بعد تراجع المدارس عن دورها الاساسي.. تفشت ظاهرة الانفلات في القيم والأخلاق بين الطلاب في العديد من المدارس بجميع المراحل التعليمية. أكد خبراء التربية ان الاعمال الدرامية والبرامج والأعمال المسرحية من العوامل الأساسية التي ساعدت علي انتشار الانفلات الأخلاقي حيث امتلأت بالعنف وتعمل علي إهدار قيمة المعلم. أشاروا إلي ان الحل الوحيد لعلاج هذا الانفلات هو عودة هيبة المعلم في الفصل التي لا تعود إلا من خلال عدة عوامل أهمها زيادة رواتب المعلمين وتكليف خريجي كليات التربية لأنهم أكثر معرفة بالتواصل مع الطلاب أضافوا انه من الضروري تقليل الكثافة الطلابية في الفصول وعودة الأنشطة التعليمية وتعليم الطلاب البطولات الوطنية ليكون لديهم ولاء وانتماء لوطنهم وإكسابهم القيم الأخلاقية من خلال دروس التربية الدينية التي يجب ان تشتمل علي مواقف وأحداث وليست معلومات فقط يحفظها الطالب. قال د.عادل سرايا عميد كلية تربية بالعريش يجب إعادة هيبة المعلم وكرامته لمعالجة اي انفلات أخلاقي حدث لبعض الطلاب داخل المدارس مؤكداً انه يوجد العديد من الأسباب وراء افتقاد المعلم لوقاره واحترامه منها المسلسلات والبرامج والمسرحيات التي تنظر للمعلم نظرة دونية وتهدر قيمته. أشار الي ان المعلم نفسه تنازل عن أمور كثيرة عند الدروس الخصوصية حتي ولو كان مضطرا لذلك ولكنه انهي مكانته عندما سار في هذا الطريق مضيفا ان الوزارة ايضا لها دور في إعادة هيبة المعلم مرة أخري من خلال تدعيمه دائما ليحصل علي مكانته الاجتماعية وبالتالي يحترمه الطلاب ويستطيع التأثير فيهم وإكسابهم القيم الحميدة. قال د.خالد فرجون عميد كلية تربية سابقا بحلوان ان القضاء علي الإنفلات الأخلاقي الذي يحدث داخل المدارس يحتاج للرجوع الي تحقيق الهدف من التعليم وإكساب الطلاب القيم والأخلاق والمبادئ السامية قبل إمدادهم بمعلومات علمية حيث ان الوزارة تسمي وزارة التربية قبل التعليم . أوضح د.خالد ان الحل يبدأ من الوزارة التي من واجبها رفع شأن المعلم الذي يربي أجيالاً من خلال تحسين راتبه حتي لا يضطر الي اللجوء للدروس الخصوصية ومعاقبة المخالف بفصله من عمله مضيفاً انه منذ سنة 1998 لا يتم تكليف خريجي كليات التربية ويتم الاستعانة بخريجي الكليات الأخري مما أثر علي الطالب والقيم التي يكتسبها خلال الدراسة حيث ان خريج كلية التربية يدرس كيفية التعامل مع الطفل والمراهق وجميع مراحل النمو وأمور كثيرة في التعامل مع الطالب لا يدرسها خريجي الكليات الأخري. أضاف ان التعليم اصبح عند بعض أولياء الأمور تباهي وتفاخر حيث يقدم بعضهم لأبنائهم في مدارس أجنبية وجامعات خاصة للتفاخر فقط بتلقي ابنه العلم في هذه المدارس والجامعات الكبيرة مؤكداً ان هذا يعمل علي شعور الطالب بعدم وجود مثل اعلي له يتخذه قدوة سواء بالمنزل أو المدرسة وبالتالي يلجأ إلي اي شخص قد يكون غير مناسب او يدله علي طريق خطأ ومن هنا تبدأ مشكلة أخري في الأخلاق. قال د.حسن شحاتة استاذ المناهج بتربية عين شمس ان المدرسة تعتبر أحدي المؤسسات التربوية المعنية بتربية التلاميذ واستزراع قيم إنسانية وأخلاقية جديدة . أشار إلي انه يجب تخصيص وقتا للطلاب لمناقشة القضايا المعاصرة والأحداث الجارية حتي ينفتح الطالب علي المجتمع ويكن علي دراية بكل ما يحدث حوله ومعرفة كيفية تقويم عيوب المجتمع مضيفاً ان تكون دروس التربية الدينية تشمل مواقف وسلوكيات ليتعلم من خلالها الطالب كيفية التعامل مع المواقف المختلفة في حياته ويكتسب سلوكيات اخلاقية سليمة وليس فقط إمداده بمعلومات دينية يحفظها. أوضح انه من الضروري تعليم الطلاب قصص البطولة والشهداء. من أجل الوطن ليكون الطالب منتميا لوطنه ومقدراً لقيمته. قال د.عبدالله سرور استاذ الأدب الحديث بالإسكندرية ان المشكلة الأساسية في تدني أخلاق بعض الطلاب داخل المدارس هي المدرسة التي لا تقوم بدورها في توجيه الطالب بشكل سليم.