضخم الديون وفوائد البنوك المتراكمة بعدما كانت تغطي الايرادات نفقاتها قبل .2011 وقدم رئيس الهيئة الوطنية الشكر إلي الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل لدعمهما للصحفيين والاستجابة لمطالبهم موكدا انه لن ينصلح حال الاعلام بشكل عام الا إذا انصلح حال الصحافة القومية مؤكدا ان الصحف القومية تدافع عن الدولة المصرية وليس النظام ولابد من عودة ملكيتها لصاحبها الأصلي وهو "القاريء" وقد تم تحديد مهلة 3 سنوات لتنفيذ خطط الإصلاح والا سيكون هناك البديل وهو أمر مخيف. إسقاط الديون.. ضرورة من جانبه أكد عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس ادارة الأهرام علي ضرورة اسقاط الديون حيث تم الاتفاق من قبل علي اسقاط ضرائب ما قبل 2005 وهو الجزء الأكبر علي ان تقوم المؤسسات بسداد ما بعد ذلك مشيرا إلي ان صافي ودائع الأهرام قبل 2011 كان 525 مليون جنيه تحولت إلي 6.1 مليار جنيه ديون بنوك وتأمينات وموردين وصندوق عاملين بفوائدهم وهو حال جميع المؤسسات القومية وقد بات من الضروري تدخل الحكومة لتقديم الدعم اللازم لحين تنفيذ خطة الإصلاح التي تم الاتفاق عليها مع الهيئة الوطنية للصحافة مشيرا إلي أن المؤسسات القومية تقدم واحدة من أهم السلع المدعومة حيث تتحمل فارق دعم يصل في النسخة الواحدة إلي 5.5 جنيه واصفا مطالبات البعض بزيادة سعرها إلي 7 جنيهات خطر يضر الأمن القومي ويفسح المجال أمام "قوي الشر" التي تريد السيطرة علي الاعلام. ومن جانبه أكد الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق رئيس تحرير "الجمهورية" ان الصحافة القومية اصابتها الشيخوخة وغابت عنها الرؤية والإرادة فسمحت ل "الخاصة" بالظهور علي الساحة مستشهدا بمؤسسة دار التحرير التي استفاقت مؤخرا وبدأت تواكب الحدث بشقيه الاداري والتحريري بعد سنوات طويلة من غياب التطوير مشيرا إلي أن "الشرقية" تعد أول شركة في مصر لاعلانات النيون إلا انها تراجعت مع الإهمال كما ان المنتج التحريري لم يكن بالكفاءة لجذب المعلنين ولأن "الجمهورية" جريدة الشعب وقراؤها من البسطاء ومحدودي الدخل لم يعد بمقدور المواطن شراءها خاصة مع التدهور الاقتصادي بعد 25 يناير مما أثر علي نسب التوزيع وجميعها كان لها تأثير سلبي علي الصحف القومية ولذلك بدأنا في تغيير المضمون بتقديم منتج ثقافي وتقارير أجنبية وتحقيقات استقصائية تلبي احتياجات جميع القراء من مختلف فئات المجتمع. وأضاف ان الشركة المصرية كانت تحقق أكثر من 200 مليون جنيه سنويا لا نحقق 50% منها الآن بل واضطررنا لتقليل سعر الاعلان وتتحمل المؤسسة ديون قديمة تجاوزت اكثر من مليار جنيه بسبب الفوائد البنكية ورغم ذلك نسعي للخروج من تلك الأزمات من خلال أفكار جديدة خارج الصندوق بدأنا تنفيذها علي أرض الواقع لاكتساب ثقة الشارع من جديد حيث بدأنا بتطوير أدواتنا تحريريا واعلانيا كما وكيفا بالاعتماد علي الشباب في كافة القطاعات وضخ دماء جديدة قادرة علي التطوير ودفع العجلة للأمام. وأكد عبدالرازق توفيق ان دور الصحف القومية بات ضروريا في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ مصر في ظل مؤامرات داخلية وخارجية تحاك ضد الوطن وعلينا التسلح بالوعي في هذه الفترة العصيبة لمكافحة الإرهاب والوقوف خلف الدولة ورأس النظام الذي يتعامل بشفافية غير مسبوقة في كافة القضايا وان نقوم جميعا بمكافحة الفساد مع الدولة بعيدا عن التربص وشغل "الصحافة الصفراء" بروح "دق جرس الانذار" وتشخيص الخطر لمواجهة الأزمات. أشار رئيس تحرير الجمهورية إلي أن التحدي الحقيقي للصحف القومية في ظل انتشار المواقع الاكترونية يكون بالانفرادات والملفات والتحقيقات المميزة والرأي من مختلف وجهات النظر مع الالتزام بالحياد والمهنية وتقديم صحافة وطنية صادقة جاذبة مستشهدا بتجربة ناجحة علي يد الكاتب الصحفي الكبير محسن محمد الذي رفع توزيع "الجمهورية" إلي 2.1 مليون نسخة يوميا بعد أن كانت 140 ألفا فقط مؤكدا ان هناك حالة تطوير شامل في "الجمهورية" تشهده منتصف أكتوبر الجاري للاشتباك مع قضايا المجتمع لتطعيم المواطنين ضد أمراض وحروب الجيل الرابع كما قمنا بتخصيص صفحات يومية لخدمة القاريء تحت عنوان "سيادة المواطن احنا معك" حيث نستقبل الشكاوي علي الخط الساخن ونقوم بمتابعتها وحلها مع المسئولين وشهدت صفحات الرياضة والحوادث تطورا ملحوظا في الشكل والمضمون والإخراج بالاضافة إلي الانفتاح علي العالم الخارجي. وتطرق خالد ميري رئيس تحرير الأخبار إلي أسباب تراجع دور الصحافة الورقية مؤكدا ان هناك سببين للتراجع الأول يكمن في فوضي الادارة وتدني الحالة الاقتصادية العامة بعد 2011 وتراجع نسبة الاعلانات والتوزيع والثاني هو حملات التشويه الممنهجة للصحافة القومية من جماعات الإخوان الإرهابية التي حاولت ضمها لتكون بوقا اعلاميا لها والشائعات التي انطلقت حول تأثير المواقع الالكترونية علي مستقبل الصحف الورقية. أشار إلي أن الأمل موجود في عودة ثقة الشارع بالمصداقية ونقل الحقائق المؤثرة في الرأي العام إلي جانب دعم الدولة مستشهدا بما قامت به فرنسا من تخصيص 600 مليون يورو بما يوازي 15 مليار جنيه في عام واحد لدعم الصحف الورقية باعتبارها وسائل اعلام مملوكة للشعب وتخدم الدولة لافتا إلي ان الحكومة ستكون المستفيد الأول من تحرير أراضي وأصول الصحف القومية.