قال الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي. في كلمته خلال الاحتفال بعيد العلم "إنه لم يعد هناك شك بأن العلم أصبح قوي هائلة في حياتنا اليومية تقدمت به دول وشعوب ووصلت إلي أعلي مستوي حضاري. وتقاعست أخري عن الأخذ بأسباب العلم فتخلفت عن الركب. ونحن في ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي نخطو خطوة من أجل اللحاق بمن سبقنا.. مؤكداً أن مجتمعنا يتطور بصورة ملموسة في كافة المجالات وعلي كل المستويات. ويحتاج لجهد وفكر العلماء والمفكرين والباحثين. وأضاف أن العلم هو السلاح الحقيقي لمواجهة الأزمات.. وأن اعتماد الأسلوب العلمي فكراً وعملاً هو الجسر الذي نستطيع من خلاله العبور إلي مستقبل آمن ومزدهر. أشار عبدالغفار إلي أنه منذ إطلاق الرئيس السيسي مبادرة نحو مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر تم إعداد الاستراتيجية لتهيئة بيئة مشجعة للبحث العلمي ودعم الابتكار والمبتكرين وتطبيق مخرجات البحث العلمي ونقل وتوطين وإنتاج التكنولوجيا وتعميق ودعم التحول من الاقتصاد الريعي إلي اقتصاد المعرفة.. وتابع الوزير قائلاً: "إن شباب مصر بقدرته هم ثروتها الحقيقية في مسيرة التنمية وعلماؤها هم مصدر إشعاع ورموز مضيئة تسترشد بها وتبني عليها الأجيال القادمة".. موضحاً أنه كان من الضروري ربط التعليم باحتياجات المجتمع ليتحقق الهدف النبيل. استعرض الوزير موجزاً لأهم ما تم تحقيقه خلال السنوات الثلاثة الماضية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي: أولاً في مجال التعليم العالي: العمل علي رفع جودة وإتاحة التعليم العالي حسب خطة الدولة ..3020 مضيفاً أنه تم زيادة عدد الكليات الحكومية من 392 إلي 456 بواقع 64 كلية جديدة. وإضافة جامعة جديدة باستثمارات قدرها 9 مليارات جنيه.. موضحاً أن هذه الكليات لاستيعاب الزيادة المطردة في أعداد الطلاب في الكليات وفي الوقت نفسه يتم التركيز في تخصصاتها الدراسية لتلبية احتياجات المجتمع وخطط التنمية كالزراعة والغذاء وعلوم المياه. وأضاف أنه تم زيادة عدد البرامج الجديدة بالجامعات الحكومية من 118 إلي 180 برنامجاً بواقع 62 برنامجاً جديداً تعمل علي تدبير موارد ذاتية للجامعات وتخفيف العبء علي موازنة الدولة وتحسين جودة التلعيم. أشار الوزير إلي أنه في نطاق التعليم الخاص.. فقد تم خلال هذه الفترة إضافة 8 جامعات إلي منظومة التعليم العالي ليصل عددها إلي 26 جامعة باستثمارات مباشرة تقدر بحوالي 4.6 مليار جنيه.. فضلاً عن زيادة أعداد هذه الكليات من 132 كلية إلي 162 كلية باستثمارات غير مباشرة قدرها 5.4 مليار جنيه.. وأوضح أن العمل يتم الآن علي تنفيذ تكليفات الرئيس السيسي بإضافة 4 جامعات بالمدن الجديدة لتسهم في إقامة مجتمعات عمرانية متكاملة وذلك باستثمارات قدرها حوالي 8 مليارات جنيه ورفع جودة التعليم والبحث العلمي عن طريق إنشاء أفرع لجامعات عالمية وأكاديمية للعلوم والابتكار بالعاصمة الإدارية الجديدة باستثمارات مباشرة وغير مباشرة قدرها 12 مليار جنيه. وفيما يخص مجال التعليم الفني والتكنولوجي. أشار وزير التعليم العالي إلي أن الوزارة تعمل ضمن الخطة الحكومية علي تطوير 8 كليات تكنولوجية تضم 45 معهداً في التخصصات الهندسية والصناعية والتجارية والسياحية والتشييد والبناء ويتم هذا التطوير من خلال عدد من المحاور تتمثل في إعادة تأهيل البنية التحتية لعدد من الكليات التكنولوجية واستحداث برامج أكاديمية جديدة تواكب متطلبات سوق العمل المحلي. مثل برامج الطاقة الجديدة والمتجددة والميكاترونكس والإلكترونيات والاتصالات بالتعاون مع مؤسسات صناعية وطنية ومنح خارجية. كما يتم العمل علي إعداد الإطار التشريعي لإنشاء أول جامعة مصرية تكنولوجية تضم الكليات والمجمعات التكنولوجية لتكون بداية لعصر تكنولوجي جديد يحدث نقلة تنوعية في التعليم الفني. أما في الدور التعليمي للمنظومة قال عبدالغفار: إن قطاع المستشفيات الجامعية شهد تطوريات ملحوظة حيث تم إنشاء 17 مستشفي جديدة باستثمارات بلغت خلال السنوات الثلاث الماضية حوالي 10 مليارات جنيه حتي أصبح لدينا 106 مستشفيات جامعية تسهم جنباً إلي جنب مع مستشفيات وزارة الصحة في تقديم خدماتها العلاجية والبحثية والطبية للمرضي في كافة محافظات مصر. كما تم الانتهاء من قانون تنظيم العلم بالمستشفيات الجامعية لتحسين الخدمات وترشيد الإنفاق عن طريق الشراء المركزي. كما أصبح لدينا مستشفيات أخري جاهزة للافتتاح القريب باستثمارات بلغت 5.1 مليار جنيه. وحول مجال البحث العلمي.. أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن المؤشرات المتعلقة بمدخلات ومخرجات العلوم والتكنولوجيا والابتكار طبقاً للمعايير نجد أنها في تحسن تدريجي. ولكن مازالت حتي الآن أقل من طموحات علمائنا وباحثينا حيث بلغ نصيب مصر في عام 2016 من الأبحاث المنشورة في المجالات المفهرسة عالمياً 18 ألفاً و369 بحثاً. أوضح أن مصر احتلت المرتبة ال 35 عالمياً في مجال الأبحاث العالمية المنشورة دولياً من ضمن 233 دولة علي مستوي العالم وفقاً لقواعد البيانات العالمية "سينالو". كما حققت مصر تقدماً ملحوظاً في مجال تشجيع الابتكار. حيث فازت مجموعة من الشباب بجوائز في مسابقات دولية عالمية وحصلوا علي مراكز متقدمة وبراءات اختراع مسجلة محلياً وعالمياً.. وعلي سبيل المثال فاز أحد أساتذة كلية الهندسة بجامعة القاهرة منذ أسابيع بالجائزة الكبري والمركز الأول في الدورة السادسة لجائزة الابتكار المرموقة لإفريقيا من بين أكثر من 2500 متقدم عن اختراعه في مجال الهندسة الميكانيكية ومحطات الطاقة. أضاف أنه تم إنشاء وتمويل 12 تحالفا تكنولوجياً لتعميق التصنيع المحلي في صناعة وتحلية المياه والدواء والإلكترونيات والبتروكيماويات والطاقة الجديدة وقطع الغيار والأقمار الصناعية بإجمالي تمويل 120 مليون جنيه بالتعاون مع مؤسسات وجامعات ووزارة الإنتاج الحربي في مجال التصنيع المحلي. أما في مجال البحث العلمي لخدمة وتنمية المجتمع. يقوم نخبة من الخبراء والتنفيذيين المتخصصين بالهيئة القومية للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء بالانتهاء من إعداد خطة تنفيذية لإنقاذ وتنمية البحيرات ورصد التعديات علي أراضي الدولة ونهر النيل. كما أسهمت الوزارة في عدد من المشروعات الدولية منها العاصمة الإدارية ومدينة العلمين فضلاً عن توقيع عدد من بروتوكولات التعاون بين المحافظات لدعمها في تأسيس البنية المعلوماتية للموارد الأرضية. أشار الوزير إلي أن منظومة علوم وتكنولوجيا الفضاء الوطنية شهدت انطلاقة قوية خلال السنوات الثلاث الماضية وتم توقيع عدد من الاتفاقيات مع بعض الدول ذات الخبرة في هذا المجال لاستكمال بناء سلسلة من الأقمار التشغيلية والتجريبية ومحطات الاستقبال والتحكم واستكمال المدينة الفضائية المصرية وبقلبها وكالة الفضاء المصرية. وأكد عبدالغفار أن الوزارة استطاعت من خلال المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية تقديم الدراسات والبحوث التطبيقية للمنشآت الاستراتيجية والتنموية وعلي رأس المحطة النووية بالضبعة والسد العالي والعاصمة الجديدة ومحور قناة السويس. كما جاري العمل علي إنشاء التليسكوب المصري الجديد في أعالي جبال جنوبسيناء ليكون أكبر تليسكوب فلكي في المنطقة العربية وشمال إفريقيا. بالإضافة إلي الشبكة القومية لرصد الزلازل ودراسات الآثار والمياه الجوفية كما تم إنشاء مركز إقليمي للحد من المخاطر الطبيعية في المنطقة الاقتصادية بمحور قناة السويس بالتعاون مع جامعة السويس. أضاف الوزير أن المركز القومي للبحوث شارك في خطط التنمية بالعديد من البحوث التي أثمرت عن منتج نهائي من خلال عدد من براءات الاختراع وصلت إلي 135 براءة مثل إنتاج مصل للوقاية من إنفلونزا الطيور وإنتاج "البيوديزل والبيوجيت" كوقود حيوي للمركبات والطائرات وإنتاج سلالات حيوانية محسنة وراثياً بتكنولوجيا نقل الأجنة ومعالجة مياه الصرف الصناعي والزراعي. وفيما يتعلق بمجال الطاقة وتحلية المياه في مدينة برج العرب وشلاتين. لفت الوزير إلي أنه تم تنفيذ أكثر من 95% من مشروع بحوث وتطوير تطبيقي في مجال مركزات الطاقة الشمسية وتحلية المياه.. وفي مجال الزراعة والغذاء وبالتعاون مع وزارة الزراعة تم تطوير تكنولوجيا تخزين القمح محلياً باستخدام الصوامع البلاستيكية التي تقلل الفاقد في التخزين إلي 2% وبتكلفة تخزين للطن أقل من 530. فضلاً عن زيادة إنتاجية القمح في الحقول الإرشادية إلي 24 أردباً للفدان. وزيادة إنتاج الأرز من خلال تطوير سلالات جديدة بنسبة 30% وتوفير مياه الري بنسبة لا تقل عن 20%. وتابع عبدالغفار قائلاً: "سيادة الرئيس.. إن الأمم والشعوب تنهض بالتخطيط العلمي للمستقبل واستغلال الطاقات المتدفقة للشباب في البناء والتنمية.