أكد الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق رئيس تحرير "الجمهورية" أن الإدارة الأمريكية لم تدرك حتي الآن رسالة الشموخ والكبرياء التي أرساها المصريون في ثورة 30 يونيه. وأن قرار خفض المعونات الذي اتخذته يبدو غامضاً.. ومبهماً وأن علي إدارة دونالد ترامب إصلاح ما أفسدته الإدارة السابقة برئاسة باراك أوباما. تحدث عبدالرازق توفيق بصراحة في ندوة عقدها موقع "مبتدا" الإخباري أمس.والتي ادارها الكاتب الصحفي محمود بسيوني مدير تحرير الموقع وتأتي ضمن سلسلة من الندوات التي تسعي للخروج بتوصيات لتطوير الإعلام.. فقال إنه يري الصحافة القومية شاخت وفقدت الكثير من بريقها القديم وذلك بسبب المجاملات في اختيار القيادات الصحفية التي تتولي المسئولية. إذ جاءت الاختيارات كلها من بين مجموعة من الموالين والموافقين علي كل شيء في حين ابتعدت الكفاءات عن المشهد. وتابع: "علينا أن نعترف بوجود مشكلة كي نستطيع حلها. لاتزال الفرصة قائمة أمام الصحافة القومية لاستعادة ريادتها مصرياً وعربياً. مشكلتنا الكبيرة تكمن في الفردية والاعتماد علي شخص واحد. كل من يشغل منصباً يأتي بالموالين له والمقتنعين بآرائه وتوجهاته ولا يريد أن يسمع صوتاً مخالفاً وهذه مصيبة كبري. ولعل أكبر دليل علي أن المؤسسات الصحفية القومية مميزة ومؤثرة وبها كفاءات مهمة هو أن تجربة الصحف الخاصة نجحت نجاحاً كبيراً بفضل أبناء المؤسسات القومية. ومن ينظر إلي الأسماء التي قامت علي أكتافها مؤسسات صحفية خاصة مهمة جداً وفاعلة وذات تأثير في الشارع المصري يدرك جيداً قيمة الصحافة القومية ومواهبها الفريدة". أشار رئيس تحرير "الجمهورية" إلي أن الصحافة الورقية لن تموت ومستقبلها موجود وتأثيرها باق وانتشار المواقع الإلكترونية وتأثيرها الذي بات واسعاً لا يعني بالضرورة أن تندثر صحافتنا الورقية. أضاف توفيق: "اليابان توزع 9 ملايين نسخة ورقية يومياً من الصحف. وهي أيضاً تمتلك مواقع إلكترونية مثلنا. وهذا أكبر دليل علي بقاء الصحافة الورقية. الفكرة تعتمد بالأساس علي نوعية المحتوي الذي تقدمه الصحافة للقاريء. وليس أن تسير علي مبدأ "كفِّن وادفن الميت" دون الانتباه للمحتوي وما يمكن أن يضيفه للقاريء". وعن خطته لتطوير جريدة الجمهورية قال: "منذ اللحظة الأولي التي توليت فيها مسئولية رئاسة تحرير الجمهورية كانت لدي رؤية وتصور عام لما تحتاجه الجريدة. فأنا ابنها وبطبيعة الحال لدي انطباعات عامة عما يحدث ولدي أيضاً حلول للأزمات. ولعل أكثر ما شغلني هو أن أقدم محتوي مختلفاً عن السائد لأن القاريء بات يعرف كل شيء من المواقع الإلكترونية فلماذا إذن يشتري الجريدة؟ كان هذا هو السؤال الذي حرصت علي الإجابة عليه منذ اليوم الأول للعمل. إذ بحثت عن احتياجات القاريء. وانشغلت بالسعي وراء الانفراد الذي يميزني عن أي كيان صحفي آخر. علينا أن نتحلي بالإرادة للنجاح لأن الأمل وحده لا يكفي. ولكن العمل الجاد والسعي المستمر هما السبيل للتفرد والنجاح. كذلك علينا أن نعمل بشكل مؤسسي دون الاعتماد علي أشخاص بعينهم كي يبقي الكيان حتي ولو ذهب الأشخاص". أشار توفيق إلي أن المواطن البسيط واع جداً. ويعرف أكثر مما تعرف النُخبة. وأضاف توفيق. خلال ندوة "مبتدا": "عندما تقابل أحد المواطنين البسطاء في الشارع تجده علي علم بكل شيء. يعرف أن السيسي رجل وطني ويقدم لك أسباب اقتناعه بذلك. يدرك جيداً الغث من السمين فيما يخص الأخبار التي يتم تداولها في الإعلام". وتابع: "النُخبة لا تفعل شيئاً سوي الحديث عن الأزمات. وهدم الإنجاز. بدلاً من تسليط الضوء علي مواطن النجاح والنقاط المضيئة في مسيرة الدولة. وكأن تحقيق أي إنجاز سُبة في حقهم". تطرق توفيق للحديث عن الرسالة الدائمة التي يوجهها الرئيس السيسي للإعلام وهي ضرورة أن يمدوا المواطن بالوعي ويحترموا عقليته. مشيراً إلي أن جريدة "الجمهورية " أقامت صالوناً ثقافياً ستحرص علي أن تطوف به محافظات مصر لتلتقي بشبابها الذين يقول عنهم توفيق إنهم مخدوعون بصورة ذهنية خاطئة عن مصر تم تصديرها إليهم من جانب جماعة الإخوان وعملائها الذين يريدون هدم مصر. أضاف: "نحن نعاني من مؤامرة. ومحاولات هدم مصر مستمرة وهناك الكثير من الأطراف التي تريد إفشال مصر والدخول بها ضمن تصنيفات الدول الفاشلة للأزهر دور كبير يجب أن يؤديه وكذلك وزارة الثقافة وأيضاً وزارة التربية والتعليم. نحن نحتاج ثورة وطنية لتوعية المصريين بالمخاطر التي تحيط بوطنهم". ولفت توفيق إلي المواجهة الأمنية مع الإرهابيين قائلاً: "في وقت ما. يجبرك الطرف الآخر بممارساته علي أن ترفع السلاح في وجهه لأنه يكون قد وصل إلي مرحلة اللا عودة. وهذا ما فعلته الدولة مع الإخوان وأعوانهم". وأضاف: "هذه جماعة لا دين لها. وليس لها علاقة بالأخلاق والدين. هم يقتلون فقط ويخربون. هذه رسالتهم التي يعيشون من أجلها". وتابع: "الإخوان يمارسون الكذب طوال الوقت. يتحدثون عن أستاذية العالم. وطموح الخلافة. ويقدمون ذلك للناس ليلعبوا علي حساسية الدين عند المصريين وتقديرهم له. هم مستغلون جداً ولا تحكمهم سوي المصلحة فقط.. إنهم مجرد "ترس" في مؤامرة كبري تديرها دول عظمي للإيقاع بمصر وتدميرها". وتحدث توفيق عن بعض الأمراض التي أصابت الشخصية المصرية مثل تدني الذوق العام. وانتشار الفساد في مؤسسات الدولة. وهذا الفساد. بحسب توفيق. لم ينتشر في المؤسسات فقط ولكنه أصاب الأخلاق أيضاً. وتابع: "هناك خلل ما أصابنا ونحن بصدد معالجته وإعادة تأهيل المصريين. يجب أن نصبح أكثر وعياً ونبتعد عن الفهلوة التي أراها من أكبر وأخطر أمراضنا المزمنة التي أتمني لها أن تزول قريباً". تحدث توفيق عن العلاقة بين مصر وأمريكا. خاصة في ظل التطورات الأخيرة بخصوص المعونات الأمريكية والتلويح بقطعها. أوضح: "علي أمريكا أن تدرك جيداً قيمة وأهمية مصر ودورها في المنطقة. إن قرار الولاياتالمتحدة بتخفيض المعونة الاقتصادية وتأجيل وصول العسكرية لمصر يبدو مبهماً. خاصة في ظل إقبال الولاياتالمتحدة بنظامها الجديد مع الرئيس ترامب علي إصلاح العلاقة مع مصر بعدما أفسده أوباما. ولكن يجب أن نعي دائماً ونضع في الحسبان أن أمريكا دولة مؤسسات والقرار فيها مؤسسي لا يقوم علي شخص بعينه. ولكن الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية. عليها أن تعي أهمية دور مصر عقب الثلاثين من يونيه ورسالة الشموخ والكبرياء التي ترسيها من وقتها وحتي الآن". أشار توفيق إلي أنه يجب أن يدرس العالم تجربتنا مع الإرهاب. لأنها وفق كلامه تجربة فريدة وجديرة بالدراسة. أضاف توفيق: "اعتمدت مصر علي نفسها في معركتها مع الإرهاب. دون الاعتماد علي مساعدة أحد. حيث واجهت ضغوطات كبيرة. حيث أغلق العالم وجهه أمامنا. ولكن تبدلت الأمور الآن وها نحن أصبحنا عضواً غير دائم بمجلس الأمن". وجه توفيق الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي بسبب توجهاته في السياسة الخارجية وتعامله مع ملف العلاقات مع إفريقيا. وتابع: "هذا ملف خطير وتوجه مهم من جانب الإدارة المصرية. لأن عمقنا الإفريقي مهم جداً وانتباه الرئيس إليه يكشف عن وعي حقيقي بما تحتاجه مصر. وتوطيد العلاقات مع الأشقاء الأفارقة سيعود علينا بالنفع الكبير".