وجه الأسطورة الكروية دييجو أرماندو مارادونا رسالة حب كبيرة إلي جماهير الكرة المصرية عبر جريدة "الجمهورية" مطالباً فيها عشاق الساحرة المستديرة بضرورة الوقوف خلف منتخب بلادهم من أجل التأهل إلي كأس العالم "مونديال روسيا 2018" من خلال مباراة مصر المقبلة مع منتخب الكونغو في الجولة قبل الأخيرة من التصفيات ليس في تلك المباراة وحسب بل دعم المنتخب مهم للغاية في الجولة الأخيرة ضد منتخب غانا. قال مارادونا لجماهير الكرة المصرية : "أتمني وصول منتخبكم لنهائيات كأس العالم التي تعتبر احتفالية رائعة وأتمني أن تكون مصر حاضرة وأن تستمتعوا بمباريات متميزة في روسيا 2018". وقبل أن يتحدث مارادونا عن تفاصيل فنية خاصة بالمنتخب المصري أكد علي رغبته الكبيرة في زيارة مصر التي لم يسعد بزيارتها مطلقاً وأنه سمع وقرأ الكثير عن مصر وتاريخها العريق سواء من خلال كتب التاريخ أو صديقه المصري ومترجمه الخاص محمد النجار. تحدث مارادونا مع "الجمهورية" في العديد من الجوانب التي تخص المنتخب المصري قائلا : "الوصول للمونديال ليس بالأمر السهل وإذا نجح المنتخب المصري في التأهل إلي روسيا 2018 فلن يكون بسبب مواطني كوبر ولكن لرغبة اللاعبين أنفسهم في ذلك بعيدا عن أفكار المدرب الأرجنتيني وخططه وطريقة لعبه التي لم تعجب عشاق كرة القدم المصريين". أضاف : "تابعت عن قرب مدي عشق الجماهير المصرية لكرة القدم من خلال مباراة الأهلي مع روما الايطالي في ملعب استاد هزاع بن زايد في مدينة العين ورأيت بعيني كيف كان ملعب المباراة بالكامل مغطي باللون الأحمر . وسجلت لقطات منها علي موبايلي الخاص وهذه الجماهير الكبيرة بالتأكيد لديها رغبة في مشاهدة فريق ومنتخب بلادها يقدم لها المتعة الكروية وهو ما يفتقده المنتخب حاليا وعلي حد علمي من خلال تواجد الصديق المصري معي بشكل دائم وهو محمد النجار المترجم الخاص بي والذي من خلاله نتحدث كثيرا عن الكرة المصرية وجماهيرها ومدي عشق الناس لها". * وهل تتابع اللاعبين المصريين؟ ** هناك أسماء لامعة حاليا في سماء الكرة المصرية ولابد في هذه الحالة من ذكر اسم محمد صلاح الذي يقدم كرة جميلة وهو علم مصر الذي يلوح ويرفرف دائما خارج حدود بلاده وهو من منح الفرصة لفتح مجال الاحتراف لعدد كبير من اللاعبين المصريين للانطلاق نحو الاحتراف بالخارج وهو لاعب يقود منتخب بلاده بمنتهي القوة والجرأة نحو هدف رائع ويحاول تقديم المتعة الكروية لكن هذه المتعة يجب أن تكون مقرونة في نفس الوقت بأفكار تدريبية تساهم في جعل مدرجات مصر الكروية تشتعل حماساً وحباً خلف هذا المنتخب وما يفعله محمد صلاح تمنيت أن يفعله الثنائي الإماراتي عمر عبدالرحمن لاعب نادي العين وأحمد خليل لاعب نادي الجزيرة وهما من العناصر الهجومية القوية للغاية علي مستوي القارة الآسيوية بأن ينطلقا للاحتراف بالكره الأوربية سواء في إسبانيا أو إيطاليا لكي يفتحا المجال لبقية اللاعبين الإماراتيين وحتي تتحقق الاستفادة الشاملة من الاحتراف الخارجي للكرة الاماراتية". * وما الذي يعجبك في محمد صلاح؟ ** لاعب موهوب يمتلك سرعة فائقة ومهارات عالية وهو رجل المرحلة في الكرة المصرية وشاهدت معه الكثير من الأهداف التي سجلها مع ناديه السابق في إيطاليا في صفوف روما الايطالي ولم ينجح روما حتي الآن في ايجاد البديل الذي يستطيع ملء الفراغ الكبير الذي تركه صلاح به رحيله". * بشكل عام .. ما هي نصائحك للاعب المصري من أجل الاحتراف في الدوريات العالمية الكبري؟ ** اللاعب المصري لابد أن يحارب كثيراً في مجال الاحتراف الخارجي والثقافة المصرية مختلفة تماما عن الاوربية والعادات والتقاليد أيضا والتأقلم مع أجواء مختلفة وقلبي مع محمد صلاح في تنقلاته الأوروبية المختلفة فعندما بدأ يتأقلم مع الكرة السويسرية من خلال نادي بازل انتقل لفترة بسيطة الكرة الانجليزية في نادي تشيلسي ثم انتقل للكرة الايطالية مع ناديي فيورنتينا وروما وعندما بدأ يجد نفسه تماما بالدوري الايطالي من خلال هذين الناديين عاد وبقوة للدوري الانجليزي العنيف مع نادي ليفربول وهنا تكمن الصعوبة خاصة وأن ذلك يمثل عبئا كبيرا علي اللاعب نفسه لكي يزيد من طاقته وجهده وهو ما أشكر عليه اللاعب محمد صلاح في فتراته الاحترافية المتنوعة". "نيمار كسبان .. وبرشلونة خسران" * في رأيك هل تأثر فريق برشلونة بعد ترك نيمار صفوفه؟ ** ترك البرازيلي نيمار لفريق برشلونة ترك فراغا كبيرا في صفوف البرسا الفريق الاسباني لايملك حالياً ولا نصف لاعب في امكانيات نيمار ولكن أري أن اللاعب كان يشكل ثلاثياً مرعباً مع ميسي وسواريز ونعلم جميعا أن الكرة الذهبية كانت دائما بين ميسي ممثلاً لبرشلونة وكريستيانو رونالدو مع ريال مدريد وهناك لاعب ثالث كان يناور عليها دائما وهو الحارس الألماني نوير ولكن الآن التوزيع بشأن الكرة الذهبية سوف تختلف حيث ستكون بين ميسي ورونالدو وينضم اليهما نيمار قادماً من الكرة الفرنسية والفرنسيون لايحبون الخسارة ويالتالي فإن وجود نيمار مع باريس سان جيرمان سيمنحه فرصاً قوية للمنافسة علي اللقلب العالمي. "التانجو" في دراما مؤسفة!" * عندما فتحت مع مارادونا ملف الكرة الأرجنتينية وما تعيشه في الفترات الحالية صمت كثيرا وكادت عيناه أن تدمع لأنه في لحظات سريعة تذكر كأس العالم 1968 وحصول الأرجنتين تحت قيادته علي لقبها في المكسيك ولكن ما تعانيه كرة التانجو حاليا بعدم التأهل لروسيا 2018 يمثل صدمة كبيرة للأسطورة مارادونا حيث كانت أول عبارة قالها لي : " إنها دراما مؤسفة". * ماذا عن مشروع الكرة الأرجنتينية؟ ** مشروع الكرة الارجنتينية يصل إلي مرحلة الموت الكامل فلا توجد المبالغ المالية الكافية للصرف علي الكرة الارجنتينية في الوقت الراهن ولاتوجد خطط ترسم المستقبل بالشكل المناسب. * ولماذا وصلت الأمور إلي هذا المنحدر؟ ** الكثيرون من القائمين علي أمور الكرة الأرجنتينية لايفهمون شيئا في الكرة وهذه آفة كبيرة حيث ضاعت هيبة الكرة الارجنتينية في العالم بسبب تلك العقليات وهذه الأفكار والخطط البالية وبكل ألم وحزن تخاطر الارجنتين بتاريخها الكبير بأن تكون خارج المونديال المقبل وهي صدمة لن يستطيع الكثيرون من عشاق التانجو تحملها. * تتحدث عن الكرة الأرجنتينية بحزن؟! ** حزني علي الكرة الارجنتينية أم من سرق أموال اللعبة ومتعتها يعيشون أحرارا دون عقاب وهذه مأساة كبري تعيشها ملاعب الارجنتين التي كانت مليئة من قبل بالمواهب ونوابغ اللعبة ولكن هذه المواهب ماتت حالياً ومن الصعب في ظل الظروف الراهنة أن تستفيق من سباتها مجددا. "لا قيمة للمدرجات بدون جمهور" * في مصر هناك أزمة في حضور الجمهور للمباريات .. وفي المسابقات المحلية المدرجات بلا جمهور.. كيف تري هذا؟ ** الملاعب لها من يحميها وأقصد بذلك النواحي الأمنية لكن أن تقام مباريات بدون جماهير فهذا لا يصدق بل في هذه الحالة يجب إلغاء الكرة لأن متعة الكرة في جماهيرها التي تعتبر فاكهة الملاعب بشكل عام ومن يتواجد في أرض الملعب ولايجد جمهورا تضيع نصف طاقته وحماسه مهما كانت المغريات لذلك أطلب من القائمين علي الكرة المصرية ضرورة علاج هذه النقطة لكي ترتقي اللعبة وتنتشر بشكل إيجابي. "النموذج الإماراتي" * كيف تري الامارات من خلال اقامتك فيها؟ ** دولة الامارات العربية المتحدة نموذج مثالي للتعايش السلمي في العالم أشعر أنني في بيتي طالما أنني تحت سماء دولة الإمارات وفي حياة آمنة تماما ولاتوجد مضايقات مثل تلك التي نراها في الكثير من البلدان العالمية أضف إلي ذلك نجاح هذه الدولة في أن يعيش تحت سمائها هذا العدد الهائل من الجنسيات العالمية يحرصون جميعا علي عدم مخالفة القانون .. أصبحت أشعر أنني مواطن إماراتي وهذا شرف كبير لي ووجدت بين أفراد هذا الشعب كل الحب والتقدير. * ما لا يعرفه الكثيرون أن مارادونا يعيش بشكل دائم في دبي ومستمتع بحياته بشكل غير طبيعي لدرجة أنه يقضي أغلب أيام السنة بدبي وهو متواجد بها منذ 5 سنوات تقريبا حيث كانت بدايته عندما قام بتدريب نادي الوصل لموسم واحد ثم عمل سفيرا لدبي في الرياضة. وعاد مؤخرا بعد غياب عن الملاعب ليقود فريق الفجيرة في دوري الدرجة الأولي الذي ينطلق في نوفمبر أملا في عودة هذا الفريق لدوري المحترفين الإماراتي. * ما السبب في عودتك للملاعب ومع فريق درجة أولي؟ ** أعشق كرة القدم وبالتالي أجد نفسي بين عشب الملاعب وهذا ما دفعني إلي الموافقة علي العمل بالدرجة الأولي وأعتبر فريق الفجيرة مشروعي القادم للعودة به لدوري المحترفين.